إعداد: محمد خشفة(*)
إذا ضامك الدهر يوماً وجارا فلذ بحمى أمنع الخلق جارا
علي العليّ وصفو النبي وغيث الورى وغوث الحيارى
في النجف الأشرف مرقد أمير المؤمنين عليه السلام ومعه قبرا النبيين آدم ونوح عليه السلام وقربهم جميعاً مقبرة وادي السلام ومرقدا النبيين هود وصالح عليه السلام وبعض الصحابة والموالين، ومقامات عدة لأبناء الأئمة عليهم السلام. تبعد النجف الأشرف عن كربلاء لجهة الجنوب 75 كلم وتعتبر المدينة المقدسة الكبرى في العراق وتليها الكوفة، كربلاء، الكاظمية وسامراء... تعتبر الروضة الحيدرية مرقد الإمام علي عليه السلام من المزارات الأساسية في العراق، ولها أعمال خاصة وردت في كتب الأدعية والزيارات تبدأ من خروج الزائر قاصداً زيارة الأمير عليه السلام إلى ترائي القبة المشرفة إلى مدخل الروضة المباركة ثم داخل الحضرة المباركة لمرقد الأمير عليه السلام.
* الروضة الحيدرية منذ البداية:
19 شهر رمضان عام 40هـ: يُضرب أمير المؤمنين عليه السلام بالسيف على رأسه في مسجد الكوفة. 21 شهر رمضان عام 40هـ: يُدفن الأمير عليه السلام سرّاً بعد أن أوصى بوصاياه. بقي أمر مدفن الإمام علي عليه السلام سراً حتى اندثار حكومة بني أمية.
* العمارة الأولى
132ه: بنى والي الكوفة(1) داوود بن علي العباسي عم الخليفة العباسي الأول بنى صندوقاً وضعه على القبر الشريف دون أي إجراءات إعلامية. وبقي كذلك حتى حكومة هارون الرشيد العباسي الذي وبطريق الصدفة عرف بمرقده المبارك وذلك عام 170ه فأمر بتشييد عمارة حول المرقد المطهر.
* العمارة الثانية:
175هـ: بعد أوامر هارون الرشيد أقيم أول بناء على المكان المقدس فكان بالآجر الأبيض وعمر عليه قبة بنيت من طين أحمر وطرح على رأسها جرة خضراء.
* العمارة الثالثة:
لم يتغير أو يتبدل أي شيء مع كثرة الحكام العباسيين حتى عام 279هـ حيث جدد البناء محمد بن زيد الداعي (المتوفى عام 287ه).
* العمارات والتهديمات المتعاقبة:
338هـ: جدّد العمارة عمر بن يحيى القائم المتوفى عام 350هـ.
372هـ: جدّد العمارة عضد الدولة البويهي المتوفى عام 372هـ(2).
755هـ: لم تشهد تعديلات تذكر حتى عام 755هـ حيث قام أحد الأعداء بحرق الحرم الشريف وتلف جميع الزينة.
760هـ: جدّد السلطان أويس بن حسن الجلائري التعمير للمرقد الشريف.
914هـ: وضع الشاه إسماعيل الصفوي شباكاً من فولاذ على الضريح الشريف ووضع فيه صندوقين لكل من النبيين آدم ونوح عليهما السلام والإمام علي عليه السلام وزينت الروضة بالقناديل.
1032هـ: عمرت الروضة ووسعت بأمر من الشاه عباس الكبير.
1047هـ: جدّد الشاه صفي الدين الصفوي العمارة حول مرقده الشريف.
1155هـ: تم تعمير المرقد بشكل جيد بأمر من الشاه نادر وتم طلي القبة بالذهب المصفى...
1204هـ: أرسل مؤسس الدولة القاجارية محمد خان بن حسن خان القاجاري شباكاً فضياً لمرقد الأمير عليه السلام.
1217هـ: أقيم سور محيط بالبلدة (النجف القديمة) لصد هجمات الأعداء(3).
1220هـ: هوجمت النجف وكربلاء المقدستان ونهبت أموال العتبات المقدسة وسرق من الأضرحة الكثير الكثير، واعتدى المهاجمون على أملاك وأعراض الناس.
1361هـ: جدّدت طائفة البهرة الإسماعيلية عمارة ضريح الإمام علي عليه السلام بالفضة الخالصة.
1374هـ: في 8 شعبان أهدى التاجر الإيراني (الحاج محمد تقي اتفاق) باباً ذهبياً خارجياً للروضة المباركة.
1376هـ: أهدى التاجر الإيراني المذكور أعلاه بابين من الذهب الصافي للروضة الحيدرية.
1390هـ: عمل التاجر العراقي محمد رشاد ميرزا على إقامة ورشة لتذهيب قبة الروضة الحيدرية وقد بلغ عدد الصفائح الذهبية حين الانتهاء 8787 قطعة.
طيلة عهد صدام حسين (الرئيس العراقي السابق) لم تشهد الروضة الحيدرية أي عمارات أو تغييرات سوى التبرعات من الموالين والمحبين من البلدان العربية والإسلامية. وبعد سقوط النظام والاحتلال الأمريكي شهدت الروضة الحيدرية حوادث مهمة أبرزها:
1 - الانفجار الكبير الذي أودى بحياة عشرات المصلين وعلى رأسهم السيد الشهيد محمد باقر الحكيم.
2 - إصابة قبة مرقد الأمير عليه السلام الذهبية بعدة إصابات وكذا الأبواب الخارجية والسور المحيط بالحضرة المباركة من قبل جنود الاحتلال في مواجهات مسلحة في النجف الأشرف.
يُعمل حالياً على توسعة المرقد المطهر ويُستفاد من أماكن من السوق القديم المجاور للروضة الحيدرية.
* جوار الروضة الحيدرية:
1 - وادي السلام: تعتبر أكبر مقبرة في العالم، وردت بحقها العديد من الروايات.
2 - مرقد النبيين هود وصالح عليهما السلام.
3 - مرقد التابعي الجليل كميل بن زياد النخعي: صاحب أمير المؤمنين عليه السلام، علَّمه دعاء عُرف باسمه.
4 - مرقد التابعي الجليل صافي صفا اليماني: جاؤوا بجنازته من اليمن إلى الكوفة لتدفن في محضر الأمير عليه السلام.
5 - مقام الإمام زين العابدين عليه السلام: وهو المكان الذي كان يصلي فيه الإمام عليه السلام حين حضوره للنجف.
6 - مقام الإمام جعفر الصادق عليه السلام: وهو المكان الذي كان يصلي فيه الإمام عليه السلام حين حضوره للنجف.
7 - مقام الإمام صاحب الزمان عجل الله فرجه: وهو المكان الذي قال عنه الإمام الصادق عليه السلام إنه منبر القائم عجل الله فرجه.
8 - مسجد الحنانة: وهو مكان مرور وموضع رأس الإمام الحسين عليه السلام بعد واقعة كربلاء.
9 - مساجد عديدة أبرزها مسجد الشيخ الطوسي: شيخ الطائفة توفي ودفن في بيته، وفي النجف الأشرف بحيرة كبيرة معروفة باسم نهر النجف أو بحيرة الكوفة.
ونختم بحديث الإمام الصادق عليه السلام بحق الأمير عليه السلام:
"من زار جدي عارفاً بحقه، كتب اللَّه له بكل خطوة حجة مقبولة، وعمرة مبرورة"(4).
(*) طالب علوم دينية، مهتم بعالم العتبات المقدسة.
(1) الكوفة تبعد عن النجف 9 كلم من الجهة الغربية الجنوبية.
(2) ذكره ابن بطوطة بشكل مفصل.
(3) ما تزال آثاره إلى يومنا هذا.
(4) تهذيب الأحكام، ج6، ص21.