د. مريم حراجلي قدوح*
إنَّ اتِّباع عادات صحيحة وصحية يساعد على المحافظة على
أسنان سليمة مدى الحياة.
- ما هي الأسنان وما وظيفتها؟
- ما هو النخر والتسوس؟ وكيف نحمي الأسنان منه؟
- كيف نعتني بأسناننا؟
- ما هي التغذية السليمة لصحة الفم والأسنان؟
* تعريف الأسنان:
إنَّ الأسنان هي أجزاء صلبة حية مرتبطة بالدورة الدموية من خلال الشرايين التي
تغذيها مثل الشجرة مع جذورها. وحجم السن هو أكبر من الجزء الصغير الذي يمكن رؤيته
في الفم. والأسنان مغروسة في تجاويف عظمية من الفكين. وتختلف أشكال الأسنان بحسب
وظائفها، مثلاً: الأسنان الأمامية أو القواطع رقيقة وحادة لقطع الطعام. الناب
حاد ومسنن يمسك الطعام ويمزقه. الضواحك والأرحاء(1): عريضة ومسطحة لمضغ الطعام
وطحنه.
* وظائف الأسنان
تلعب الأسنان عدة وظائف لا تقل أهمية عن باقي أعضاء الجسم
- مضغ الطعام: تبدأ عملية الهضم في الفم من خلال تقطيع الطعام وطحنه. وهذا يعتبر
مرحلة هامة لتحضير الطعام لعملية الهضم والامتصاص في المعدة والأمعاء وعدم اكتمال
هذه العملية يؤدي إلى سوء الهضم.
- النطق واللفظ: تلعب الأسنان دوراً مهماً في عملية النطق واللفظ وتكوين المخارج
الصوتية.
- شكل الوجه: إن الأسنان السليمة تؤثر على الشكل الجمالي للوجه، ويؤدي خلع الأسنان
إلى بروز التجاعيد.
*النخر أو تسوس الأسنان
يعتبر النخر من الأمراض الأكثر شيوعاً وانتشاراً في العالم وهو ناتج عن أسباب
خارجية تؤدي إلى تحلل أجزاء السن وإحداث فجوة فيها. وسبب النخر هو البكتيريا
الموجودة في البلاك أو (الكمخة). والبلاك هو عبارة عن غشاء اسفنجي لزج يحتوي على
مليارات البكتيريا وهو موجود على الأسنان ويعيش في الفم ويضر بالأسنان ويسبب أمراض
اللثة أيضاً. يحدث التسوس عند تناول مأكولات غنية بالسكر حيث تتفاعل البكتيريا
الموجودة في البلاك مع السكر فتتحول إلى أسيد (المادة الحمضية) الذي بدوره يهاجم
ميناء السن ما يؤدي إلى تحلل هذه الطبقة من السن في غضون20 دقيقة أو أكثر مسبباً
النخر فتحدث ثقوب صغيرة على سطح السن. يحدث التسوس خصوصاً في الأماكن التي
تعلق بها رواسب الطعام والتي يصعب تنظيفها مثل الشقوق بين الأسنان، وكذلك نقص كمية
اللعاب عند مرضى السكري أو الأفراد الذين يتنفسون من أفواههم، يسبب سريعاً تسوساً
في عديد من الأسنان لأن من وظائف اللعاب تنظيف الأسنان وتخفيف حدّة الحوامض.
* كيفية العناية بصحة الفم والأسنان
من المهم إدخال عادات منتظمة للحصول على صحة فم جيدة أهمها تنظيف الأسنان بالفرشاة
والخيط كل يوم.
1- تنظيف الأسنان بالفرشاة: يجب تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين على الأقل في اليوم،
مع استخدام فرشاة لينة أو متوسطة الليونة وصغيرة بما يكفي للوصول إلى جميع مناطق
الفم. كما يجب إنفاق ما لا يقل عن دقيقتين لكل فك أما اتجاه الفرشاة فيجب أن يبدأ
من اللثة إلى الأسنان لأن من أهم وظائف الفرشاة هو تدليك وتنشيط اللثة ثم تنظيف
الأسنان. يتم تغيير الفرشاة كل3 أو 4 أشهر. وينصح عادة باستخدام معجون أسنان يحتوي
على مادة الفلورايد.
2- التنظيف بالخيط: يجب التخليل بين الأسنان بواسطة خيط للأسنان خاص مرة إلى مرتين
يومياً. لكن مع الحذر ألا يلامس الخيط اللثة بقوة عند التنظيف. يمكن أيضاً:
- استخدام محاليل للمضمضة مطهرة يومياً للمحافظة على اللثة، ويمكن أن تكون طبية
بحسب إرشادات الطبيب أو عشبية مثل البابونج، الخبيزة، الملح البحري......
- تنظيف اللسان بالفرشاة أو مكشطة اللسان البلاستيكية.
