د. أحمد فرحات(*)
في بداية الثمانينات انطلقت مرحلة جديدة في علم طب
الأسنان تمثلت بظهور علاج جديد للتعويض عن الأسنان المفقودة، فكان زرع الأسنان دون
اللجوء إلى تركيب الجسور الثابتة أو المتحركة. وتطور هذا العلم ليضع حلاً بديلاً عن
الوجبة الكاملة المتحركة فيما بعد، وكانت النتائج في هذا المجال أكثر من رائعة
فاستعاد طائفة من فاقدي الأسنان كلياً أو جزئياً الأمل بالتمتع بأسنان جديدة كأنها
غير اصطناعية.
بات هذا العلاج في يومنا الحاضر متيسراً من الناحية التطبيقية مع
ظهور الأنواع المختلفة من الغرسات المعدنية التي تستعمل للزرع، فأقدم العديد من
أطباء الأسنان إلى مواكبة هذه التطورات وباتوا يرون في هذا العلاج، البديل الأمثل
عن تركيب الجسر الثابت الذي يستلزم تصغير الأسنان المجاورة للأسنان المفقودة حتى
ولو كانت سليمة، ناهيك عن الجسر المتحرك وما يسببه من متاعب في الاستعمال أو الشكل
والحرج لمن يستفيد منه.
* آلية الزرع:
يستلزم زرع الأسنان إجراء عملية جراحية تحت البنج الموضعي لزرع الغرسة المعدنية
داخل عظم الفك، إذ أن هذه الغرسة المكونة من معدن التيتانيوم لها أشكال مختلفة
وتشبه بمعظمها البرغي المثقوب أو المدرج الجوانب وتترك ليربى العظم بداخلها وتتآخى
معه حيث تستغرق هذه المرحلة 3-6 أشهر بعد عملية وضع الغرسة بعد ذلك يعاد فتح اللثة
فوق الغرسة المعدنية ويتم تركيب تاج معدني فوقها فيصبح شبيهاً للأسنان التي يتم
تصغيرها تحضيراً للتلبيس ويستكمل العلاج بشكل روتيني. بات من الممكن وضع عدة غرسات
لفاقدي كامل الأسنان وتركيب جسور ثابتة أو وجبة شبه ثابتة عليها. ولا بد أن تجرى
بعض الدراسات قبل البدء بهذا العلاج من حيث سماكة عظم الفك المتبقي وقرب موضع الزرع
من النواحي الحساسة المجاورة لمجرى العصب والجيوب الأنفية حيث يلزم إجراء علاجات
تحضيرية قبل الزرع. وقد تقدّم علم الزرع إلى مرحلة أن بعض الغرسات يمكن وضعها مكان
الضرس المخلوع في نفس الجلسة التي يتم فيها القلع مباشرة ويستلزم هذا النوع من
الزرع علاجات إضافية يقوم بها الطبيب المعالج.
* الأسباب التي تحول دون الزرع:
هناك بعض الموانع قد تحول دون إمكانية الزرع:
* بعض الأمراض العامة كداء السكري والالتهابات الحادة في اللّثة والأنسجة المجاورة
لها.
* لا يستحسن زرع الأسنان قبل عمر 16 سنة.
* المانع الأكبر لعدم تمكن العامة من الاستفادة من هذا العلاج هو العائق المادي إذ
أن كلفة الزرع ما تزال مرتفعة نسبياً وقد لا يقدر على أعبائها سوى القليل من أفراد
المجتمع. لكن بعض الحالات التي تحتاج لغرسات منفردة أو ثنائية تستحق أن يسخى المرء
عليها لكي لا يلجأ الطبيب إلى تركيب جسر ثابت بالاستفادة من تصغير الأسنان المجاورة.
* فوائد الزرع:
أما فوائد الزرع فهي عديدة وأهمها:
* عدم المس بالأسنان المجاورة
* الجمالية العالية
* إعادة وظائف الأسنان بأفضل ما يمكن
* تحقيق الراحة النفسية للمريض في الحالات التي كان اليأس يسيطر عليها خاصة بعد
معاناة الوجبات والجسور المتحركة.
(*) أخصائي في طب وجراحة الأسنان