حوار: منهال الأمين
ارتبط اسمه بالجنوب المقاوم منذ زمن. بدأ الفتى الجنوبي "مشواره"، طالباً حوزوياً في حضرة السيد عبد المحسن فضل الله "فقيه المقاومة" في خربة سلم الجنوبية. شمّر مع رفاقه عن زنودهم ليحفروا أساسات المركز الثقافي في البلدة. وعلى مقلب آخر، كانوا يعدون العدة لانطلاقة المقاومة، من قرية إلى قرية، حيث رافقوا السيد عباس والشيخ راغب والحاج جواد وأبو علي رضا وآخرين كثراً.
بعضهم أسلم الروح شهيداً، وبعضهم شاب شعره مجاهداً وبعضهم ينتظر مرابطاً متحركاً في المقاومة وفي العمل الحزبي، ومنهم الشيخ نبيل قاووق مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله منذ سنوات خلت، حيث كان أنيس المجاهدين ورفيق دربهم، ومواسي عوائل الشهداء، ومضمد الجراح. لا وقت يحدد برنامجه اليومي في منطقة عاشت ظروفاً استثنائية، ومراحل حساسة، من استشهاد السيد عباس الموسوي ومواجهات كفرا وياطر، إلى حرب تموز 1993 وتوازن الرعب بمعادلة "الكاتيوشا الذكية"، إلى حرب عناقيد الغضب 1996، إلى التحرير في الـ2000، وصولاً إلى ملحمة تموز في الـ2006، حيث واكب المعارك من ألفها إلى يائها، ودُمر مبنى مكتبه في صور، فكان مجاهداً في الميدان، وسياسياً يواكب الاتصالات والتحركات الديبلوماسية. غاب عن الأنظار لبرهة، حتى قيل إنه استشهد. لهذا، احتفت به الجماهير عند أول اطلالة له بعد الحرب بأسابيع. يعود بالذكرى، وهو حري بتسجيل كل لحظة من لحظات تاريخ المقاومة، الذي سمعنا القليل منه وخفي عنا أعظمه إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
* إرث الدم الغالي
يؤرخ اللحظات والساعات والأيام في "حرب المفاجآت"، ليؤكد بلغة الواثق المجرّب "أن سبيل التضحيات، وشلال الشهادة، وعرس الانتصار وزمن المفاجآت يبقى مفاجأة، وإن مشى الزمن. ولم ننسَ لحظة من لحظات العدوان، لأننا لا زلنا في الميدان، ولأن العدو لا يزال عدواً وسيبقى". كما "أننا لن ننسى لحظة من لحظات الانتصار لأنه إرث الدم الغالي، ولأننا مصرّون على العبور إلى زمن الانتصار الأكبر". ولكن، كيف يصف ما عاينه عن قرب من تضحيات ومعاناة ومآسٍ؟ قبل كل شيء، هو لا يرى في ما واجهه المجاهدون من هجمة شرسة لا سابق لها "معاناة"، ويقول مردفاً: "لم تفاجئنا أساليب ووحشية العدو، لأن المقاومة استفادت من تجارب حربي تموز 1993 ونيسان 1996، وخصوصاً لجهة قطع الطرق بهدف قطع الإمدادات والتواصل، وهذا الموضوع من أبرز القضايا التي أخذتها المقاومة بعين الاعتبار، واستعدت لمواجهتها بوسائل احتياطية عديدة". ويشير إلى أن العدو سعى "إلى استخدام سلاح استهداف المدنيين، كورقة ضغط لإعاقة عمل المقاومة، إلاّ أن ثبات وتضحيات جمهور المقاومة أسقطت مخططات العدو وصارت عامل قوة إضافية للمقاومة التي نجحت في التكيّف مع تعقيدات المواجهة على صعيد خدمة الصامدين والنازحين والجرحى بأفضل ما يمكن، رغم ما كانت تتعرض له المؤسسات الصحية والإسعافات وفرق الإغاثة من استهداف متواصل". ولذا، يلفت الشيخ قاووق إلى أن "المشكلة في هذا السياق لم تبرز مع المقاومين المتمرّسين والمدرّبين على مواجهة الشظف والقسوة، بل واجهتنا مع المواطنين الذين افتقدوا سريعاً أولويات الصمود، وهو ما يكشف مدى التقصير الرسمي الكبير تجاههم".
* العدو أسير الرعب
ويسترسل سماحته في الحديث عن الظروف التي أحاطت ببداية تلك الحرب، فيجزم بأن "المقاومة هي التي فاجأت العدو بعملية الوعد الصادق، ولم يكن المقاومون في موقع الصدمة، لأنهم كانوا في وضع جهوزي فاعل، وفي موقع الاستعداد والتربّص لمواجهة ردّ فعل العدوّ الذي لا شك أنه تطوّر على مستوى واسع وشامل لا سابق له". وبناء عليه، فإن "المجاهدين، أمام هذا العدوان الشامل، وجدوا أنفسهم في الموقع الطبيعي الذي أعدوا العدة وتجهّزوا له على مدى سنين، والذي يقضي بمواجهة العدوان وإسقاط أهدافه". وكانت المقاومة يومها "أمام أعظم عملية التحاق واسعة للمجاهدين على طول خطوط الجبهة باستعداد تام للنصر أو الالتحاق بركب الشهداء". نسأل عن عملية الأسر التي كانت شرارة بدء أطول حروب إسرائيل على العرب، فيكشف الشيخ قاووق أن من "أهم خصائص عملية الوعد الصادق، أن المقاومة كانت قد أعلنت نيتها بتنفيذ عملية أسر لجنود العدو، مما أبقى العدو في حالة "أسر الرعب" طيلة سنة كاملة، دون أن يستطيع تحديد مكان وزمان العملية. ومع كل هذا الترقّب والحذر، فإن العدو عندما نفذت المقاومة هجومها المفاجئ والصاعق في "خلة وردة"، في خراج "عيتا الشعب"، أصيب بحالة ضياع وإرباك، وهو ما انعكس فضيحة عسكرية كبرى، إذ إن "القيادة الشمالية لجيش العدو لم تستطع أن تحدّد نوعية وأهداف ومكان العملية، إلاّ بعد نحو ساعة من تنفيذها، نتيجة نجاح عملية التضليل التي نفذها المقاومون بكل إبداع وبراعة".
* أحداث غيّرت مسار الحرب
ويتابع سماحته الحديث عن المجريات الميدانية التي غيرت مسار الحرب، وكان أولها "إخفاق العدو في تعقب المقاومين الذين نفذوا العملية بهدف استعادة الأسيرين، اللذين تم نقلهما بسرعة قياسية إلى "مكان آمن". ثم أراد العدو مفاجأة المقاومة بأوسع عملية جوية لاستهداف مخازن الأسلحة الاستراتيجية والتي أراد من خلالها إنهاء الحرب لمصلحته و أسماها عملية "بؤبؤ العين"، والتي سارع أولمرت لزف الانتصار أثَرَهَا إلى الكنيست. إلاّ أن المفاجأة كانت بنجاح المقاومة بإطفاء عين العدو، الذي كان أعمى بمعلوماته الأمنية، ولم يُصب طيرانه مخازن الأسلحة الاستراتيجية، وأطلقت بعدها المقاومة الصواريخ إلى عمق الكيان الإسرائيلي". ويتابع "سلسلة المفاجآت" التي كان توعّدَ بها سيد المقاومة العدو الصهيوني فيقول: "في اليوم الثالث كانت مفاجأة إصابة البارجة الحربية "ساعر (5)"، مما أدى إلى إخراج البحرية الإسرائيلية من المواجهة". ثم ينتقل للحديث عن الحرب البرية "التي شنها العدو بعد 12 يوماً من بدء العدوان، وكانت أولى معاركها الفعلية على محور مارون الراس بنت جبيل عيناتا"، مشيراً إلى "مشاركة مختلف نخب وكتائب الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب. وبشكل متتالٍ. فكلما فشلت كتيبة، استُقدِمت أخرى، أي أن جميع الألوية والكتائب الإسرائيلية جربت حظوظها العاثرة، وخصوصاً في مواجهات "مربع الانتصار" ولم تجنِ إلا الهزيمة المدوّية".
