إعداد: فيصل الأشمر
هو أبو الفيض حمدون بن عبد الرحمن بن الحاج السلمي المعروف بابن الحاج (1760 1817م)، من فقهاء وأدباء مدينة فاس، من كتبه: "نفحة المسك الداري"، و"منظومة في السيرة"، على نهج البردة، في أربعة آلاف بيت، وشرحها في خمسة مجلدات وديوانه الذي سماه "السليمانيات" مع شرحه. يبدأ الشاعر ميميته في مدح الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بقوله:
رَنت بلابلُ في وادٍ من السلَمِ |
تشدو به غزلاً في سرب ذي سلَمِ |
ليصل بعد عدة أبيات إلى غايته، وهي مدح الرسول صلى الله عليه وآله، فيقول:
محمَّدُ الكرَمُ بنُ عبدِ مُطّلِبٍ حلفُ أطراد الندى(1) بن هاشِمِ الهَشِمِ(2) |
محمَّدُ الكرَمُ بنُ عبدِ مُطّلِبٍ حلفُ أطراد الندى(1) بن هاشِمِ الهَشِمِ(2) |
حبيبُ ربٍّ علا قدراً وخلقتُهُ وخلقُهُ عليا قدراً عن السيمِ(5) |
حبيبُ ربٍّ علا قدراً وخلقتُهُ وخلقُهُ عليا قدراً عن السيمِ(5) |
تمنّت الشمسُ شيئاً من محاسنِهِ أما تراها تمدُّ ساعِدَ العَدَمِ |
تمنّت الشمسُ شيئاً من محاسنِهِ أما تراها تمدُّ ساعِدَ العَدَمِ |
من الأزاهيرِ والشقيق(8) جسمُهُ أو من ياسمينٍ ووردٍ غير ملتثمِ |
من الأزاهيرِ والشقيق(8) جسمُهُ أو من ياسمينٍ ووردٍ غير ملتثمِ |
أكرم بهِ والداً لآدمٍ ولداً له بطيٍّ ونشرٍ خيرُ معتصمِ |
أكرم بهِ والداً لآدمٍ ولداً له بطيٍّ ونشرٍ خيرُ معتصمِ |
نورُ الكمالِ كمالُ النورِ منحصرٌ فيهِ ومنعكسٌ منه له فسمِ(12) |
نورُ الكمالِ كمالُ النورِ منحصرٌ فيهِ ومنعكسٌ منه له فسمِ(12) |
في أمةٍ قد خلت من قبلها أممٌ من فضلهِ اقتبست فضلاً على الأممِ |
في أمةٍ قد خلت من قبلها أممٌ من فضلهِ اقتبست فضلاً على الأممِ |
الباسطُ الوجهَ للراجينَ منه غنىً بسطاً للفظٍ وكفٍّ منه منسجمِ(14) |
الباسطُ الوجهَ للراجينَ منه غنىً بسطاً للفظٍ وكفٍّ منه منسجمِ(14) |
يلوحُ في الحربِ شمساً والعجاجُ(15) دُجى فالشمسُ طالعةٌ واللَّيلُ لم يرِمِ(16) |
يلوحُ في الحربِ شمساً والعجاجُ(15) دُجى فالشمسُ طالعةٌ واللَّيلُ لم يرِمِ(16) |
خافُوهُ حتى سرى منهم لرمحهِمُ خوفٌ فإن مسَّ أبدى رعدةَ القصِمِ(18) |
خافُوهُ حتى سرى منهم لرمحهِمُ خوفٌ فإن مسَّ أبدى رعدةَ القصِمِ(18) |
ثم يخاطب الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله فيقول:
لا شيءَ شبهكَ إلا أنت يا فخماً لديهِ كُلُّ عظيمِ القريتينِ قمي(20) |
إن كان أفضلُ منكَ في الوجودِ يُرى فأنتَ ذلكَ يا سماءَ كلِّ سمي(19) |
لرسلُ أربت على الأملاكِ في شرفٍ وأنتَ مُربٍ عليهم غيرُ مُزدَحَمِ |
فلم يماثلكَ لا جنٌّ ولا بشرٌ ولا ملائكةُ السماءِ في عِظَمِ |
وليسَ يُغليكَ ذُو مدحٍ بمدحتِهِ بل أنتَ مُغليهِ والمديحُ عن قِيَمِ |
أقول قولكَ لا أحصي ثناءَكَ يا مجيدُ أنتَ كما أثنيتَ ذا القِدَمِ |
أريدُ تزكيةً للنفسِ تخليةً لها وتحليةً من نُورِكَ العَممِ(23) |
يا بيتَ مجدي ويا ركني وملتزمي(21) ويا نجاتي يوم أزمةِ الإزمِ(22) |
خسرتُ ما فات من عمري بغير هدىً جهلاً فوا حسرتي عليه وا ندمي |
حللتَ قلبي وبيتٌ أنت نازلُهُ حقٌّ عليك تجليه عن الغُمَمِ |
وإن دجت(25) مشكلاتٌ فانتفت حيلي ناديتُ يا نُورَ عيني فانتفت ظُلمي |
إذا شكونا بضرٍّ أنتَ عارِفُهُ فليسَ إلا لتنفيسٍ من السدمِ(24) |
|
دامَ السلامُ يُردِّدُ السلامَ إلى دار السلامِ عليك غيرَ منحسِمِ(26) |
(1) الندى: الجود.
(2) الهشِم: الكريم.
(3) البسيط: الباسط اليد بالمعروف.
(4) أدم: أي: آدم عليه السلام.
(5) السيم: الشبيه.
(6) المونقين: المحبين أو المعجبين.
(7) بلى: حرف تصديق.
(8) الشقيق: شقائق النعمان وهي من الزهور.
(9) اللقم: وسط الطريق.
(10) أصل وريف: أي ممتد في الأجداد.
(11) صيّب: سيّد.
(12) فسمِ: أي: فاقتبس.
(13) لم يشن: لم يقبّح.
(14) منسجم: غزير العطاء.
(15) العجاج: الغبار.
(16) لم يرِم: لم يفارق.
(17) السجم: الدمع أو الماء.
(18) القصم: السريع الانكسار.
(19) سمي: مرتفع.
(20) قمي: ذليل وصغير.
(21) ملتزمي: من ألازمه.
(22) الإزم: الشدائد.
(23) العمم: المنتشر.
(24) السدم: الحزن.
(25) دجت: أظلمت.
(26) منحسم: مقطوع.