مع الإمام الخامنئي | يا شعب لبنان الوفيّ نور روح الله | الوعي بوصلة المؤمنين قيم علوية| انشغل بعيوبك! تسابيح جراح | لن يقرب اليأس منّي أولو البأس | الخيام مقبرة غولاني الشهيد على طريق القدس عارف أحمد الرز («سراج)» تشييع السيّد يومٌ من أيّام الله طوفان المحبّين على العهد لن تأخذوا أسرارنا من صغارنا تذيع سرّاً تسفك دماً

المثل في الميزان: الحكي ما عليه جمرك


ف.ح.


ما أكثر ما نسمع بهذا المثل يردّده من هوايته التحدّ وكثرة الكلام.. فلو تساءلنا عن مدى صحته ماذا نرى؟ هل فعلاً أن "الحكي ما عليه جمرك" أم أنّ أفضل الكلام ما كان قليله يُغني عن كثيره؟

بالطبع، أخي القارئ لكلّ مقام مقال ولكلّ شيء أصول وقد منح الله الإنسان نعمة النطق وكرّمه بها عن سائر المخلوقات ولذلك من واجب كلّ إنسان أن يحافظ على هذه النعمة الإلهية التي خصّه بها الله سبحانه وتعالى..

فللكلام أخي القارئ معايير وضوابط لا ينبغي تجاوزها بل من الأصول احترامها والتقيد بها. وما يؤسف له حقاً أن نرى في مجتمعنا العديد من الناس يتباهون بكثرة كلامهم معتبرين أنّها شطارة وفنٌ ودليل على قوّة الشخصية مع أنّها في الحقيقة ثرثرة ولغو أو مجرّد كلام يطلق في الهواء.
فالكلام أخي القارئ لا يُقاس بكميته بل بنوعه ومضمونه إذ أنّ ما نتكلّم به يحدّد هوية شخصيتنا وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام: تكلموا تعرفوا فإنّ المرء مخبوءٌ تحت لسانه.

ومن كلام أمير المؤمنين نفهم أنّ الإنسان عندما يتكلّم إمّا يزيد أو أن ينقص ولذلك عندما نقول فلان موزون وذو شخصية قوية فلأنّه يعرف كيف يتحدّث وفي أيّ مقامٍ بحيث يكون كلامه دالاً على المُراد لا أكثر ولا أقلّ..

من هنا، نقول إنّ الكلمة مسؤولية ينبغي تحمّلها جيداً فربّ كلمة تزرع المحبّة وربّ أخرى تبذر الكراهية والحقد وغيره.. وكم من كلمة تهدم عروش الجبارين وتشعل الحروب والفتن ولذلك ينبغي أن نكون حريصين كل الحرص عندما نتكلّم وليسمح لنا أنصار هذا المثل بالقول إنّه ليس مقبولاً أن نقول بأنّ "الحكي ما عليه جمرك" فهذا منافٍ للمنطق لأنّ الكلمة أخي القارئ تفعل في الناس ما تفعله الخميرة في العجين، وكما يقول لقمان الحكيم: "من الكلام ما هو أشدّ من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمرّ من الصبر وأحرّ من الجمر".

وعليه نقول إنّ هذا المثل "الحكي ما عليه جمرك" يتسلّح به هواة الثرثرة واللغو بينما الإنسان الواعي المثقّف هو من يردّد على الدوام "خير الكلام ما قلّ ودلّ". وختاماً إنّ الكلمة المسؤولة نحاسب عليها وعلينا أن نعرف كيف نختار كلماتنا لتعبر عن مرادنا بالتي هي أحسن وبالطريقة التي ترضي الله سبحانه لتكون مصداق الآية الشريفة:  ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء﴾ .


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع