مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الإيمانُ وَحَّدَ قلوبَهم

الإمام الخميني قدس سره

العلم علمان: علم الأبدان، وعلم الأديان. الروح والجسم متّحدان مع بعضهما بعضاً: الجسم ظلّ الروح. والروح باطن الجسم، والجسم ظاهر الروح. وهما مع بعضهما بعضاً يشكّلان كُلّاً واحداً، ولا فصل بينهما!
وكما أن جسم الإنسان وروحه متّحدان، كذلك ينبغي أن يتّحد طبيب الجسم وطبيب الروح، وأن يكونا واحداً. لكنّهم – للأسف – فصلوا بيننا، فالأجانب وعملاؤهم ارتكبوا خيانة استمرت ما يناهز الثلاثمائة سنة، وفصلونا عن كافّة الطبقات. أما الرّوحانية فقد أودعوها زوايا النّسيان، أو شوّهوا سمعتها... قلَّلوا من شأننا في أعينكم، وقلّلوا من شأنكم في أعيننا!

* فَرَّقوا الشعب، بل الشعوب
لقد فصلوا الجامعة عن مدارسنا الدينية، وجعلوا كُلّاً منها، أيضاً، معارضاً للآخر. فرّقوا بين طبقات الشعب، وكانت مأساة كبيرة. ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل فرقوا حتى بين الشعوب جميعها، فمثلاً، حاولوا إلغاء أية علاقة بين الشعبين الإيراني والتركي. وصار بصورة عامة الشعب الإيراني إن لم يكن معارضاً للشعب التركي، فهو ليس مؤيداً له، أو لا يعبأ به! فلو حلّت كارثة بإخواننا الأتراك أو العرب لا نكترث لها، وبالعكس لو أن كارثة حلَّت بنا وقف هؤلاء موقف اللامبالاة.
إنّ هذه اللامبالاة زرعها العملاء الأجانب والأجانب أنفسهم! فحيثما استطاعوا، أوجدوا الخلاف. لقد حاولوا أن يجعلونا نغفل عن مقدّراتنا ومقدّرات إخوتنا. ولذا علينا أن نجتهد ليستمر شعبنا في هذه الحالة من الوعي واليقظة التي يمرّ بها!

* أضاعوا أسمى الثروات
لقد تجرّعنا طوال ثلاثمائة عام غصص هذه الغفلات. ولأكثر من خمسين عاماً تجرع شيوخنا -الذين هم في سنّي أو أقل- غصص العذاب الأليم لهذه العائلة (البهلوية). وأنتم الشباب الذين تجاوزتم العشرين عاماً رأيتم ما رأيتم وسمعتم ما سمعتم! لقد أتلفوا جميع ثرواتنا، كما أضاعوا، هدراً، الطاقة الإنسانية التي هي أسمى الثروات، وانتزعوا من أيدينا مواطنينا الذين كان ينبغي أن تُسلّم إليهم مقدرات هذه البلاد ليعمروها مادياً بأيديهم ومعنوياً، أو جرّوهم إلى مراكز الرذيلة.
لقد حوّلوا كافة المراكز التّعليمية إلى مراكز للرذيلة، وجعلوا السينما التي هي من المراكز التعليمية، ومن الإذاعة والتلفزيون اللذين هما مركزان تعليميان لنا ولجميع الطبقات، جعلوها تؤدي عكس الدور المطلوب منها. لقد رأيتم ما الذي كانت عليه الإعلانات في الإذاعات، وفي التلفزيون كذلك. ولعل الأخلاق السيئة التي زرعوها في نفوس شبابنا ما تزال باقية وينبغي أن يتم إصلاحها. فالله وحده يعلم ما الذي فعلته مراكز الرذيلة هذه بشبابنا. لقد أعدّوا لهم كل شيء ليغفلوا عن ما لديهم، جعلوا دخول تلك المراكز مجانياً، ووجّهوا الدعوات واجتذبوا شبابنا إليها، كل ذلك ليغفلوا عن مقدراتهم!

* تدخّل اليد الإلهيّة
إنني أشكر الله إذ حدث تحول جذري في شعبنا، واهتم شبابنا بالقضايا المعاصرة، وهجر أغلبهم الأمور التي كانت تلهيهم في الماضي. لقد حدثت تحوّلات روحية عميقة لا يمكننا تفسيرها بشيء إلاّ بتدخل اليد الإلهية! لقد حدث خلال سنة أو اثنتين تحوُّلٌ جعل نفس هذا المجتمع الذي كان يرهب الشرطي، يهاجم الدبابات ويقول للشاه ما يشاء ويطرده من البلاد أيضاً! هذا المجتمع نفسه الذي كان يخاف ويخشى بالأمس حاملَ نجمة عسكرية، لوّح بقبضاته ووقف في مواجهة الجميع وطردهم! وليس هذا إلّا تحولاً إلهياً وأمراً إلهياً! إنه الإيمان، ولو لم يكن لم يحدث هذا. فالإيمان بالله وبالمبادئ الإسلامية هما اللذان أنجزا هذه المهمة. فقد قال الجميع بصوت واحد: "إننا نريد الإسلام". إن الإيمان وقوّته هما اللذان انتصرا على هذه القوى، وإلّا فنحن جميعاً لم نكن نملك شيئاً! لقد خرجوا بسكاكين المطابخ والعصيّ، وانتصروا على الدبابات والمدافع والرشاشات، هتفوا أنها لن تجدي بعد اليوم! وبالفعل لم يكن لها أثر في مواجهة الإيمان!

* الإيمان وظاهرة التعاون
احرصوا -أيها السادة- على الإيمان بالله والاتحاد. فإنَّ كل ما لدينا إنما هو من الإيمان والاتحاد. ولقد أراد أولئك أن يسلبوا منا الإيمان والاتحاد، سعوا إلى ذلك، ولم يشأ الله تبارك وتعالى أن يُوفّقوا، وكان معنا. وجعل شعباً كان لا يعبأ بالأمور الدينية، يتغير بالشكل الذي يشهده الجميع اليوم. وحضر الجميع إلى الساحة؛ أبناء الشعب الذين كانوا في صراع مع بعضهم بعضاً، وحتى المدن، أو في المدينة نفسها، هذه المحلة تصارع تلك، وهذا الشاب مع ذاك، وفجأة وبتحوّلٍ إلهي برزت لديهم ظاهرة التعاون!

* قطع نقود بيد عجوز
يقول أحد أصدقائي: شاهدت في إحدى التظاهرات في طهران امرأة عجوزاً، وقفت وبيدها إناء فيه قطع نقود، فقلت لنفسي: لا بدّ أنها تريد أن تجمع مالاً. وحين وصلت إليها قلت: ماذا تفعلين؟ قالت: بما أن الأسواق مقفلة والناس بحاجة إلى الهاتف، قلتُ لأؤدِّ أنا هذا العمل، حيث آتي بقطع النقود ليأخذ منها من هو بحاجة إلى استخدام الهاتف. لقد برز لدى الأفراد شعور كهذا، شعور جعل الناس تساعد بعضها بعضاً داخل البيوت وخارجها، هذه الجماهير المندفعة للتظاهرات. لقد حدث هذا التحول بيد الله!

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع