مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نزهة في حديقة القرآن

 


* نزهة عرفانية
﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون﴾َ  (المنافقون/4)
﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُم﴾ هذا يدلّ على التناسب في أشكالهم وحسن مناظرهم ووسامتهم، ويدلّ أيضاً على استعدادهم من جهة فراستهم أي أصل فطرتهم، فإنّ حسن المنظر دلالة على صفاء الفطرة الإلهية.
أمّا لما غلب الرّين على قلوبهم فانطفأ نور استعدادهم وأبطلوا هيئاتهم البدنية العارضية لخواصهم الأصلية، فقال تعالى: ﴿يُؤْفَكُون﴾ أي يصرفون عن النور إلى الظلمة، وعن الحق إلى الباطل.
وقد روي عن بعض الحكماء أنّه رأى غلاماً حسن الوجه فاستنطقه لظنّه ذكاءه وفطنته، فما وجد عنده معنى، فقال: "ما أحسن هذا البيت لو كان فيه ساكن"، وهذا هو معنى قوله (كأنهم خُشبٌ مسنّدة) أي أجسام خالية من الأرواح لا نفع فيها ولا ثمر.

* عطر بلاغي
 ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾  (الحجر /87).
السبع المثاني هي سورة الفاتحة كما جاء عن أهل البيت عليهم السلام.
والمثاني – والله أعلم – جمع مثنية بمعنى اللغوي والعطف والإعادة. وسُميت الآيات القرآنية مثاني كناية عن أنّ بعضها يوضح حال بعض، ويلوي وينعطف عليه (كتاباً متشابهاً مثاني). وقد جاء في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صفة القرآن: "يصدّق بعضه بعضاً" وعن الإمام علي عليه السلام: "ينطق ببعض ويشهد بعضه على بعض"...
وقد تكون جمع مثنى بمعنى التكرير والآيات كناية عن بيان بعض الآيات ببعضها الآخر.

* زهرة جمالية
 ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ *  وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِين﴾َ  (الأنبياء/72-73).
عن الإمام الرضاء عليه السلام: "لم تزل الإمامة من إبراهيم عليه السلام وفي ذريته وأهل الصفوة والطهارة يرثها بعض عن بعض قرناً قرناً حتّى ورثها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال الله جلّ جلاله: (إنّ أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين فكانت خاصّة.
فقلدها علياً عليه السلام بأمر الله عزّ وجل فرسم ما فرض الله تعالى فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم العلم والإيمان بقوله تعالى: (قال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث) فهي في ولد علي بن أبي طالب عليه السلام خاصّة إلى يوم القيامة، إذ لا نبيّ بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم..
وفي حديث آخر أنّه يهدي إلى الولاية.

* ثمرة لغوية
 ﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ * بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ  *  لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ﴾  (الصافات/45-74).
(كأس من معين) الكأس هو القدح المملوء بالشراب، والمعين من الماء الذي يظهر ويجري على وجه الأرض. والمراد به هنا – والله العالم – الكأس من معين صفاء الشراب.
والغول: الإضرار والإفساد، وهو إهلاك الشيء من حيث لا يحسّ به.
وهنا معناه أنّ الخمر في الجنّة ليس فيها مضار الخمر التي في الدنيا ولا إسكارها بإذهاب العقل..

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع