الحج من العبادات العظيمة في الإسلام، وهو أحد أركان خمسة قام عليها الدين كما في الأحاديث الشريفة ولعل السر في عظمة هذه العبادة كامن في تنوع أبعادها وشموليتها لكل جوانب حياة الإنسان الروحية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى العرفانية أيضاً.
ومع اقتراب شهر الحج شهر ذي الحجة الحرام، ارتأينا أن نزود قراءنا الكرام بلمحة عن أحكامه العامة.
* شخص أجنب في سفر الحج قبل البدء بالمناسك ونسي أن يغتسل، وتذكر بعد تمام الأعمال والعودة إلى بلده، فما هو تكليفه؟
- الحج صحيح، ولكن عليه أن يرجع لأداء كل من طواف العمرة والحج والنساء وفي صورة عدم الإمكان يجب أن يستنيب. الإمام الخميني

* أقسام الحج:
يجب على كل إنسان جامع لشرائط التكليف أن يؤدي مناسك الحج مرة واحدة في العمر ووجوبه من ضروريات الدين التي يحكم على منكرها بالكفر قال تعالى:  ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين﴾َ
والحج يقع على ثلاثة أقسام:
الأول: حج التمتع وهو يختص بالذين يبعدون عن مكة ستة عشرة فرسخاً فصاعداً (48ميل).
الثاني والثالث: حج القران وحج الأفراد، وهو فرض من لم يكن يبعد عن مكة هذا البعد.
ونحن نقتصر هنا على أحكام حج التمتع باعتباره مورد ابتلائنا دون غيره وهذا الحج مركب من ركنين أساسيين هما: عمرة التمتع وحج التمتع، وتفصيلهما على الشكل التالي:

* الفصل الأول: أعمال عمرة التمتع:
تتألف عمرة التمتع من الأعمال التالية:
1 - الإحرام.
2 - الطواف.
3 - صلاة الطواف.
4 - السعي.
5 - التقصير.
هذه الأعمال يجب تأديتها بين الأول من شهر شوال والزوال من اليوم التاسع من ذي الحجة.
أما أماكن هذه الأعمال فهي:
الإحرام: موضعه من أحد مواقيت الحج، وبالنسبة للحجاج اللبينانيين الذي يمرون على المدينة المنوّرة، فميقات حجهم هو مسجد الشجرة.
الطواف: وهو حول المسجد الحرام.
صلاة الطواف: داخل المسجد الحرام خلف مقام إبراهيمعليه الصلاة والسلام
السعي: وهو بين الصفا والمروة.
التقصير: وليس له مكان محدد.

* الإحرام:
وهو أول أعمال العمر، والموضع الذي يجب فيه أداء هذا المنسك هو مسجد الشجرة للحجاج الذي يمرون على المدينة المنوّرة ويقال له: ميقات أهل المدينة ومن يمر عليها.
كيفية الإحرام: بعد أن ينزع الحاج عنه الثياب المخيطة، ويلبس ثياب الإحرام، ينوي الإحرام لعمرة التمتع ثم يقول:
* جعل رجلٌ لزوجته في عقد الزواج من جمل صداقها زيارة بيت الله الحرام، وهو متمكن من الناحية المالية من أداء هذا الدين لكنه لا يتيسر له السفر إلى الحج لأسباب، فما هو الواجب عليه في ذلك فعلاً؟
- يجب عليه الانتظار إلى أن يتمكن من بعث زوجته إلى الحج، فإن يئس من ذلك يجب عليه دفع ما يعادل نفقات سفر الحج إلى الزوجة. السيد القائد
لباس الإحرام عبارة عن ثوبين أحدهما إزار يستر (استحباباً) ما بين السرّة والركبة والآخر رداء يسدله على كتفه.

* محرمات الإحرام:
(أ) ما يحرم على الرجل والمرأة:
1 - صيد البر الوحشي.
2 - كل لذة وتمتع وخاصة الوطأ والتقبيل واللمس والنظر بشهوة.
3 - إيقاع العقد.
4 - الاستمناء.
5 - الطيب بأنواعه.
6 - الاكتحال بالسواد إن كان فيه زينة.
7 - النظر في المرآة.
8 - الفسوق ويشمل الكذب والسباب والمفاخرة.
9 - الجدال وهو قول "لا والله" و"بلى والله".
10 - قتل هوام الجسد من القمّل والبرغوث ونحوهما.
11 - لبس الخاتم للزينة.
12 - التدهين وإن لم يكن فيه طيب.
13 - إزالة الشعر عن البدن.
14 - إخراج الدم من البدن.
15 - تقليم الأظافر وقصها.
16 - قلع الضرس.
17 - قلع الشجر والحشيش النابتين في الحرم.
18 - لبس السلاح.

(ب) ما يحرم على الرجال فقط:
1 - لبس الثياب المخيطة.
2 - لبس ما يستر جميع ظهر القدم كالخف والجورب.
3 - تغطية الرأس.
4 - التظليل فوق الرأس.

(ج) ما يحرم على النساء المحرمات فقط:
1 - تغطية وجهها بنقاب ونحوه.
2 - لبس الحلي للزينة.

* الطواف:
وهو العمل الثاني من أعمال عمرة التمتع. فبعد أن ينتهي المكلف من الإحرام. يتوجه إلى مكة ليطوف حول الكعبة سبعة أشواط. وهناك لا بد من الالتفات إلى الملاحظات التالية:
1 - النية.
* ما حكم الله عزّ وجلّ في رجل حج حجة الإسلام ثم رجع إلى بلده فتيقن أنه كان جنباً حال الإحرام، أزوجته عليه حرام؟
- نعم إذا كان جنباً حال الطواف فهو باقٍ على إحرامه وتحرم عليه النساء حتى يعيد طواف النساء وكذا يجب عليه إعادة طواف العمرة وطواف الحج أيضاً. الإمام الخميني
2 - الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر. ويشترط كذلك طهارة البدن واللباس من النجاسة كما لو كان حال الصلاة.
3 - الابتداء بالحجر الأسود والختم من المكان الذي بدأ منه.
4 - أن تكون الكعبة حال الطواف على يسار الطائف.
5 - إدخال حجر إسماعيل في الطواف، وحجر إسماعيل محلّ متصل ببيت الكعبة فيجب على الطائف أن يطوف حوله أيضاً.
6 - أن يكون الطواف بين الكعبة ومقام إبراهيم  عليه الصلاة والسلام من جميع الجهات والجوانب. فإذا كانت المسافة بين الكعبة ومقام إبراهيم (ع) (26.5 ذراعاً) فيجب أن لا يبتعد عن الكعبة أكثر من ذلك أثناء الطواف من جميع الجوانب.

* صلاة الطواف:
بعد أن ينتهي الحاج من سبعة أشواط الطواف، يجب أن يصلي ركعتين بنية صلاة الطواف.
أ - كيفية صلاة الطواف مثل صلاة الصبح، لكن يمكن له الإخفات أو الجهر في القراءة.
ب - وقت صلاة الطواف بعد الانتهاء من الطواف مباشرة وقبل السعي.
ج - مكان صلاة الطواف في المسجد الحرام عند مقام إبراهيم، والأحوط وجوباً كونها خلف المقام حيث يقع الحجر بينه وبين الكعبة، وكلما قرب إليه كان أفضل لكن بحيث لا يزاحم الناس. ولو لم يتمكن من الصلاة خلف المقام للازحام بإمكانه الصلاة على يمين المقام أو يساره بحيث يصدق عليه أنه يصلي عند المقام.

* السعي بين الصفا والمروة:
وهو رابع أعمال عمرة التمتع. فبعد أن يؤدي الحاج ركعتي صلاة الطواف عليه أن يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط. وهما جبلان معروفان. وقد مسحت الأرض بينهما اليوم وأصبحت مسقوفة.
يجب البدء بالسعي من الصفا والانتهاء بالمروة. فالسعي من الصفا إلى المروة شوط. ومن المروة إلى الصفا شوط. وهكذا ينتهي بعد سبعة أشواط عند المروة.

* التقصير:
وهو خامس أعمال عمرة التمتع وآخرها. وهو عبارة عن قص شيء من الظفر أو شعر الرأس أو الشارب أو اللحية.
* ماذا يقدّم المستطيع العازب، الزواج أم الحج؟
- لو كان ترك الزواج مشقة عليه أو موجباً لضرره، أو لخوف وقوعه في الحرام أو كان نقصاً ومهانة عليه، جاز له صرف المال في الزواج، وإن خرج بذلك عن الاستطاعة للحج. السيد القائد
وقت التقصير بعد الانتهاء من السعي ولا يحلّ له شيء ممّا حُرم عليه بالإحرام حتى يقصّر.
لا يوجد مكان محدد للتقصير. إلا أن المتعارف هذه الأيام أن يقصر الحجاج بعد السعي عند "المروة".
وهذا التقصير غير الحلق الذي سيأتي ذكره بعد التضحية.
وفي عمرة التمتع لا يجب طواف النساء، وتحل له النساء ما لم يبدأ بأعمال الحج وأولها الإحرام.
الفصل الثاني: أعمال عمرة التمتع:
بعد إتمام أعمال عمرة التمتع، ينبغي البقاء في مكة حيث يجب الإحرام فيها لحج التمتع ومن ثم التوجه لوقوف في عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة. والأفضل أن يحرم في اليوم الثامن ويبيت ليلة التاسع في عرفات بسبب كثرة الناس والحشود حيث يحتمل التأخر عن الوقت المحدد وهو ظهر اليوم التاسع.

*أما الأعمال الكلية لحج التمتع فهي:
1 - الإحرام:
وهو أول أعمال الحج كما كان أول أعمال العمرة.
كيفية إحرام الحج: مثل إحرام العمرة تماماً من حيث اللباس والتلبية وما يحرم عليه وغير ذلك، لكن يختلف عنه في النية فقط. فالنية هنا: أحرم لحج التمتع (لحج الإسلام أو نيابة أو غيره) قربة إلى الله تعالى.
وقت الإحرام: يجوز تأخير إحرام الحج بعد إتمام أعمال عمرة التمتع إلى وقت لا يفوته الوقوف في عرفات عند الزوال من اليوم التاسع من ذي الحجة.
ميقات الإحرام: لحج التمتع فهو مكة ويصح الإحرام في أي مكان منها إلا أنه يستحب ذلك في مقام إبراهيم أو حجر إسماعيل عليهما السلام.

2 - الوقوف في عرفات:
وهو العمل الثاني من أعمال الحج.
والمراد من الوقوف في عرفات الكون في ذلك المكان: سواء كان راكباً أم راجلاً، وقاعداً أم نائماً، أي أنه يجب على الحاج البقاء ذلك اليوم في جبل عرفات وعدم الخروج منه.
وقت الوقوف: والأحوط وجوباً في وقت الوقوف أن يكون من زوال يوم التاسع من ذي الحجة حتى غروب ذلك اليوم.
* يوم العيد رمي الجمرات بالنسبة للنساء والمرضى والعجزة عمل صعب للغاية وفي الليالي تكون حركة الذهاب والإياب كثيرة فهل يمكن لهؤلاء الاستنابة؟
- في صورة العذر جائز. الإمام الخميني
- الوقوف في عرفات عمل عبادي ويجب قصد القربة فيه خالصاً لله تعالى.
- لا يجب أي شيء آخر سوى الوقوف، إلا أنه يوجد مستحبات كثيرة، فهو من أفضل الأمكنة لاستجابة الدعاء. وأفضل الأدعية في ذلك اليوم دعاء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين ودعاء الإمام السجاد عليهما السلام في الصحيفة السجادية.

3 - الوقوف في المشعر الحرام:
وهو العمل الثالث من أعمال الحج فبعد غروب يوم التاسع من ذي الحجة (ليلة عيد الأضحى)، يتوجه الحجاج من عرفات إلى المشعر الحرام لأداء عمل آخر من أعمال الحج.
وقت الوقوف في المشعر: الأحوط وجوباً البقاء في المشعر الحرام ليلة العاشر إلى طلوع الفجر بنية إطاعة أمر الله في هذه البيتوتة. وإذا طلعه الفجر من يوم العيد ينوي الوقوف في المشعر الحرام إلى طلوع الشمس.
- الوقوف في المشعر الحرام من العبادات ويجب فيه قصد القربة والنية الخالصة من الرياء والسمعة.
- في المشعر لا يجب على الحاج عمل آخر سوى الوقوف، إلا أنه يستحب له أخذ حصى الجمار لرمي الجمرات.
(4 - 6) - أعمال منى:
بعد طلوع الشمس اليوم العاشر من ذي الحجة (عيد الأضحى)، يتوجه الحجاج من المشعر الحرام إلى منى لأداء أعمالها، والأعمال في منى يوم العيد ثلاثة: رمي جمرة العقبة، الذبح والحلق أو التقصير.

4 - رمي جمرة العقبة:
وهو العمل الرابع من أعمال الحج:
- الواجب رمي الحجر المعروف ب-"جمرة العقبة" بالحصى التي جمعها من المشعر ويجب أن يكون العدد سبعة.
- لا يجب أن تكون السبعة متوالية، بمعنى أنه لو رمى اثنتين فأصاب ولم يصيب في الثالثة فلا بأس، لكن عندما يرمي الرابعة ويصيب تحسب له ثلاثة رميات.
- في منى يوجد ثلاثة حجار... ويسمى الحجر الأول للمتوجه من المشعر الحرام إلى منى بـ"الجمرة الأولى"
* أنا متيقنة من وجوب الحج عليّ، إلا أن زوجي يمنعني من الذهاب إلى الحج واستولى على أموالي، فهل تجب عليّ الاستجازة منه في مثل هذه الحالة؟
- لا يتوقف سفرك لأداء فريضة الحج الواجب على إذن الزوج، فلا يجب عليك الاستجازة منه لأداء هذا الواجب، ولا يجوز لزوجك أن يمنعك عن التصرف في أموالك لهذا أو لغيره. السيد القائد
والثاني ب-"الجمرة الوسطى" والثالثة ب-"جمرة العقبى أو العقبة"، وفي يوم عيد الأضحى لايجب رمي إلا جمرة العقبة.

5 - الذبح:
وهو العمل الخامس
في أعمال الحج ويأتي مباشرة بعد رمي جمرة العقبة. ويجب أن يكون الهدي (الذبيحة) من الإبل أو البقر أو الغنم.
شرائط الهدي:
1 - الصحة والسلامة (عدم المرض).
2 - أن لا يكون كبير السن جداً.
3 - أن يكون تام الأجزاء.
4 - أن لا يكون أعمى أو أعرج بشكل واضح بل ولو كان غير واضح على الأحوط وجوباً.
5 - أن لا يكون أبتر مقطوع الذنب (أو بلا ذنب أصلاً على الأحوط وجوباً).
6 - أن لا يكون مقطوع الأذن.
7 - أن لا يكون مقطوع القرن أو مكسوره.
8 - أن لا يكون مهزولاً.
9 - أن لا يكون خصياً وهو الذي أخرجت خصيتاه، أو بلا خصية أصلاً.
- إذا لم يكن للحيوان أذن ولا قرن في أصل خلقته فلا إشكال.
- يشترط في الذابح أن يكون مؤمناً.
- الأحوط وجوباً عدم تأخير الذبح عن يوم عيد الأضحى.

6 - الحلق أو التقصير:
وهو العمل السادس من أعمال الحج.
بعد الهدي، يجب على الحاج حلق الرأس أو التقصير، ويكفي فيه قص شعر الرأس أو اللحية أو الشارب أو شيء من الظفر والأولى قص مقدار من الشعر والظفر أيضاً. وبعد ذلك يحل له كل ما حرم عليه بالإحرام إلا النساء والطيب، فيمكن له خلع ثياب الإحرام وارتداء الثياب العادية.
وهنا لا بد من الالتفات إلى عدة أمور:
أ - من كان حجه ضرورة، أي أنه يحج لأول مرة، لا يكفي له التقصير على الأحوط وجوباً، بل لا بد له من الحلق، أما من حج سابقاً فيجزئ له التقصير.
ب - النساء يجب عليهن التقصير ولا يجزئ لهن الحلق.
ج - مكان الحلق أو التقصير في منى.
د - وقت الحلق أو التقصير يمتد حتى يوم الثالث عشر وإن كان الأحوط استحباباً يوم العيد.

(7 - 11) أعمال ما بعد منى:
بعد أداء أعمال منى يوم عيد الأضحى، يجب العودة إلى مكة لأداء خمسة أعمال من أعمال الحج، ويمتد وقت هذه الأعمال حتى نهاية شهر ذي الحجة، ويجوز له البقاء في منى لأداء أعمال يومي الحادي والثاني عشر وليلتيهما ثم يتوجه بعد ظهر يوم الثاني عشر من منى لإتمام بقية أعمال الحج.
أما الأعمال الخمسة في مكة فهي عبارة عن:
أ - طواف الحج (سابع أعمال الحج).
ب - صلاة طواف الحج (ثامن أعمال الحج).
ج - السعي بين الصفا والمروة (تاسع أعمال الحج).
د - طواف النساء (عاشر أعمال الحج).
هـ- صلاة طواف النساء (حادي عشر أعمال الحج).
وهنا ينبغي الالتفات إلى عدة أمور:
أولاً: طريقة أداء الأعمال بعد منى تماماً كما بُينت في عمرة التمتع، ولا تختلف عنها إلا في النية فقط.
ثانياً: كيفية طواف النساء وصلاته مثل طواف العمرة وصلاته تماماً ولكن يختلفان في النية فقط حيث يقول: "أطوف طواف النساء لحج التمتع قربة إلى الله تعالى". وكذلك "أصلي صلاة طواف النساء لحج التمتع قربة إلى الله تعالى" بعد تعيين نوع الحج أيضاً (حجة الإسلام أو نيابة أو غيرها).
ثالثاً: بعد أداء طواف الحج وصلاته وسعيه يصبح الطيب حلالاً على الحاج، وبعد أداء طواف النساء وصلاته تحل المرأة على الرجل وكذلك الرجل على المرأة.

12 - البيوتة في منى:
وهو العمل الثاني عشر من أعمال حج التمتع. فبعد أداء أعمال منى يوم العيد، سواء ذهب إلى مكة وأتى بأعمالها أم لم يذهب، يجب على الحاج المبيت في منى ليلة الحادي عشر وليلة الثاني عشر من ذي الحجة من غروب الشمس وحتى منتصف الليل، ويشترط فيه قصد القربة والإخلاص. وعليه فلو ذهب إلى مكة يجب عليه الرجوع قبل غروب الشمس إلى منى.
وهنا ينبغي الالتفات إلى الأمور التالية:
أ - المعذور من البقاء في منى، وكذلك من يبيت في مكة مستيقظاً ومشتغلاً بعبادة الله حتى الصباح، فلا يجب عليه المبيت في منى.
ب - من ترك المبيت لعذر يجب عليه لكل ليلة شاة، أما المشغول بالعبادة في مكة فلا كفارة عليه.

13 - رمي الجمرات الثلاث:
وهو العمل الثالث عشر من أعمال حج التمتع، حيث يجب رمي الجمرات الثلاث بسبع حصى في اليوم الحادي عشر وكذلك في اليوم الثاني عشر.
أ - وقت الرمي من طلوع الشمس وحتى الغروب.
لا يجوز الرمي في الليل (إلا لمن كان معذوراً ولم يتمكن من الرمي نهاراً) ولو ترك الرمي يوم الحادي عشر، يجب في اليوم الثاني قضاء رمي يوم الحادي عشر قبل أداء رمي يوم الثاني عشر.
ب - يجب البدء برمي الجمرة الأولى ثم رمي الوسطى وفي النهاية يرمي جمرة العقبة.
في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، يجوز للحاج أن يخرج من منى بعد الزوال (الظهر الشرعي)، ولو بقي هناك إلى الغروب يجب عليه المبيت ليلة الثالث عشر ورمي الجمرات الثلاث في اليوم الثالث عشر أيضاً وبعدها يخرج من منى.
وهكذا يكون قد انتهى من أعمال الحج.