الشيخ علي معروف حجازي
تسبّب بعض الوسائل (كالإعلام والكتب والمجلّات ووسائل التواصل الاجتماعيّ...)
الإفسادَ والإضلال. وقد يخسر الإنسان بسببها دينه وآخرته. وإليكم إطلالة على بعض
الأحكام المرتبطة بهذا الموضوع:
1- كتب الضلال والإضلال
هي ما وضع لغرض إضلال الناس وإغوائهم، وما يوجب الضلالة والغواية في العقائد
والأخلاق والفروع، ويشمل كتب كلّ ما يخالف الإسلام عقيدةً وأخلاقاً وشريعةً، ويشمل
كتب الفحش والهجاء والسخرية والخلاعة والبدَع، ويشمل وسائل الإعلام ووسائل التواصل
الاجتماعيّ.
2- حكم كتب الضلال والإضلال
يَحرُم حفظ كتب الضلال والإضلال ونسخها ونشرها وتدريسها ودرسها...
3- التعرّف إلى كتب الضلال والإضلال
الأحوط وجوباً اجتناب الاطّلاع على كتب الضلال والإضلال، وكتب الديانات الأخرى
لمجرّد التعرّف أو زيادة التعرّف إليها.
4- جواز قراءة كتب الضلال والإضلال
يجوز الاطّلاع على كتب الضلال مع وجود غرض صحيح، كالردّ عليها، مع كون الشخص أهلاً
لذلك، ومأموناً من الضلال، وإذا لم يكن أهلاً لذلك أو لم يكن مأموناً من الضلال فلا
يجوز، بل يجب على من يُخشى عليه الضلال والزلل إتلافها أيضاً، فاللازم على أمثال
هؤلاء التجنّب عن الكتب المشتملة على شبهات ومغالطات عجزوا عن حلّها والدفاع عنها،
ولا يجوز لهم شراؤها وإمساكها وحفظها، بل يجب عليهم إتلافها.
5- المدارس المضلّة
إذا توفّر في إدخال الأولاد في المدارس التي تُدرّس فيها بعض العقائد الفاسدة ثلاثة
شروط فيجوز إدخالهم، وإذا انتفى أيّ شرط منها فلا يجوز إدخالهم فيها. وهذه الشروط
هي:
أ- عدم الخوف على عقائدهم الدينيّة.
ب- عدم الترويج للباطل.
ج- تجنّب دراسة المطالب الفاسدة الباطلة المضلّة.
6- الكتب والأشعار المثيرة
لا يجوز قراءة الكتب والمجلّات ونحوها، وقراءة واستماع الأشعار إذا كانت مثيرة
للشهوة أو يترتّب عليها مفسدة.
7- تعلّم مسائل القرض الربويّ
إنّ مجرّد تدريس ودراسة مسائل القرض الربويّ دون ممارسته ليس حراماً.
8- تعلّم صناعة الأمور المحرّمة
إنّ تعلّم مسائل تتعلّق بكيفيّة صنع الخمور والمخدّرات وغيرها من المحرّمات إذا كان
لمجرّد التعلّم وليس للمشاركة في صنعها أو دعمها وتأييدها فلا مانع منه.
9- تعلّم الفلسفة
يجوز دراسة وتعلّم الفلسفة لمن يطمئنّ من نفسه بأنّها لا تسبّب له تزلزلاً في
معتقداته الدينيّة، بل هو واجب في بعض الموارد. ويجوز تعليم الفلسفة لمن يطمئنّ
بأنّها لا تسبّب له تزلزلاً في معتقداته الدينيّة.
10- تعلّم وتعليم القصص الخياليّة
يجوز تعلّم وتعليم وحكاية القصص الخياليّة عن حياة الحيوانات والناس فيما إذا وُجدت
قرائن تثبت أنّها خياليّة، بما لا يؤدي إلى الكذب.
11- تعلّم المحاماة
يجوز تعلّم المحاماة تحت أيّ اختصاص إذا لم يسبّب له ذلك إضلالاً وإفساداً، ولكن لا
يجوز مخالفة الشريعة الإسلاميّة في أيّ عمل يقوم به المحامي.
12- يجوز تعلّم أيّ شخص لأيّ علم أراد، إذا كان لغرض عقلائيّ مشروع، ولم
يكن فيه خوف الفساد ولا الإفساد.
13- الإعلام الضالّ
إذا كان الإعلام يقدّم برامج تسبِّب إضلالاً وإفساداً فلا يجوز متابعة هذه البرامج
لمن يَحتمل أن تسبّب له الضلال والفساد، ولا يجوز الترويج لبرامج كهذه على أيّ
وسيلة، مع التركيز على التحفّظ على ما يسبّب الإضلال والإفساد في وسائل التواصل
الاجتماعيّ.
ولا يجوز حضور هذه البرامج إلّا لمن يأمن على نفسه من الضلال والغواية، وكان له غرض
عقلائيّ كالردّ عليها.
ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعيّ من أكثر وسائل الفتك في عقائد المؤمن وأخلاقه
وسلوكه وأموره الفقهيّة، فيجب أن لا يشارك إلّا في ما يأمن معه على نفسه ودينه.