السيد سامي خضرا
من السُّنن المؤكَّدة لبس الخاتم، وكان للأنبياء عليهم السلام خواتم لها نقوش وآداب، وعلى هذا كان الصالحون من عباد اللَّه عزَّ وجلَّ.
1- المستحب التختم بالفضة، وقيل بكراهية ما عداه، كالحديد والنحاس(1) وأما التختم بالذهب للرجال فحرام لقول رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام "لا تختَّم بالذهب، فإنه زينتك في الآخرة"(2).
2- يستحب أن يكون فصُّ الخاتم مُدوَّراً(3)، وهكذا كان خاتم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وكانت حلقته من الفضة، وفيه فصّ أسود مكتوب عليه في سطرين: محمد رسول اللَّه.
3- يجوز التختم باليمين كما باليسار، والروايات في ذلك كثيرة جداً، وبعض العلماء رضوان اللَّه عليهم يُرجِّح التختم باليمين، وهناك تفاصيل مفيدة في هذا الموضوع(4).
لكن ينبغي أن يكون واضحاً أنَّ مَنْ أراد التختم باليسار، وعلى خاتمه نقش من أسماء اللَّه تبارك وتعالى أو من كلامه المبارك، فليُحوِّله عن يُسراه عند استنجائه.
4- يلبس الخاتم في الخنصر، وليس في السبابة والوسطى فقد ورد النهي عن ذلك فإنه من عادات قوم لوط(5).
5- لا بأس بعدة خواتم يلبسها، أو يحتفظ بها ويُبدل لبسها(6).
6 - ويستحب التبليغ بالخواتيم إلى آخر الأصابع، وأن لا تجعل في أولها.
7- ورد أن من الشرك الخفي تحويل الخاتم وإدارته لطلب الحاجة ونحوه إلا إذا كان لعدِّ الركعات.
8- أما أنواع ما يُستحب التختم به من الأحجار الكريمة فسيدها العقيق على أنواعه وألوانه ثم الياقوت والزمرُّد والفيروز والجزع اليماني والحديد الصيني.
ويبدو واللَّه العالم أنَّ للأحجار الكريمة هذه آثاراً خفيَّة علينا نحن البشر، وإن تحدث عنها البعض، ويبدو أنَّ صوت الحديث عن تأثيراتها علا في السنوات الأخيرة حتى عند بعض المختصين الغربيين... وبالطبع خلطوا الحقائق بالأوهام، وعلموا شيئاً وغابت أشياء.
* العقيق:
اعلم أنه قد ورد أن العقيق هو أول جبل أقر للَّه عزَّ وجلَّ بالربوبية، وقد وردت أحاديث كثيرة في استحباب التختم به بل هو من علامات المؤمن(7) ولا ينبغي تركه ولا فرق في استحباب التختم بالعقيق سواء كان أحمر أو أصفر أو أبيض، أو غيره، وله آثار منها:
دفع الهم:
فقد ورد عن سيدنا ومولانا رسول اللَّه "تختموا بالعقيق فإنه لا يُصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه"(8).
* قضاء الحوائج:
عنها: "من تختم بالعقيق قُضيت حوائجه"(9).
* الأمن والإيمان:
عن علي عليه السلام: "مَنْ تختم بالعقيق، ختم اللَّه له بالأمن والإيمان"(10).
* الأمان في السفر:
كان رجل شكا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من قُطاع الطرق، فقال له: "هلاَّ تختَّمت بالعقيق؟ فإنه يحرس من كل سوء"(11).
* الفقر والعاقبة الحسنى:
عن الصادق عليه السلام: "مَنْ اتّخذ خاتماً فِصُّه عقيق، لم يفتقر، ولم يُقض له إلاَّ بالتي هي أحسن"(12).
* النفاق:
ورد عن مولانا الرضا عليه السلام: "العقيق ينفي الفقر، ولبس العقيق ينفي النفاق"(13).
* استجابة الدعاء:
عن الصادق عليه السلام: "يا سليمان، إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ، يُحبُّ أن تُرفع إليه في الدعاء يد فيها فِص عقيق"(14).
* دفع البلاء:
عن الصادق عليه السلام يا سليمان: "إنَّه حرز من كل بلاء"(15).
* الياقوت:
التختم بالياقوت ينفي الفقر: عن أبي الحسن عن أبيه عن جد عليه السلام قال: قال رسول اللَّه عليه السلام: "تختموا باليواقيت فإنها تنفي الفقر"(16).
* الزمرد:
روي أن التختم بالزمرد يسر لا عسر فيه(17).
* الفيروزج:
روي أنه من تختم بالفيروزج لم يفتقر كفه(18). وروي عن علي بن محمد بن الرضا عليه السلام: "لمن لا يولد له أن يتخذ خاتماً فَصُّه من فيروزج ويكتب عليه "ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين" فإنه يرزق ولداً ذكراً"(19). وروي أن اللَّه يستحيي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فَصُّه فيروزج فيردها خائبة(20).
* الجزع اليماني:
روي أنه يرد كيد مردةِ الشياطين، وأن الصلاة فيه سبعون صلاة، وأنه يسبح ويستغفر وأجره لصاحبه.
* البلور (الدُّر):
ورد أنه نِعمَ الفص، وأن من نظر إليه كمن نظر إلى وجه أمير المؤمنين علي عليه السلام وأنه حجر أرخصه اللَّه للمؤمنين.9 يكره أن يكتب في الخاتم غير اسم صاحبه واسم أبيه، وقد وردت نصوص في نقوش نقشها الأنبياء والأولياء على خواتيمهم فقد روي أنه مما نقش على خاتم النبي محمدا وخاتم أمير المؤمنين عليه السلام "واللَّه الملك"، وخاتم الإمام الحسن عليه السلام "العزة للَّه وحده" وخاتم الإمام الحسين عليه السلام: "إن اللَّه بالغ أمره" وخاتم الإمام علي بن الحسين عليه السلام: "الحمد للَّه العلي" وخاتم الإمام محمد بن علي عليه السلام: "القوّة للَّه جميعاً" وخاتم الإمام جعفر بن محمد عليه السلام "اللَّه خالق كل شيء"، وخاتم الإمام موسى بن جعفر عليه السلام: "حسبي اللَّه" وخاتم الإمام علي بن موسى الرضاد: "ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه". وخاتم الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام: "نعم القادر اللَّه"، وخاتم الإمام علي بن محمد الهاديد "اللَّه ربي وهو عصمتي من خلقه"، وخاتم الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام "سبحان من له مقاليد السموات والأرض"(21). وعن أبي عبد اللَّه من كتب على خاتمه: "ما شاء اللَّه لا قوة إلا باللَّه أستغفر اللَّه"، أمن من الفقر المدقع. وقد روي أنه كان لعلي عليه السلام أربعة خواتيم: ياقوت لنُبله، وفيروزج لنصرته، والحديد الصيني لقوته، وعقيق لحرزه، وكان نقش الياقوت "لا إله إلا اللَّه الملك الحق المبين" ونقش الفيروزج "اللَّه الملك الحق"، ونقش الحديد الصيني "العزة للَّه جميعاً" ونقش العقيق ثلاثة أسطر، "ما شاء اللَّه، لا قوة إلا باللَّه، أستغفر اللَّه"(22).10 يحرم التختم للمرأة أمام الرجال الأجانب بما يعد زينةً، نعم لا مانع بالتختم بالأحجار الكريمة في الصلاة، مع عدم وجود أجنبي .
(1) (2) (3) فروع الكافي، ج6، ص468.
(4) سلسلة آداب السلوك، ج2، ص58 إلى 61.
(5) (6) ن.م، ص97.
(7) (8) (9) وسائل الشيعة، ج3، ح5980.
(10) مكارم الأخلاق، ص87.
(12) (13) المصدر نفسه.
(14) (15) مكارم الأخلاق، ص88.
(16) (17) (18) (19) (20) (21) (22) وسائل الشيعة، ج5، ص92 102.