زينب يحيى (*)
تعتبر فترة الحمل والرضاعة من أصعب الفترات التي تمرّ بها السيّدات، خصوصاً خلال أيّام شهر رمضان المبارك. فالحامل لديها مخاوف على نفسها وعلى جنينها في أيّام الصوم، أمّا المرضع فخشيتها تكون حول كميّة الحليب وأوقات الرضاعة لطفلها. ولهذه الأسباب، يجب أن يكون هناك عناية غذائيّة خاصّة بالحامل والمرضع في شهر رمضان المبارك.
•الحمل والصوم
يوجد العديد من التساؤلات التي تُطرح حول صحّة الأمّ والجنين في فترة الصيام، الأمر الذي يدفع العديد من الحوامل لعدم الصوم خوفاً على صحّتهنّ أو صحّة أجنّتهنّ. ولكن الدراسات العلميّة التي أُجريت على العديد من النساء الحوامل، أثبتت أنّ الصوم لا يضرّ بالحامل، لا بل له الكثير من الفوائد على صحّتها، وأنّ وزن الطفل لا علاقة له بفترة الصيام، حيث يعتمد الأمر على صحّة الأمّ والنظام الغذائي الذي تتبعه، خاصّة وأنّ الجنين في هذه الحالة يصله غذاؤه كاملاً عن طريق الغذاء المخزّن في جسم الأمّ.
من هنا، يلعب الغذاء المتوازن أثناء فترة الحمل عاملاً رئيسيّاً لولادة سهلة، ولطفل سليم معافى. وتعتبر مرحلة الحمل مرحلة حسّاسة، لما فيها من تغيّرات فسيولوجيّة وهرمونيّة تؤثر على احتياجات الجسم الغذائيّة، وعلى كفاءة الجسم للاستفادة من هذه العناصر. وللمرأة الحامل وضع خاصّ في شهر رمضان؛ إذ إنّها تحتاج إلى زيادة الاهتمام بتغذيتها للحفاظ على صحّتها وصحّة جنينها.
- متى تمتنع الحامل عن الصيام؟
في بعض الحالات أو المشاكل الصحيّة لا تستطيع الحامل الصيام إذا كانت تعاني منها إلّا بعد استشارة الطبيب المختصّ والموثوق، وهي: مرض السكّري- مرض الكلى المزمن- ارتفاع ضغط الدم- قصور في وظائف الكبد- خطر الولادة المبكّرة- الحمل بتوأم- فقر الدم.
- فوائد الصيام للحامل
1-تحسّن في مستويات الغلوكوز في الدم.
2-تحسّن في مستويات الأنسولين في الدم.
3-تحسّن في مستويات الدهون الثلاثيّة.
4-تحسّن في أداء الجهاز الهضميّ، خاصّة وأنّ هناك حوامل يعانين من حموضة المعدة، والغازات، والإمساك، وعسر الهضم، ولكن أثناء الصيام تقلّ هذه المشاكل.
5-يخلّص من الالتهابات التي يمكن أن تتعرّض لها المرأة الحامل، خصوصاً التهابات الرحم والمفاصل.
6-يحسّن الحالة النفسيّة، ويخفّف من التوتّر.
- إفطار الحامل
توجد مجموعة من النصائح والإرشادات التي على المرأة الحامل الالتزام بها للتمتّع بصحّة جيّدة لها ولجنينها، وهي كالتالي:
1- الإفطار على بضع حبّات من التمر، وكوب لبن، وحساء، وسلطة (لأنّها تليّن المعدة وتعدّل مستوى سكّر الدم).
2- تناول مصادر غذائيّة غنيّة بالطاقة في كلّ من وجبتي الإفطار والسحور، كالخضراوات الورقيّة، والحبوب الكاملة، والشوفان، والأرز.
3- تناول الأطعمة الغنيّة بالبروتين في كلّ وجبة مع الدهون الصحيّة، كالسمك، واللحوم، والدواجن، والبيض، والبقول، والمكسّرات.
4- الحرص على تناول وجبة السحور، وأن تكون الوجبة متكاملة وصحيّة، لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة خلال النهار.
5- الإكثار من شرب السوائل، وتقسيمها ما بين وجبة الإفطار والسحور.
6- الإكثار من تناول الفواكه والخضار لتجنّب الإمساك.