ثم كانت "ملحمة مجزرة الدبابات الكبرى" التي حصلت " قبل 72 ساعة من توقف العدوان في وادي الحجير، حيث تم وبساعات قليلة تدمير ما يزيد عن 34 دبابة، وهو ما انعكس صدمة كبرى للعدو، استكملت غرقه في المأزق، وسقوطه في عمق الوادي المقاوم". وهنا، لا بد من "الاشادة والتنويه" بشبكة الاتصالات الهاتفية التي أصبحت رمزاً من رموز الانتصار "ومصدر الخيبة الكبرى لدى العدو، وهو حاول جاهداً ودون كلل أو ملل استهداف هذه الشبكة التي مثلت عصب المواجهة معه، وضبطت إيقاع المقاومة وحركتها، وساهمت مساهمة كبرى وفاعلة في تحقيق الانتصار". ويضيف قاووق قائلاً: "لقد كانت منظومة الاتصالات عاملاً أساسياً وجوهرياً وليس سلاحاً عادياً من أسلحة المقاومة. لقد اختزلت هذه الشبكة إرادة المقاومة، وعينها، وصمودها، وتكتيكاتها، وكانت أم المفاجآت الكبرى، ويكفي أنها كانت وسيلة فاعلة وبوابة للانتصار".
* رسالة المجاهدين إلى سيد المقاومة
لعل الرسالة الشهيرة التي بعث بها المجاهدون إلى السيد حسن نصر الله في أحرج لحظات الحرب، ستبقى من أهم الإشارات الإنسانية والجهادية التي تمخّضت عنها هذه الملحمة العظيمة، وأصبحت تراثاً يدور على كل شفة ولسان ويحفظه الناس عن ظهر قلب، ويقول الشيخ نبيل قاووق إنها كُتبت "في حمأة العدوان وما شهده من مجازر وتدمير وحشي، وبعد حديث سماحة الأمين العام عن أن الرهان في المواجهة هو على إرادة المجاهدين وصمودهم، فأراد هؤلاء أن يعبروا عن مشاعرهم ومبايعتهم لصاحب الوعد الصادق، ويؤكدوا ثباتهم وأنهم أهل الرهان والأمل، فخطّوا بمداد أرواحهم كلمات تلك الرسالة التي تحوّلت مع رد الأمين العام عليها إلى أنشودة من الوفاء والعشق والتفاني والبطولة، ولا زالت حتى اليوم تتردّد على ألسنة الكبار والصغار، كصورة مشرقة من صور الانتصار والمقاومة". وهو ما يستشهد به الشيخ قاووق، ليؤكد أن "العدوان لم يستطع أن يمسّ جوهر التواصل بين القيادة والقاعدة والجمهور. وفي المعيار العسكري، لم يتمكن العدو من أن يقطع منظومة الاتصال أو أن يستهدفها أو يعيقها، وقد تجلى هذا التواصل وانعكاساته الانضباطية على مستوى أداء المقاومة حتى آخر لحظة من لحظات الحرب". أما لناحية التواصل بين القيادة والجمهور، "فإن ما شهدناه من عاطفة وودّ وحب يصل حد الوله، هو أكبر من أن يُوصف. لقد عاش الجمهور كلّه في لبنان وخارجه على صدى كلمات السيد وخطاباته، لقد كان كل خطاب لسماحته يعطي جرعة من الصمود والأمل حتى موعد الخطاب التالي، الذي كان ينتظره الناس بفارغ الصبر".
* بطولات أدهشت العالم
هذه التطورات الدراماتيكية والإنجازات النوعية التي حققها المقاومون، تدفع للاستنتاج بأن "مشهد المواجهة بكل عناصره وتفاصيله وساعاته ودقائقه كان مفاجأة كبرى للعدو. إنها حرب المفاجآت غير المتوقعة، أظهرت العدو في موقع تاريخي من الهزال والضعف والتخبط، فسقطت الأهداف السياسية أمام دهشة عناصر المواجهة وآلياتها. غابت السياسة، وطفت على السطح لغة أخرى جديدة، كانت أبرز مصطلحاتها "كورنيت، خيبر، رعد، وعد، صارخ البحر، العبوات والتشريكات الكبرى". كانت الحرب أيضاً حرب الآثار العميقة، وخصوصاً في صفوف العدو "وعندنا لم تخلُ من مواقف مؤثّرة، بل كل ما فيها كان مؤثراً و لافتاً، من صمود بنت جبيل وعيناتا وعيترون وعيتا الشعب، حيث قاتل التلميذ واستاذه جنباً إلى جنب حتى استشهدا في خندق واحد. إلى المواجهة الكبرى في البياضة، والتي خاضها مجاهد واحد لأيام، إلى صيادي الدبابات الذين أدهشوا العدو والعالم، إلى مقتحمي قوافل العدو وتجمعاته. فكل هذه البطولات تحفر عميقاً في الذاكرة. وفي الخلاصة، فإن الحرب لم تكن إلا بطولات كبرى لم يُشهد لها نظير في العصر الحديث".
* لقاء مع قائد الانتصارين
وبمناسبة الحديث عن البطولات والانتصارات، لا بد من الحديث عن قائد الانتصارين، الشهيد القائد عماد مغنية الذي " منذ لحظة الانتصار الكبير في 25 أيار2000، بدأ يعدّ العدّة، ويشرف ميدانياً على التحضيرات والاستعدادات، ويستقدم الإمكانيات ليقدم المساهمة الكبرى في إنتاج النصر التاريخي، وتعزيز حضور المقاومة كرقم صعب في لبنان والمنطقة، لا يمكن تجاوزه أو تخطّيه". ويروي الشيخ قاووق بعضاً من محطات تلك المرحلة فيقول: "في لقاء جمعني بالحاج رضوان في بنت جبيل في تلك الفترة، وعلى مرأى من فلسطين، أكد حينها أننا يجب أن نستعد لعدوان جديد. وأثناء الحديث عن الغنائم العسكرية التي غنمتها المقاومة من مواقع العدو وثكناته، قال: "علينا أن نقاتلهم غداً بسلاحهم". لهذا، استحق الشهيد مغنية وصف الأمين العام له بـ"قائد الانتصارين"، لأن "آثاره الكبرى وبصماته وسمت تلك المرحلة، وطبعتها بطابعه".
* تجربة فريدة للمقاومة
وتعد حرب تموز، نظراً للإنجازات العسكرية غير المسبوقة التي تحققت فيها، ذات أهمية كبرى من الناحية الاستراتيجية. ولذا، كانت محط عناية الخبراء العسكريين ومراكز الدراسات والأبحاث حول العالم، فهي "وضعت تجربة المقاومة موضع الإعجاب والاهتمام لدى مختلف جيوش العالم. فكانت هذه المواجهة تجربة فريدة، عزّزت لدى المقاومة الثقة بنفسها وبقدراتها وبشعبها، ووضعتها أمام جهوزية إعداد واستعداد دائمين". ولذا، يطمئن سماحته جمهور المقاومة ويحذّر أعداءها من أنها "عمقت حضورها واستعدادها بعد عدوان تموز. ونجاحها في إسقاطه دفعها لاستكمال ما بدأته على مستوى هيكليتها وسياساتها وأساليبها واستعداداتها وامكانياتها والتصاقها بشعبها".
* الانتصار بالمقاومة والصمود
وباختصار، فإن "تجربة تموز كانت حافلة، ولا زلنا حتى اليوم نعيش كل مفردة من مفرداتها. والحديث عنها يطول ويمتدّ لشدّة ارتباط عناصرها بالمشاعر الإنسانية والقيم والمعاني السامية. وإذا أردت أن ألخّص هذه التجربة وانعكاساتها على النفس، فيمكن تصنيفها في إطارين اثنين: بطولات المقاومين وصمود الناس. ففي الإطار الأول، نستحضر مفاجأتهم الكبرى، وهذا التفاني الأسطوري في كل معلم من معالم المواجهة، وعلى رأس هذا التفاني تطل كوكبة الشهداء التي صنعت الانتصار بدمها، فكل شهيد هو ملحمة وحكاية بحدِّ ذاته. لقد طبع هؤلاء الشهداء والمقاومون البواسل هذا الانتصار العزيز بدمغة البطولة التي لا يمكن فصلها عن هذا الانتصار، لأنها تكمن في روحه وأعصابه ومفاصله". أما على مستوى صمود الناس فقد "كان صمودهم فوق كل توقع، وأبعد من كل رهان. لقد حضنوا المقاومة كما تحضن الأم أطفالها أمام الخطر الداهم، وفدوها بأعظم وأعزّ ما يمكن أن تفتدى به: بالأنفس وفلذات الأكباد وجنى العمر". ويجب أن يسجل التاريخ أن "صمود الناس كان مدهشاً، ولخّص أرقى صور الوفاء والحب. وكلما أخذتني الذكرى إلى تلك الأيام، أدرك عظمة هذا الشعب، وما رتبته تضحياته من مسؤوليات كبرى على كواهلنا". وهنا، يتطرق إلى المجازر التي لحقت بالمدنيين في كل المناطق اللبنانية من أقصى الحدود إلى أقصى الحدود، فيرى أنه "بقدر ما صنعته هذه المجازر الوحشية من أوجاع وآلام، إلاّ أنها أدت إلى رد فعل معاكس. فمشاهد الدم وأشلاء الأطفال التي تحطّم القلوب، وتشعل الفجيعة في النفوس، لم تدفع المقاومين إلى السقوط والانهيار والاستسلام كما هدف العدو، بل على العكس، فإن هذه المجازر استولدت الغضب المقدس في نفوسهم وثبتتهم في ساحة الميدان. إن الكثير من المقاومين كانوا يخوضون المواجهات ويصنعون الملاحم بينما أشلاء أطفالهم وأمهاتهم وأهلهم كانت لا تزال تحت الأنقاض، حتى أن بعضهم لم يجد أثراً لأطفاله حتى هذه اللحظة!!.
نعم، المجازر أدمت قلوبنا وهزتنا من الأعماق، وأشعلت وجداننا"، إلا أنها كانت "درساً بليغاً أجّج فينا العزم وصقل فينا الإرادة، وعلّمنا أكثر فأكثر عظمة الحرية، وأن للكرامة ثمناً لا حدود له. ويمكن أن نقول إن صمود المقاومين أمام هول هذه المجازر أفقد العدو سلاحاً استراتيجياً آثماً وأخرجه من حسابات المعركة الفاصلة". "بين تموز العدوان وتموز الذكرى يمتد خيط الزمن، إلا أن الذاكرة واحدة، لم تتوقف ولم تغادرنا. ففي تموز 2006 كان النصر، وإلى تموز 2009 يستمر الجهد لحماية وتظهير وتعميق النصر، ليكون نصراً إضافياً". ومهما قيل فيه وعنه، فإن النصر "لا تخبو شعلته رغم مرور الأيام. والبطولة تُحفر في الذاكرة كجرح. والجرح الدامي أيضاً يبقى وشماً ووساماً لا يضيع"