- محاولة إيقاف التدخين لأنه عامل رئيس لتطور أمراض اللثة.
- تناول وجبات صحية متوازنة والحد من تناول الأطعمة والمشروبات السكرية والأطعمة
اللصاقة مثل البوذبون والعلكة المحتوية على السكر.....
- استعمال الفلور للأطفال عن طريق تناول الأدوية أو المضامض التي يصفها الطبيب.
- العلكة الخالية من السكر أو العلك الشامي أو لبان الذكر... بعد كل وجبة يمكن أن
تؤدي إلى تدفق اللعاب الذي يقوم بتنظيف الأسنان.
- زيارة طبيب الأسنان مرة إلى مرتين في السنة للكشف المبكر على النخر وأمراض اللثة.
- الفلورايد: يلعب دوراً أساسياً في الوقاية من تسوس الأسنان وأهميته تتجلى بوظيفته
كحماية فعالة جداً لدى الأولاد لأن ميناء السن يمتصه خلال نموها.
*التغذية وصحة الأسنان
إن اتباع نظام غذائي متوازن يلعب دوراً مهما في صحة الأسنان. وهذا النظام يشمل جميع
المجموعات الغذائية الرئيسة التي تحتوي على القليل من السكر والكثير من المعادن
والفيتامينات، كالفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان والحبوب واللحوم والأسماك...
*الأطعمة التي تسبب تسوس الأسنان
- الأطعمة التي تحتوي على تركيزات عالية من السكر مثل الكيك، الكعك، المثلجات ….
- الأطعمة اللصاقة التي لا تنظف بواسطة اللعاب بسهولة مسببة زيادة تعرض الأسنان
للسكر والأحماض فتصاب بالنخر.
*الأطعمة التي تعد مفيدة لصحة الفم
- الأطعمة التي تحتوي على ألياف مثل الفاكهة، الخضراوات الطازجة، الحبوب، فهي تزيد
تدفق اللعاب ما يساعد على تنظيف الأسنان عند المضغ.
- الأطعمة الخالية من السكر مثل الحليب واللبن واللحوم والأسماك... إلخ
- الأطعمة الغنية بالفيتامين K وC كالملفوف واللفت وغيرهما للمحافظة على اللثة.
- الأطعمة الغنية بالكالسيوم (الذي يساعد على النمو القوي والسليم) مثل الحليب،
الجبنة، اللبن، الخضار الخضراء، والبذور خاصة السمسم.
- يحتاج الميناء الصلب الذي يحمي السن إلى الفلور الموجود في السمك والشاي ومياه
الشرب..
- تناول الأطعمة القلوية كالخضار خاصة الخضراء الغنية بالكلوروفيل (ذات اللون
الأخضر) مثل الخس، عشب القمح.... وأيضاً الفاكهة خاصة التوت الذي يمنع التصاق
البلاك بالأسنان.
عادات جيدة
- استهلاك الحلويات خلال الوجبات الرئيسة فقط وليس بين وجبات الطعام لأن أثناء
الوجبة الرئيسة يزيد إفراز اللعاب وبالتالي يخفض كمية الأحماض ويقلل مخاطرها.
- تجنب تناول المشروبات السكرية والغازية بين الوجبات اشرب الحليب أو الماء أو
العصير الطبيعي بدلاً منها.
* هل تعلم؟
أن الزبيب علاج فعال لتسوس الأسنان. فقد اكتشف فريق طبي أمريكي بجامعة الينوي
بشيكاغو أن ثمرة الزبيب غنية بخمسة مركبات كيميائية نباتية(2) بالإضافة إلى كونها
مضادة للأكسدة وتمنع التصاق البكتيريا بسطح الفم؛ ما يحول دون تكوّن طبقة البلاك
الجرثومية على الأسنان وتمنع نمو عدد من أنواع بكتيريا الفم المسؤولة عن التسوس
وأمراض اللثة. ويتميز الزبيب باحتوائه على نسبة عالية من فيتامين "سي" ومضادات
الأكسدة الأخرى التي تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض، ويعتبر من أهم مصادر
الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والحديد والنحاس والسكروز، وليس سكّر
الفواكه والجلوكوز الذي يحتوي عليه الزبيب، هو ما يخلق بيئة لتسوّس الأسنان.. كذلك
وجد الباحثون أن التوت البري يمنع البكتيريا بشكل محدّد(Streptococcus) من التمسّك
بالأسنان، والتسبب في مرض وتسوّس الأسنان. وتتوفر حالياً منتجات ومعاجين أسنان
وخيوط أسنان تحتوي على مستخلص التوت البري.
(*) طبيبة أسنان
(1) الأرحاء: الأضراس.
(2) حمض أوليانوليك، أوليانيك ألدهيد، بيتولين، حمض بيتولينيك (مادة 5)،
هيدروكسيميثيل2، فورفورال.