7- تناول 3-4 حصص من الحليب ومشتقّاته للحصول على مصدر الكالسيوم المهمّ لبناء العظام.
8- المشي لمدّة ساعة بعد الإفطار يساعد المرأة في الشهر التاسع في التخلّص من الإمساك.
9- تناول المكمّلات الغذائيّة (الفوليك أسيد والفيتامين د) لصحّة الجنين والأمّ.
- الأطعمة المحظورة
على المرأة الحامل أن تتجنّب مجموعة من الأطعمة، وهي:
1- الأطعمة المقليّة أو الدسمة؛ لأنّها تسبّب عسر الهضم.
2- الحلويات والسكّريات والأطعمة التي تحتوي سعرات حراريّة غير مفيدة.
3- المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
4- الأطعمة المالحة.
- المكمّلات الغذائيّة
كيف يمكن للحامل توزيع تناول المكمّلات الغذائيّة خلال فترة الإفطار؟
1- الكالسيوم: يجب على المرأة الحامل أن تتناوله مباشرة بعد الإفطار؛ لأنّها لن تذهب للنوم باكراً؛ لأنّه يعطي الكثير من النشاط ويزيد الحركة.
2- الحديد: من الأفضل أن تأخذه المرأة الحامل قبيل السحور.
•الرضاعة والصوم
يتكوّن حليب الأمّ بشكل أساسيّ من البروتينات، والدهون، والكالسيوم، وسكّر اللاكتوز. وعند تكوين الحليب، فإنّ هذه المكوّنات لا تأتي مباشرة من الغذاء الذي تتناوله الأمّ، بل من مخازن الموادّ الغذائيّة في جسمها. فإذا كانت الأمّ تتمتّع بصحّة جيّدة وتتّبع نظاماً غذائيّاً متوازناً قبل شهر رمضان، وعلى الإفطار والسحور خاصّة، فإنّها تضمن ثبات نسبة المغذّيات في حليبها.
أمّا بالنسبة إلى كميّة الحليب، فإنّها تعتمد بشكل أساسيّ على كميّة السوائل التي تشربها الأمّ؛ لذلك ننصح المرضع بالإكثار من شرب السوائل، كاللبن، والحليب، والعصائر الطبيعيّة.
لذلك، إنّ وزن الطفل ومعدّل نموّه أثناء الرضاعة، وتغيّر كميّة الحليب، يعتمدان على ما تتناوله الأمّ؛ فإذا كانت لا تتغذّى جيّداً أثناء الإفطار والسحور، فإنّ هذا قد يؤدّي إلى نقص نوع من الدهون في حليبها، ولكن على الرغم من ذلك، يقوم جسمها بتعويض ذلك النقص من الدهون المخزّنة في الجسم.
- غذاء المرضع أثناء الصيام
1-شرب كميّة كبيرة من الماء (8-12 كوباً)؛ وذلك لإدرار الحليب، ولتعويض السوائل التي فقدها الجسم خلال الصيام.
2- تناول وجبة غذائيّة صحيّة متوازنة شاملة لكلّ الاحتياجات الغذائيّة في وجبتَي الإفطار والسحور، من البروتين، والنشويّات المعقّدة، والدهون الصحيّة كالسمك واللحوم، والبقول، والمكسّرات، وذلك كلّه يساعد في إدرار الحليب.
3-عدم التأخّر في الإفطار، والبدء بكوب لبن أو ماء وبضع حبّات من التمر.
4-بدء وجبة الإفطار بكوب من الحساء لتهيئة المعدة.
5-تناول وجبات صغيرة عدّة بعد وجبة الإفطار حتّى السحور.
6-تناول الخضراوات والفاكهة مقسّمة على وجبات خفيفة عدّة لتمدّ جسمها بالألياف والفيتامينات.
7-تناول 3-4 حصص من مشتقّات الحليب لإدرار الحليب.
8-تناول المكمّلات الغذائيّة لتفادي مشاكل صحيّة كالدوار والصداع.
- الأطعمة التي يجب تجنّبها
1-السوائل التي تحتوي الكافيين والمشروبات الغازيّة.
2-الأطعمة المالحة والمخلّلات.
3-الأطعمة الدسمة والمقالي.
ختاماً، يمكن أن يؤدّي الغذاء دوراً إيجابيّاً في قدرة الحامل والمرضع على تحمّل جهد الصيام. تقبّل الله صيامكِ.
(*) أخصّائيّة تغذية.