نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

نصائح لسلامة الأسنان


تحقيق: أحمد شعيتو


لا شكَّ في أنّ للأسنان دوراً كبيراً في حياتنا اليوميّة، ويتعلّق بأمر ضروريّ، وبشكل متكرّر، هو تناول الطعام والغذاء، بل إنّ صحّة الأسنان واللثّة، تساعد على مضغ الطعام بطريقة صحيّة. أمّا الأسنان غير السليمة أو الضعيفة فتسبّب سوء مضغ للطعام، وبالتالي، سوء هضم ومشاكل في المعدة، هذا عدا عن الآثار النفسيّة لتعلّقها بأمر يوميّ حيويّ وضروريّ هو تناول الطعام.

* ارتفاع نسبة التسوّس

يتزايد عدد المصابين بتسوّس الأسنان وأمراض اللثّة بشكل كبير في العالم العربيّ. حتّى بلغ في بعض الدول العربية نسبة 90 % من الأطفال. أمّا في لبنان فأظهرت دراسة لوزارة الصحة بالتعاون مع برنامج إيطاليّ على تلاميذ مدارس في عدد من الأقضية أنّ نسبة التسوّس تقارب 80 %. وهذا يدلّ على أنّ موضوع الأسنان بات يشكّل ظاهرة تتّجه إلى مزيد من الانتشار. وهناك الكثير من النصائح التي باتت معروفة حول صحّة الأسنان واللثّة. ولكن، في موضوعنا هنا، نحاول أن نسلّط الضوء على معلومات غير معروفة لدى كثير من الناس حول الأسنان.

لذا، توجّهنا إلى اختصاصيّة طبّ الأسنان الدكتورة علا جعفر طفيلي التي أفادتنا بمعلومات طبيّة، علميّة وعمليّة.

* معلومات ونصائح
يمكن أن نُجمل هذه المعلومات والنصائح التي تناولها حوارنا مع الطبيبة المختصّة بما يلي:

1- تنظيف الأسنان:
عند تنظيف الأسنان بالفرشاة لا يُنصح بإضافة الماء إلى معجون الأسنان، فتقلّ فاعليته، وتنتهي عمليّة التنظيف بوقت أسرع ممّا يعني تنظيفاً أقلّ.
أمّا الطريقة التي يستعملها أغلب الناس في التنظيف فهي تحريك الفرشاة بخط مستقيم سواء عموديّاً أو أفقيّاً، ولكن الأسلم، كما تقول د. طفيلي، أن يكون تركيز تحريك الفرشاة من اللثّة باتجاه الأسنان لكي تخرج بقايا الطعام باتّجاه الأسنان ثمّ تزال.
الأمر اللافت أنّه حتّى إذا نظّفنا بالفرشاة، بطريقة منتظمة، فإنّ 40 % ممّا يسمى "الجير" يبقى بين الأسنان. والجير ينشأ من بقايا الأطعمة.. فما الحل؟ هنا، يجب استعمال خيط الأسنان يوميّاً في التنظيف بين الأسنان ويفضّل أن يكون الخيط من الحرير.

2- الحلويات:
كلّنا نعرف أنّ السكريّات والحلوى تضرّ بالأسنان.. لكن، ما هي الأنواع الأخرى المضرّة بالأسنان من الأطعمة والتي لا نلتفت إلى ضررها؟ الطعام الذي يضرّ بأسنان الكبار والصغار هو الذي يمكن أن يلتصق بالأسنان وتبقى آثاره ملتصقة فترة طويلة مما يسبّب التسوس مع الوقت. وحتى العسل، مثلاً، في هذه الحالة مضرّ. لذا، فكلّ طعام يلتصق بالأسنان يجب المسارعة لإزالة آثاره وخاصّة الحلويات والشوكولا بطبيعة الحال.

3- الفيتامين:
ما هو الفيتامين الذي يتسبّب نقصه بضرر الأسنان واللثّة؟ إنه فيتامين "C" ونقصه يسبّب نزيف اللثّة. ونقص الكالسيوم والحديد، مضرّ بالأسنان. والمرأة الحامل يجب أن تنتبه إلى نقص الحديد والكالسيوم، وكذلك أن لا تتناول دواء التهابات من فئة "تيتراسيكلين" الذي يؤدّي إلى التأثير على لون أسنان الطفل المولود فيميل إلى الرماديّ.

4- النظام الغذائيّ:
ما هو النظام الغذائيّ الأسلم لأسنان صحيّة؟ هو الغذاء المرتكز على ثلاث وجبات غير مشبعة بالسكّريات؛ لأنّ "الكلوكوز" و"الكاربوهيدرات" يتفاعلان مع "البلاك" الخارجي للأسنان فيتشكّل "أسيد لاكتيك" فيؤدّي إلى تآكل هذه الطبقة الخارجية.

وجبة الفطور مهمّة للأسنان وغيابها يؤثّر على صحّة وشكل الأسنان. وأكثر ما يؤذي هو ما يتمّ تناوله بين الوجبات مثل الشوكولا والـ"تشيبس" والمياه الغازية وهي من أكثر العوامل التي تسبّب التسوّس.

5- أطعمة ضدّ التسوّس:
هل تعرفون أن هناك أطعمة مضادة للتسوّس؟ الفجل، مثلاً، ففيه مادة "الفليور" التي تغذّي الطبقة الخارجية للأسنان وتمنع التسوّس، وكذلك المكسّرات مهمّة للأسنان، ويمكن تناول الفواكه التي فيها "فركتوز"، ويفضّل بدل شرب العصير أكل الفاكهة نفسها.

6- لون الأسنان:
أمّا الأغذية والمشروبات التي تؤدّي إلى تغيير لون الأسنان، فيمكن القول إنها كلّ ما فيه لون مكثّف مثل الكرز أو عصير الليمون إذا تناولناه كثيراً، أمّا المياه الغازية ففيها "أسيد" عندما يدخل إلى الطبقة العاجيّة للأسنان يسبّب تسوّساً كبيراً. من جهة ثانية، النرجيلة والتدخين وكثرة القهوة سواء العادية أو المبيّضة، تسبّب تغيّر لون الأسنان والتسوّس.

7- تبييض الأسنان:
يلقى تبييض الأسنان هذه الأيام رواجاً كبيراً. وكثيرون يشترون معجون أسنان مكتوباً عليه "للتبييض" لكنه في كثير من الأحيان تكون فيه حبيبات تؤدّي إلى تآكل الأسنان وتكشف الطبقة الخارجية للسن فيظهر بلون أبيض، ولكن ذلك في الحقيقة أمرٌ غير سليم.
فعمليّة تبييض الأسنان يمكن إتمامها إمّا في المنزل أو عبر الطبيب المختصّ: فبعد عملية التنظيف يتمّ اللجوء إلى إحدى طريقتين هما: "لايزر" أو "غوتيير".

وطريقة اللايزر يُنجزها الدكتور في العيادة، إيجابيّتها أنّها أسرع في النتيجة، ولكن من سلبيّاتها يمكن أن تتسبّب بحساسية في الأسنان.

أمّا ما يسمى "غوتيير" فهي أداة بلاستيكية بشكل قالب يأخذ شكل الأسنان توضع داخلها مادة معالجة ثمّ تركب على الأسنان، فتتفاعل المادة مع الأسنان وتُدخل الأوكسيجين إليها ممّا يؤدّي إلى اكتسابها اللون الأبيض.

8- جسر الأسنان أو "البرايسز":
يستعمل لمن لديهم مشكلة في طريقة "العضّة" أو التواء أسنان. ويجب وضعه بطريقة سليمة ودقيقة ويجب المحافظة خلال فترة تركيبه على تنظيف الأسنان بالفرشاة؛ لأنّ إلصاقه يتمّ بمادة يمكن أن تسبّب حولها تسوساً.

من سلبيات الـBraces أنه قد يسبّب التهاباً في اللثّة إذا لم تُتّبع الطريقة المناسبة لتنظيف جسر الأسنان. وأهميته أنه مضافاً إلى تحسين الشكل يؤدّي إلى تفادي التسوّس الذي قد يسبّبه الالتواء والفراغ بين الأسنان.

أخيراً نتساءل: لماذا تزايدت مشاكل الأسنان في عصرنا؟ لا شك في أنّ أمراض الأسنان والفم واللثّة قد كَثُرت والسبب الأساس فيها نوعيّة الطعام وطريقة الحياة السريعة في عصرنا بحيث يتمّ اللجوء في كثير من الأحيان إلى الأكل الجاهز.

في النهاية، علينا الاهتمام عبر العناية الصحيحة بالأسنان واللثّة وذلك بتوقيت زيارة لطبيب الأسنان كل 4 إلى 6 أشهر، حسبما يقول الاختصاصيون، حيث يقوم الطبيب المختص بتنظيف الأسنان والأضراس ويغطي التسوس وينصحنا حول المشاكل الموجودة في أسناننا؛ لأنّ إهمال ذلك يؤدّي إلى تعقيدات متراكمة في الأسنان واللثّة. وقد يسبّب ذلك خسارة الأسنان التي إذا خسرناها يضعف العظم تحتها بعد فترة ويصعب تركيب وجبة أسنان.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع