أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

أدب ولغة: كشكول الأدب

إبراهيم منصور


* من أمثال العرب
"إنَّ الشَّقِيَّ وافِدُ البَراجِم". إنَّ قائلَ هذا المثل هو الملِك "عمرو بن هند". وكان جماعةٌ من بني تميم يُقالُ لهُم البَراجِم قد قتلوا "سَعْدَ بنَ المنذر" أخا "عمرو" هذا، فأقسم الملك أن يقتلَ به منهم مائةً، فقتل تسعةً وتسعين رجلاً، وكان نازلاً في ديار بني تميم فأحرقَ القتلى بالنار، فمرَّ رجُلٌ من البَراجِم وشَمَّ رائحةَ الشِّواء فظنَّه طعاماً يُشْوَى، فمالَ إليه، فلمَّا رآهُ الملِك سأله: ممَّن أنتَ؟ فقال: رجُلٌ من البَراجِم، فقال حينئذٍ: "إنَّ الشَّقِيَّ وافِدُ البَراجِم"، وأمر بقتله وأُلقِيَ في النار، فبرَّتْ به يمينُه. وهكذا دائماً عربُ الجاهليَّة لا يَعْفون عند المقدرةِ شُكراً لله.

*من أجمل الشِّعر
من أجمل الشِّعْر الوطني قصيدةٌ عصماءُ صاغَها الشاعر عمر أبو ريشة بعنوان "بعد النكبة"، يرثي فيها حال الأمَّة العربيّة والإسلاميّة بعد ضياع فلسطين في براثن الصهاينة وتخاذُلِ الحُكَّام العرب، ومنها هذه الأبيات المقتطَفَة من ديوان الشاعر:

أُمَّتي، هل لكِ بينَ الأُمَمِ منبرٌ للسيفِ أو للقلمِ؟
أُمَّتي، كم غُصَّةٍ داميةٍ خَنَقَتْ نجوى عُلاكِ في فمي!
أَلإِسرائيلَ تعلو رايةٌ في حِمَى المهْدِ وظِلِّ الحَرَمِ؟!
كيف أغضَيْتِ على الذُّلِّ ولَمْ تنفُضي عنكِ غُبارَ التُّهَمِ؟!
اسْمَعي نَوْحَ الحزانى واطْرَبي وانْظُري دمْعَ اليتامى وابْسِمي
ودَعِي القادةَ في أهوائها تتفانى في خسيسِ المغنمِ
لا يُلامُ الذئبُ في عدُوانِهِ إن يَكُ الراعي عَدُوَّ الغَنَمِ
فاحْبِسي الشكوى فلَوْلاكِ لما كان في الحُكْمِ عبيدُ الدرهمِ


*من أجمل الحديث
رَوَى الإمامُ الرِّضا عليهم السلام عن آبائه عليهم السلام أنه رُفِعَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَوْمٌ في بعض غزواته فقال: "مَنِ القوْمُ؟" فقالوا: مؤمنون يا رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: "وما بلغ من إيمانكم؟" قالوا: الصبْرُ عند البلاء، والشُّكْرُ عند الرَّخاء، والرِّضا بالقضاء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "حُلَماء عُلَماء، كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء!"(1).

*من أجمل التعاويذ
جاء في حديث ابن عبّاس أنّه قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يُعَوِّذُ ابنَيْه الحسن والحسين عليهما السلام فيقول: "أُعيذُكما بكلماتِ الله التامَّة، من شَرِّ كلِّ شيطانٍ وهامَّة، ومن شَرِّ كلِّ عينٍ لامَّة"، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم: "هكذا كان إبراهيم يُعوِّذُ إسماعيل وإسحاق"؛ فالهامَّةُ في لغة العرب هي الحيَّة التي تقتُلُ بسمِّها، والسامَّةُ هي العقربُ، لأنَّها تسُمُّ ولا تبلُغُ أن تقتُلَ، واللامَّةُ هي العين التي تُصيبُ الإنسان(2).

*من لغة العرب
النَّسَمَةُ؛ معناها الرَّبْوُ أو النفَسُ الضعيف؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تنكَّبُوا الغُبارَ فإنَّ منه تكونُ النَّسَمَة". قيل: النَّسَمَة ههنا الرَّبْوُ، ولا يزالُ صاحبُ هذه العِلَّة يتنفَّسُ نَفَساً ضعيفاً، فسُمِّيَتِ العِلَّةُ نَسَمَةً لاسْتراحةِ صاحبها إلى تنفُّسِه، فإنَّ المُصابَ بالرَّبْوِ لا يزالُ يتنفَّسُ تنفُّساً كثيراً. وجمْعُ النَسمةِ نسَمات ونَسَم. وفي حديث آخر أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "بُعِثْتُ في نَسَمِ الساعة"، وفي تفسيره قولان: أحدُهما: بُعِثْتُ في أوَّل هبوبها وأوَّلِ أشراطها، والنَّسَمُ أوَّلُ هبوب الريح؛ والقولُ الثاني: بُعِثْتُ في ذوي أرواحٍ خَلَقهُم اللهُ تعالى في وقتِ اقترابِ الساعة، كأنّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: في آخر النَّشْء من بني آدم. وفي حديث الإمام أمير المؤمنين عليهم السلام: "والذي فَلَقَ الحبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَة"؛ أي خَلَقَ ذاتَ الروح، وكثيراً ما كان عليهم السلام يقولُها إذا اجْتهدَ في يمينه؛ وبعدُ، فالنَّسَمَةُ هي "الإنسان"، وقيل: الخَلْقُ، يكون ذلك للكبير والصغير والدوابَّ، ولكلِّ من كان في جَوْفِه روح(3).

*من جذور الكلام
"فُلان قويُّ الشَّكيمةِ". الشكيمةُ -هنا- هي قوَّةُ القلب، وهي الأَنَفَةُ والانتصارُ من الظُّلْم، فقَوْلُهم: إنه لشديدُ الشكيمةِ، وإنه ذو شكيمة، يعني أنه شديدُ النفْس أَنِفٌ أَبيٌّ. وأصلُ التعبير أنّ الشكيمة هي الحديدة المعترِضة في فمِ الفَرَس؛ أي حديدةُ اللجام، ومنها فِعلُ شَكَمَ، يُقال: شَكَمْتُ الفَرَسَ؛ أي وضعتُ الشكيمةَ في فَمِهِ لِيُمكِنَ قِيادُه؛ لذا قالوا: شكمتُ الموظّف إذا رشَوته، كأنّك سددْتَ فمه بالشكيمة، وفي الحديث: أنّ أبا طَيْبَةَ حَجَمَ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: "اشْكُمُوهُ"؛ أي أَعْطُوهُ أَجْرَهُ قبلَ أن يُضْطَرَّ إلى طَلَبِهِ، وكلُّهُ مأخوذٌ من شكيمة لجام الفرس من باب الاستعارة والمجاز(4).

*مفردة ثريَّة بالمعاني
سامَ. تقول العربُ: سامَ إذا حامَ، وسامَ إذا مرَّ، وسامَ إذا رعى، وسامَ إذا طلَبَ، وسامَ إذا باعَ، وسامَ إذا عذَّبَ؛ وتفصيلُ ذلك:
1- سامتِ الطيْرُ تسُومُ سَوْماً: حامَتْ؛ 2- سامتِ الناقةُ إذا مضتْ؛ 3- سامتِ الماشيةُ إذا رعَتْ، فهي سائمةٌ؛ أي راعية؛ 4- سامَ إذا باعَ، يقال: سامَ السِّلْعَة: عَرَضَها على البيْع، ومنه المساومةُ؛ أي المُجاذَبة بين البائع والمشتري على السِّلْعَةِ وفصْلِ ثمنها؛ 5- سامَ: عذَّبَ، وفي التنزيل العزيز: ?يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ?؛ أي يُجَشِّمُونكم أشدَّ العذاب؛ وفي حديث الإمام عليّ عليهم السلام في فضلِ الجهاد: "مَنْ تركه رغبةً عنه ألبسَهُ اللهُ ثوبَ الذُّلِّ وشَمْلَةَ البَلاء، وسِيمَ الخَسْفَ ومُنِعَ النَّصف"، سِيمَ؛ أي كُلِّفَ وأُلْزِمَ؛ 6- والسامُ: الفضَّة والذهب؛ 7- والسامُ: الموت، وروِيَ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "في الحبَّةِ السوداء (يعني حبَّةَ البَرَكة) شِفاءٌ من كُلِّ داء إلّا السامَ"، قيل له: وما السامُ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "الموْت"؛ وفي الحديث: كانت اليهودُ إذا سلَّموا على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: السامُ عليكم، ويُظهِرون أنهم يريدون: السلامُ عليكم، فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرُدُّ عليهم فيقول: "وعليكم"؛ أي وعليكُم مثلُ ما دَعَوْتُم؛ وسامُ: أحدُ بني نوح عليهم السلام، وهو أبو العرب(5).

*من الثنائيات
الأصْرَمان؛ الصريمُ هو الليل لأنه ينصرمُ؛ أي ينقطعُ عن النهار. والصريمُ هو الصُّبْحُ فهُما من الأضداد؛ والأصْرَمان: الليلُ والنهارُ، لأنّ كلَّ واحدٍ منهما انصرمَ عن صاحبه. والأصْرَمانِ: الذئبُ والغراب لانْصرامِهما وانْقِطاعهما عن الناس(6).

*فائدة لغويّة
كَحَلٌ - كَحْلَةٌ. الكُحْلُ: ما يُكْتَحَلَ به، وهو ما يُوضَعُ في العين يُشْتَفَى به؛ وفي صفة سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "في عينه كَحَلٌ"؛ أي سوادٌ في أجفانِ العينِ خِلْقةً؛ ومن أجمل التعابير: اكْتحلَتِ الأرضُ بالخُضرة؛ وذلك حينَ تُرِي أوَّلَ خُضرةِ النبات؛ وكَحْلَةُ: من أسماء السماء، وهو من نوادر المعاني ولطائفها (7).


1- أصول الكافي، الكليني، ج2، ص48، الحديث 4.
2- لسان العرب، ابن منظور، مادة همم.
3- (م.س)، مادة نسم.
4- (م.ن)، مادة شكم.
5- (م.ن)، مادة سوم.
6- (م.ن)، مادة صرم.
7- (م.ن)، مادة كحل.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع