مع الإمام الخامنئي | يا شعب لبنان الوفيّ نور روح الله | الوعي بوصلة المؤمنين قيم علوية| انشغل بعيوبك! تسابيح جراح | لن يقرب اليأس منّي أولو البأس | الخيام مقبرة غولاني الشهيد على طريق القدس عارف أحمد الرز («سراج)» تشييع السيّد يومٌ من أيّام الله طوفان المحبّين على العهد لن تأخذوا أسرارنا من صغارنا تذيع سرّاً تسفك دماً

أولو البأس | الخيام مقبرة غولاني


مركز الاتّحاد للأبحاث والتطوير


في 28-10-2024م، نفّذ العدوّ الصهيونيّ مناورة خداعيّة كبيرة، فسحب معظم قوّاته العاملة في كفركلا، والعديسة، وربّ ثلاثين، والطيبة، ومركبا، وحولا، وميس الجبل، وبليدا. وأظهر من خلال هذه الخطوة الخداعيّة أنّه انسحب بفعل الضربات التي تلقّاها طوال الأسبوع.

* استباق العدوّ
في هذا الوقت، قامت المقاومة باستباق العدوّ بخمس خطوات من خلال الإطباق المعلوماتيّ الذي كانت تمتلكه على مستوى الجبهة ككلّ. نتيجةً لذلك، نفّذت عمليّات استطلاع عدّة بقوّة النيران في المحاور الثلاثة الباقية:

- في المحور الأوّل: استهدفت منطقة مسؤوليّة الفرقة 146 حيث نقاط التجمّع في المستعمرات الملاصقة لعلما الشعب والضهيرة ومروحين.

- في المحور الثاني: استهدفت منطقة مسؤوليّة الفرقة 36 حيث التجمّعات الملاصقة لعيتا الشعب ومارون الرأس وعيترون.

- في المحور الثالث: استهدفت منطقة مسؤوليّة الفرقة 210 في مناطق العمرة والوزاني والمطلّة.

بعد ذلك، تبيّن للمقاومة أنّ التجمّعات الموجودة في المطلّة وكفريوفال وكفر غلعادي ومعيان باروخ تتّخذ شكل استعداد هجوميّ. ولم يكن ثمّة شكّ لدى قيادة العمليّات في المقاومة بعمليّة الخداع الكبيرة التي كان ينفّذها الصهاينة بهدف القيام بهجوم كبير مستفيدين من الليل الحالك الظلمة.

* حشود عسكريّة ضخمة
أتمّت المقاومة تفعيل الاستعداد اللازم للتصدّي لأيّ هجوم. ومع دخول الليل، تحرّكت ثلاث فصائل من الدبّابات المدرّعة التابعة للكتيبة 8130 من محميّة "دان" جنوب شرق الغجر، برفقة سريّة مشاة من الكتيبة 9204 التابعة للواء التاسع المعروف بلواء "عوديد"، تؤازرها مجموعة من الفصائل التابعة للكتيبة 202 المظلّيّة. واتّجهت جميعها نحو الشمال الغربيّ مجتازةً منطقة الوزاني باتّجاه قرية سردا، ومنها إلى تلّة الحمامص. وانفصلت فصيلة مدرّعة عن ذلك الحشد العسكريّ باتّجاه كنيسة سردا في منطقة تُعرف باسم اليعقوصة.

* انسحاب تحت النيران
استهدف رجال الله القوّة المتوغّلة من الساعة 8:30 مساءً وحتّى الساعة 9:40 أربع مرّات بصليات من الصواريخ ورشقات من القذائف المدفعيّة الثقيلة. وعند الساعة 9:45 ليلاً، استهدف المجاهدون دبّابة ميركافا في تلّة الحمامص بصاروخ موجّه ما أدّى إلى إحراقها ومقتل طاقمها. لم تستمرّ المواجهة أكثر من 30 دقيقة، إذ اضطرّت قوّات العدوّ بعدها إلى الانسحاب تحت النار تُجاه وادي العصافير.

