يحتوي الإسلام على منظومة القيم الكاملة التي نعمل لتنشئة أجيالنا عليها، وهنا نواجه السؤال المحوري الأصعب: كيف نحوِّل القيم إلى سلوك؟ كثيرون شرحوا موضوعيّة القيم وثباتها بثبات الشريعة الصّادرة عن خالق البشر، أو ركَّزوا على شرح المعارف الإسلامية ما أنجز حضوراً ثقافياً إسلامياً واسعاً في عالمنا الإسلامي. وكثيرون ألَّفوا وفسَّروا وناقشوا ونقدوا. ومع ذلك، لم يتجاوز المناخ العام دورَ الإسلام في الحياة على الرغم مما عصف بالمسلمين من استعمارٍ ومحاولاتِ إقصاءٍ لمفاهيم دينهم، حتى جاءت الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الإمام الخميني قدس سره لتعطي حيوية واسعة في إعادة الإسلام إلى مسرح الحياة السياسيّة والثقافيّة والحضاريّة.
*خطوات نحو تحويل القيم إلى سلوك
ولطالما لاحظنا مأزق التفاوت الكبير بين القيم التي نؤمن بها والسلوكِ الذي يترجمها على المستوى العملي. نحن نسمع المواعظ والأفكار والتحليلات العميقة، لكننا نرى ضعفاً في الأداء، ما لا يُمكِّننا من تطويع الناشئة بهذه المفاهيم، وحماية الأفراد والمجتمع من التأثر بالأغيار.
من أجل معالجة بنَّاءة وفاعلة، نحتاج إلى مجموعة من الخطوات وذلك في إطار خطة مدروسة توضع لها الآليات والبرامجُ التنفيذية المساعدة للتوصل إلى حلول لما نعاني منه في تحويل القيم إلى سلوك.
1 - المكِّون المعرفي
المعرفة بوابة تحديد الطريق، وهي المدخل لتحديد القيمة التي لا تكتمل إلّا بمكوِّناتها الثلاثة: المعرفي، والوجداني، والأدائي (أو المهاري). وهذا يتطلب تعليماً وتثقيفاً للمراحل العمرية المختلفة بما يتناسب معها. لذا، علينا أن نحقق في المكوِّن المعرفي عدة أمور:
أ - الشريعة الإلهية مصدر القيم، فالمشرِّع هو الله الذي ﴿خَلَقَ الْإِنسَانَ﴾ (الرحمن: 3)، والذي يعرف شؤونه وشجونه وخفاياه ومتطلباته:
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ (ق: 16)، وقد أرسل إليه الأنبياء والرسل، وختمهم بسيدهم وخاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي حمل القرآن الخالد كتاباً لهداية البشرية:
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء: 9).
ب - تُنظِّمُ الشريعة رغبات الإنسان وحاجاته واهتماماته، بإرشاده إلى السلوك الأفضل الذي يسعده في دنياه. قال تعالى:
﴿الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (البقرة: 1-5).
ج - جعل الله تعالى قيمَ الخير ثابتةً بثبات فطرة الإنسان، وأتى الدين منسجماً مع ما فُطر أيضاً الإنسان عليه، قال تعالى:
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (الروم: 30).
د - تشكِّل القيم منظومة شاملة في آثارها الاجتماعية، ما يستدعي الاهتمام بها ككل متكامل وعدمَ التصرف معها بانتقائية،
﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (البقرة: 85).
هـ - تحفيزُ الإنسان لتعلم القيم وفهمها، وتشجيعُه على السؤال والبحث كحاجة ضرورية للاهتداء إلى الطريق الأنجح،
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (النحل: 43-44).
و - إكساب المتعلّم القدرة على التمييز بين الخير والشر، وتعليمه المقاييس التي تساعده على رسم الصورة السليمة للقيم، فهي مقدمة ضرورية للعمل باتجاهها.
2 - الإيمان بالله تعالى
يشكل الإيمان بالله تعالى النقطة المحورية في إطار التفاعل الشامل الذي يحقّق الحضور الإلهي في حياة الإنسان، ليصل إلى حالةٍ من الحب والعشق والمناجاة والسؤال والذكر والأنس,
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (الرعد: 28).
إنَّ الطريقة المعتمدة في عقد القلب ليؤمن بالله تعالى تقتصر غالباً على الترغيب والترهيب، بينما علينا أن نركّز أيضاً وبالأساس على التفكير بعطاءات الخالق، وهذا ما يجعل الوجدان متفاعلاً مع الذات الإلهية، ولا يخفى انعكاس هذا العيش على الاستقامة والسلوك القويم.
وبمراجعتنا للمستحبات نجد أنَّها تشمل كل تصرفات الإنسان، وتوجيهها له بأن يذكر الله تعالى على كل حال، قال تعالى:
﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (آل عمران: 191).
3 - استحضار الرقابة الإلهية
بطريقة توجيهية، تُشعر المتعلّم بجدية الحضور الإلهي في حياته، وتترسخ في ذهنه الرقابة التي لا تنقطع،
﴿إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ (ق: 17-18). وهي رقابةُ ثوابٍ وعقاب. شرط أن لا نستخدم هذه الرقابة لتحقيق رغباتٍ نريدها، أو أوامر نلقيها عليه، لأننا بحاجة لأن نُفهمه مصلحته الشخصيّة المباشرة في تنفيذ الأوامر الإلهية والانتهاء عن معاصيه.
في المقابل، يجب أن نقنعه بالحضور الإبليسي الدائم، الذي يحضر ويعمل بأشكالٍ وطرق مختلفة، ليحرف الإنسان عن مصلحته وسعادته، وبذلك يكون قد تزوَّد من خلال استحضار الرقابة الإلهية بالقدرة على المواجهة، ومن خلال رفض الوسوسات الشيطانية بالمناعة والحصانة الذاتية.
4 - التربية على ظاهر الشريعة
يحتاج المتعلم إلى طريق واضح يتعرف من خلاله إلى المسموح والممنوع، حيث يمكنه فهم تكليفه من دون أسرار يصعب عليه إدراكها. فشريعتنا ظاهرية وهي تخاطب عامة الناس بلغة مفهومة وميسَّرة، يقول الإمام الخميني قدس سره: "واعلم، أنَّ طي أي طريق في المعارف الإلهية، لا يمكن إلَّا بالبدء بظاهر الشريعة، وما لم يتأدب الإنسان بآداب الشريعة الحقة، لا يحصل له شيء من حقيقة الأخلاق الحسنة"1.
تبيّن الشريعة خطوات التوازن في حياة الإنسان. ويتوجّب علينا أن لا نرهق المتعلم بمطالب تقصيه عن دنياه، فهذا ما لم تطلبه الشريعة المقدسة. يجب أن نعرف حقَّه الدنيوي الذي يستحق أن يعيشه من دون حرج. فالإسلام للدنيا التي تمهد للآخرة، ولا بدَّ من التوازن بين متطلبات الجسد ومتطلبات الروح، وما التوجيه في المسائل الدنيوية إلَّا لتركيزها في دائرة الحلال وعدم الاعتداء وعدم الإسراف، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ (المائدة: 87)،
وقال: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف: 31).
5 - إقامة الشعائر الجماعية
تؤثّر الأجواء العامة في المتربي، بحيث تحيطه بمناخ تربوي ثقافي روحي، فيثبت القيمة تدريجياً في شخصيته، فالذي توفره هذه الأجواء لا يمكن الحصول عليه من خلال المتابعة الفردية التعليمية أو السلوكية فقط، فغالباً ما تترك الأجواء التربوية العامة بصماتها على المتعلمين بترسيخ قيمٍ ومفاهيم تتفاعل في وجدانهم (ولو لم تكتمل في قناعاتهم) وكأنها غرزت في فطرتهم، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج: 32). لذا يمكننا الاستفادة من الاهتمام بالإحياء الجماعي في بعض العبادات والشعائر الإسلامية، مثل:
أ - التركيز على صلاة الجماعة في المسجد أو في أي اجتماع.
ب - التشجيع على إحياء مجالس عاشوراء في حينها.
ج - متابعة برنامج مترابط ومنوّع في شهر رمضان، وبشكل جماعي.
د - إحياء ليالي القدر في المسجد أو مع الجماعة في مكان مشترك .
هـ - الاهتمام بموسم الحج ودفع الشبان والشابات لأداء هذه الفريضة.
و - إقامة احتفالات ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام.
ز - احتفالات التكليف.
ح - الاحتفاء بالمناسبات الإسلامية.
ط - إشراك المتعلمين في تنظيم ومتابعة الأنشطة المختلفة.
6 - القيمة للعمل والسلوك
تعويد الناس على أن يكون موقفهم وسلوكهم معبِّراً عن مضمونهم، فإنَّ سلوكاً ينعكس على الآخرين أفضل من بيانات ومطولات لإثبات سلوك غير بارز بين الناس.
ومن المفيد في هذا المجال إقامة برامج تدريبية للسلوك، من خلال الأنشطة المدرسية التي تتطلب تعاوناً وصبراً وسهراً وتضحية، ومن خلال الرحلات التي تكشف طبيعة الأفراد وتمكن المسؤولين من التوجيه العملي المباشر، بل تكون من خطتهم في الرحلة تحقيق جملة أهداف منها: التعاون بين الأفراد، الإيثار في المقعد أو الطعام، الخدمة الجماعية بتهيئة المكان، الكلام المهذب في التعاطي مع بعضهم...
7 - العبادات بوابة تصويب السلوك
كيف نشجع المتعلمين على ممارسة العبادات باهتمام واستمرارية؟ كيف نحفزهم ليشعروا أنها تؤنسهم وتريحهم؟
قال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ (العنكبوت: 45)، وهكذا في الصوم ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: 183)، وفي الحج ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ﴾ (البقرة: 197). مهما اجتهدنا في اختيار الأساليب التربوية الناجحة فإنَّه لا غنى لنا عن عبادات الإسلام كبوابة للسلوك الفاضل والانتهاء من الفحشاء والمنكر ولذا يترتب علينا أن نقنع المتعلمين بأن لا قيمة لهم من دون العبادة، وأن حياتهم ستذهب سدى إذا لم يؤدوا فرائضهم في هذا المجال، وأن نحفزهم بالتشجيع والاحترام والتقدير والمكافأة والتمييز عند اهتمامهم بالعبادات.
لعلَّ التوتر الذي ينشأ بين الأهل وأولادهم في توجيههم للصلاة ينشأ من شعورهم بالإلزام والآمرية المجرَّدة عن أحاسيس التفاعل والأنس بها، ومن اقتصار الطلب على الواجب من دون رعاية سلوك الأهل أمام أولادهم، لذا، من الأسلم تهيئة الأجواء ليكون التقدير والأولوية للمصلين، ولا مانع من التفكير بسلسلة تصرفات أو أعمال أو وعود ترتبط بالتزام المتعلمين بأداء فرائضهم. عليهم أن يدركوا أن ثمار العبادات قوة لهم، فعن أبي عبد الله عليه السلام: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله تبارك وتعالى: ما تحبَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وإنَّه ليتحبَّب إليَّ بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي أعطيته بها"2.
8 - تقوية الإرادة
من الضروري أن نضع برنامجاً لتقوية الإرادة، فلا نعتمد على الوعظ والتوجيه فقط، وفي هذا المجال يمكن العمل على جوانب عدة في شخصية المتعلم:
أ - تشجيعه على اتخاذ بعض القرارات في أداء الواجبات وترك المعاصي، ومراقبته لنفسه بتسجيل ما فعله ليعود إليه في محاسبة النفس، ولا مانع من مساعدته في البداية بمراقبة ما أنجزه وتصويب أدائه في الاتجاه الصحيح.
ب - تكليفه بما هو سهلٌ عليه وغير معقد في بداية الطريق، ويمكن أن نتدرج معه في الصعوبة ليأْلف هذا النموذج من الأعمال.
ج - وضع برنامج بسيط لاستبدال عادات بأخرى، على أن لا تكون كثيرة، ولا معقدة، ولا تتطلب جهداً كبيراً، وإنما الهدف تحقيق البديل بما ينسجم مع المطلوب منه على مستوى ترسيخ القيم الحقة.
د - تعريفه على الآثار السلبية من خلال تجارب الآخرين.
هـ - إبعاده عن الأماكن والأصحاب الذين يؤثرون على أدائه بطريقة سلبية.
و - تعزيز ثقته بنفسه بأن لا يتوقف عن المحاولة ولو فشل فيها مرات عدة، فمع التصميم ينجح، قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "أصل العزم الحزم وثمرته الظفر"3.
1- الأربعون حديثاً، الإمام الخميني قدس سره، ص 30.
2- مشكاة الأنوار، الشيخ علي الطبرسي، ص 256.
3- عيون الحكم والمواعظ، الليثي الواسطي، ص 121.