مديرية الصحة الاجتماعية- الهيئة الصحية الإسلامية
صحة الأسنان دليل على صحة الإنسان، فالأسنان واجهة جميلة مشرقة، تضفي جمالاً طبيعياً حقيقياً لجمال الإنسان وبديع خلق الله. فإن كانت الأسنان سليمة ونظيفة، زانت الوجه وأضافت جمالاً وابتسامة رائعة للإنسان. لذلك، يجب علينا جميعاً المحافظة على أسناننا وحمايتها من التسوس، لأن الأسنان السليمة الطبيعية، لا يمكن تعويضها فهي من خلق الله. تتعرض أسناننا يومياً خصوصاً بعد تناول وجبات الطعام إلى ارتفاع نسبة العوامل المسببة للتسوس، مما يستدعي لزوم العناية اليومية والمستمرة بها، وقد يؤدي إلى تسوسها في حال إهمالها وعدم المحافظة عليها، وبالتالي الحرمان من وظائفها.
* ما هو التسوس؟
هو عملية تخمّرٍ لبقايا الطعام على سطوح الأسنان وتجاويفها بواسطة البكتيريا الموجودة في الفم بصورة طبيعية، وينتج عن هذا التخمر حمض يذيب طبقة المينا ثم طبقة العاج، ويسبب فجوة عميقة وآلاماً عندما تصل إلى عصب السن. يلزم لحدوث التسوس ثلاثة عناصر:
1 - سطح الأسنان وتجاويفها (وهي موجودة بصورة طبيعية في الفم).
2 - البكتيريا التي تعمل على بقايا الطعام، وهي موجودة في الفم بصورة طبيعية، ومنها أنواع متعددة، وتعيش في حالة توازن في اللعاب داخل الفم.
3- بقايا الطعام، وهذا هو العامل الذي يمكن أن نتحكم فيه ونمنع عملية التسوس.
من منا لا يأكل؟ كلنا نأكل كل ما نشتهي من حلويات وخضار وفواكه ومعجنات وغير ذلك، ولكن علينا أن نزيل بقايا الطعام عن أسناننا، كي نمنع عملية التخمر لهذه البقايا وتحولها إلى حمض يذيب عظم الأسنان ويسبب التسوس. ولنا أن نتخيل أنه بعد نصف ساعة من تناول الأطعمة وخاصة الحلويات تتكون كمية حمض كافية لبدء عملية التسوس.
وعندما ننام حوالي 7 ساعات إلى 8 ساعات دون تنظيف الأسنان، تبقى عملية توليد الحمض مستمرة، وهذه المدة كافية لحدوث بداية التسوس. ويوماً بعد يوم، تزيد هذه العملية مسببة ندبة بيضاء على سطوح الأسنان، وبعد ذلك بشهر أو شهرين تسبب فجوة في السن، ثم آلاماً في العصب خلال عدة أشهر. لذلك، يمكننا أن نمنع التسوس بمنع وجود بقايا الطعام على أسناننا، والتقليل من تناول الحلويات والسكاكر، لأنها سريعة التخمير وتولّد نسبة أعلى من الحمض.
* كيف نحافظ على أسناننا؟
أولاً: تنظيف الأسنان جيداً بالفرشاة والمعجون المناسب ثلاث مرات يومياً على الأقل، بعد الإفطار في الصباح، وبعد الغداء ظهراً، وبعد العشاء مساء، والتنظيف بعد الطعام وليس قبله، حتى نمنع وجود بقايا للطعام طوال اليوم عند خروجنا للعمل أو الجامعة أو للدراسة، لأن بقايا الطعام على الأسنان طوال اليوم، يمكن أن تكوّن الحمض ويبدأ التسوس. وبعض الناس ينظف أسنانه في الصباح قبل الإفطار لوجود رائحة كريهة أو طعم غير جيد عند الاستيقاظ من النوم. وهذه الرائحة وهذا الطعم هما ناتج عملية تخمر الطعام ليلاً نتيجة عدم تنظيف الأسنان في المساء قبل النوم. فإذا نظفنا الأسنان بالفرشاة والمعجون الذي يحتوي على فلورايد، أزلنا بقايا الطعام وحافظنا على الأسنان نظيفة في أثناء النوم، فلا تنتج عنها رائحة أو طعم غير مستحب في الصباح.
لذلك: استعمال الفرشاة هو الطريقة التي تزيل بقايا الطعام من تجاويف الأسنان لمنع حدوث التسوس، على أن يتم بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب، حتى لا تبقى بقايا الطعام على الأسنان فترة طويلة. ولكن ما هي الطريقة الصحيحة لتنظيف الأسنان؟ هناك ست طرق لتنظيف الأسنان، كل منها لها ميزات ولها أهمية. وأبسط هذه الطرق هي الأفقية، والتي يتم فيها تفريش الأسنان من جميع سطوح السن أو الضرس بطريقة معينة، بحيث لا ننسى أي جزء من الأسنان، ويمكن الاستعانة بطبيب الأسنان المعالج لشرح كل طريقة وأهميتها. وللتأكد من أن طريقة تفريش الأسنان صحيحة، وأنه تمت إزالة جميع بقايا الطعام وخصوصاً الجديدة اللينة اللزجة البيضاء ، يمكن استعمال الحبوب الكاشفة، وهي حبوب حمراء أو زرقاء، يتم بها الكشف عن المناطق التي بها بقايا الطعام، وذلك بمضغ هذه الحبوب، فعندئذ تصبح بقايا الطعام باللون الأحمر مثلاً فنقوم بتنظيفها بالفرشاة وإزالة البقايا الموجودة عليها.
ثانياً: الكشف الدوري في عيادة الأسنان كل 6 أشهر، وذلك للكشف المبكر عن التسوس أو الترسبات الجيرية وإزالتها أولاً بأول، وقبل تسببها بعوارض تؤدي إلى تآكل بنية الأسنان واللثة.
ثالثاً: إجراء تنظيف للجير ومعالجة للثة، لإزالة الترسبات الجيرية التي تسبب التهاباً ونزفاً في اللثة مع انتفاخ واحمرار في المرحلة الأولى، وقد تؤدي في المراحل المتقدمة من الالتهابات إلى تخلخل الأسنان وفقدها، على أن يكون التنظيف في عيادة الأسنان بشكل دوري (مرة كل 6 أشهر) لمنع هذه الترسبات، وأحياناً أكثر من ذلك في الحالات التي لديها استعداد أكبر لترسب الجير، مثل حالات التنفس الفموي ومرض السكري وحالات اعوجاج الأسنان..
رابعاً: استعمال محاليل مضمضة مناسبة غنية بالفلورايد، لتقوية مناعة الأسنان ضد التسوس. وكذلك، استعمال محاليل مضمضة لمعالجة اللثة في حالة النزف والالتهاب، وذلك بعد التنظيف، لأنها تقلل الالتهاب والنزف، وتساعد على التحام اللثة وعودة اللثة إلى الحالة الصحية الطبيعية لها، مما يقلل من الرائحة الكريهة للفم. وهناك أنواع كثيرة من المضمضات في السوق، وبمساعدة طبيب الأسنان نختار أفضلها لكل حالة، وخصوصاً التي تحتوي على الفلورايد الذي يحمي الأسنان ويكوّن طبقة واقية للأسنان تحميها من تأثير الحمض الذي يسبب التسوس.
خامساً: الحرص على نوعية الأطعمة المستخدمة، من خلال التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات، والتي تعتبر بدورها أحد أهم العناصر المكونة لعملية التسوس عند توفر البيئة المناسبة.
سادساً: الابتعاد عن المشروبات الغازية، والتي بدورها تتسبب بحدوث «تآكل للأسنان»، والتي تنتج من التعرض المباشر بين سطح السن والأحماض المكونة للمشروب الغازي. وبالتالي، تقلل قوة بنية السن، وتتسبب بحدوث تآكل للميناء عند عنق الأسنان.
سابعاً: الإقلال من أكل بعض الأطعمة عند الأطفال، خاصة تلك التي تلتصق بالأسنان وتبقى ملتصقة في تجاويف الأسنان وتعمل عليها البكتيريا، مثل الشكولاته والشيبسي وبعض الحلوى التي يصعب إزالتها عن الأسنان وتظل ملتصقة بها.
ثامناً: تناول الخضار والفاكهة خصوصاً التفاح، حيث تساعد أليافها على الحماية الطبيعية للأسنان واللثة.
تاسعاً: تَناوُل الأطعمة الغنية بالفليور، مثل السمك والشاي بشكل منتظم، واجعل آخر ما تتناوله بعد وجبتك الغذائية هو الجبن، إذ إنه يحتوي على الكالسيوم، الذي يقوي بنية الأسنان واللثة.
عاشراً: بعد تطبيقك لهذه التوصيات، لا تنسَ أن تبقى مبتسماً، فابتسامتك ستكون مكللة بأسنان جميلة ومشرقة.