* فشل إضافيّ
فجر الثلاثاء 29-10-2024م، حاول العدوّ تطوير هجومه على الخيام في المحور الخامس بفتح خطّ قتاليّ جديد من الاتّجاه الجنوبيّ الشرقيّ باستقدام دبّابات إضافيّة (ثلاث فصائل مدرّعة) مدعّمة بسريّة من القوّات المظلّيّة ومجموعات من وحدة يهالوم (الهندسة العسكريّة). وكان الهدف الاقتراب من الخيام واختبار دفاعاتها من ثلاثة اتّجاهات: الجنوب، والجنوب الشرقيّ، والجنوب الغربيّ.

وعند الفجر، حاولت 10 دبّابات و"هامرات" مصفّحة التوغّل باتّجاه بوابّة الخيام الجنوبيّة، فصدّها المجاهدون على الفور. ومع تتالي عمليّات التسلّل والتوغّل، استهدفت الوحدات الصاروخيّة والمدفعيّة وسلاح المسيّرات التجمّعات أكثر من 9 مرّات، وألزمت العدوّ بتجميد مناوراته، فاستعاض عنها بسلاح الجوّ الذي نفّذ عدداً كبيراً من الغارات على قلب مدينة الخيام.

بقي العدوّ عالقاً بجنوده ودبّاباته في مناطق توغّله باتّجاه مدينة الخيام (من الشرق، والجنوب، والجنوب الشرقي) دون أيّ تحرّك يُذكر منذ 48 ساعة، باستثناء قيام عناصر من وحدة الهندسة العسكريّة (ياهالوم) بتفجير عدد من المنشآت المدنيّة التابعة لأهالي بلدة سردا المسيحيّة.

أمّا المقاومة، فاستمرّت بالتعّرض لدبّابات العدوّ وجنوده بالأسلحة كافّة، ممّا أربك جنوده.

* المجاهدون في المرصاد
فجر الأوّل من تشرين الثاني 2024م، حاول العدوّ، بعد فتحه محوراً جديداً في منطقة الشاليهات في جنوب شرق الخيام، توسيع نطاق مناورته بعدما تلقّى ضربات عديدة في محورَي تقدّمه من وطى الخيام وخلّة العصافير، مستغلّاً وجوده في تلّة الحمامص، ما يمنحه الإشراف على الجهة الغربيّة وكامل الجهة الجنوبيّة، فاستفاد من ميزتين:

الأولى: تكثيف الطاقة الناريّة واستخدام أسلحة غير تقليديّة كالفوسفور الأبيض، والقذائف الانشطاريّة، والصواريخ الحرارية والارتجاجيّة.

الثانية: الابتعاد عن منطقة تأثير الطاقة الناريّة التي استُخدمت ضدّ دفاعات المقاومة في هذا المحور.

بدورهم، استفاد مجاهدو المقاومة من انتشارهم في منطقة أعلى من مكان تواجد العدوّ لإطلاق صليات مدفعيّة وصاروخية كثيفة بطاقة تفجيرية كبيرة ضدّ قوّاته، وتمكّنوا من استهداف دبّابة وآليّة "هامر" مصفّحة بصاروخين موجّهين.

وقد أدّت تلك المعركة، التي جمّدتها قيادة العدوّ منتصف ليل يوم السبت، إلى تعطيل العمليّات البريّة كافّة.

* سيطرة كاملة
أظهرت الوقائع العسكريّة أنّ الميدان خضع لإطباق استخباريّ تكتيكيّ ومعلوماتيّ شامل من المقاومة الإسلاميّة. واللافت هو سرعة استثمار تلك المعلومات، الأمر الذي يؤكّد جهوزيّة منظومات القيادة والسيطرة التكتيكيّة المرتبطة بالقيادة وفعاليّتها وتحكّمها. وهذا ما جعل أسلوب قتال مجموعات المشاة وضدّ الدروع العاملة في النسق الأوّل أكثر مرونة لإلحاق الأضرار بأفراد العدوّ وعتاده. كما أظهر رجال الله من خلال سلاسة مناوراتهم أنّهم يسبقون مجموعات العدوّ وفصائله وسراياه دائماً بخطوة أو اثنتين، وهذا ما منحهم ميزة التريّث في إعداد الكمائن ونصبها بشكل متقن ومحترف. وما مسارعة العدوّ إلى إنهاء الاشتباك فوراً في معظم اشتباكاته المباشرة في الأسبوع الأخير إلّا خير دليل على ذلك، لعلمه بكفاءة المجاهدين من قوّات المشاة ومجموعات ضدّ الدروع.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع