نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الخجل بين حدود الطبيعية والمرضية

إعداد: منال ظاهر



ينتشر الخجل أو "الرهاب الاجتماعي" انتشاراً واسعاً في معظم المجتمعات ويختلف من شخص لآخر ويؤثر تأثيراً سلبياً على جوانب عديدة من حياة صاحبه إذ يضعه أحياناً كثيرة في مواقف حرجة للغاية. "تقول رندة 25 عاماً أشعر بالخجل لمجرد الخروج مع صديقة أو اللقاء مع أشخاص أعرفهم أو حتى عند رفع سماعة الهاتف للحديث مع إنسان ما للمرة الأولى". ينظر أحمد ملياً ويبتسم قائلاً: "عندما أقف مع فتاة أشعر بخجلٍ كبير لا أستطيع وصفه حتى وإن كانت تكبرني سناً... وأستغرب تماماً الموقف الذي أنا فيه ولا أعرف سبباً له ولا أجد مبرراً لهذا الشعور...". يحمل الخجل بين طياته معاني حميدة وأخرى مرضيَّة فالخجل عندما يكون نوعاً من أنواع الحياء فهو أمر مطلوب بحسب لمياء أخصائية اجتماعية: على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والديني وهو بذلك يشير إلى التربية الصالحة وقد يتحول إلى حالة مرضية تعرف بـ"الرهاب الاجتماعي" وهو إذا ما تخطى حدوده يؤثر على شخصية الفرد وإنتاجه وقدراته على التعبير..." ويُعتبر الخجل من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم إذ تصل نسبة المصابين به بحسب الدراسات العلمية إلى حوالي 12% من المجموع العام لسكان العالم يليه أمراض القلق والاكتئاب... وتشير آخر الإحصاءات الفرنسية أن 4 أشخاص من أصل 10 يعترفون بأنهم مصابون بالرهاب الاجتماعي وأن 4% لديهم هذا المرض وتجدر الإشارة إلى أن المريض في أغلب الأحيان يكون مدركاً لحالته المتفاقمة...

* أعراضه:
تؤكد الدراسات العلمية نفسها أن للخجل أعراضاً داخلية وأخرى خارجية.
1- أعراضه الخارجية: احمرار الوجه اصفرار أو لعثمة في الكلام غصة في الحلق نبضات زائدة وسريعة في القلب شعور بالتعرق عدم القدرة على التركيز...
2- أعراضه الداخلية: شعور بألم نفسي شديد عدم الثقة بالنفس عدم القدرة على التعبير تجنب الآخرين...

* سبب الرهاب:
تعتبر نهلة محمود (أخصائية نفسية) إن مرض الرهاب أو "الخجل الاجتماعي يكون مرفقاً عادة ببعض التغييرات الكيميائية والفيزيولوجية في المخ... إذ أن "مادّة النورادرنالين" تتسبب في إسراع نبضات القلب وقد تم اكتشاف أن هذه التغييرات الكيميائية والفيزيولوجية التي تحدث للإنسان من الخجل الاجتماعي لها سببان: الأول أن الإنسان يولد ولديه استعداد معين للخجل والثاني: البيئة فإما أن تقضي على هذا الاستعداد وتكبح جماحه أو تساعد على تطوره وتعزيزه. يعتبر الشيخ محمد خاتون أن خجل الإنسان بشكل عام هو عيش الإنسان رهبة الشي‏ء المقابل وظهور تصوره الأولي على ملامح الوجه إذ لا يستطيع مواجهته...

* الخجل عند المرأة والرجل‏
يرى (علي 40 عاماً) "أن الخجل يختلف بين المرأة والرجل وهو سمة أخلاقية تحبذها الشرائع السماوية والأعراف والتقاليد لما لها من دلالة على تطويع النفس وتهذيبها...". "للخجل كما لغيره من الصفات والسمات حدَّان بحسب جعفر 30 عاماً إن زاد أو قلّ‏َ كان له أثر سلبي في السلوك، فهو إن زاد أضحى حالاً تتطلب رعاية وعناية للخروج منها وهو إن قل أسال بوجه صاحبه...". في حين يجد فادي 35 عاماً "الخجل حالة مرضية يعاني منها الرجل مع بدء حياته ويسبب له مشكلة مزمنة إن لم يبادر الأهل إلى معالجته بالتعاون مع الطبيب المختص قبل أن ينمو ويترعرع في كنفها إلى مرحلة النضج، في حين يعتبر الخجل بالنسبة للمرأة ومع إطلالتها الأولى للوسط العام حالاً مقبولة أو محبذة إلى حدود معينة ما دامت لم تتجاوز الحد المتداول على وجه العموم...".

* علاجه‏
بالتدريب على المواجهة من دون خلفيات التصارع، يجد الشيخ خاتون العلاج مع النفس، والتدرج على هذه المواجهة، إذ لا يمكن له أن يذهب فجأة ويتخلص من هذه العقدة؛ مع ملاحظة يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار وهي: أن بعض حدود الخجل التي تمثل الحياء مطلوبة في كل فرد من أفراد المجتمع. في حين ترى نهلة أن إعادة الثقة إلى النفس خطوة ضرورية للعلاج وتشجيع المريض على متابعة أعماله والحفاظ على علاقاته بالذهاب إلى دعوات عامة لأن الانقطاع يسبب الانطواء على الذات وحصر المرء داخل محيطه ومنزله.

وبحسب نهلة تكمن الحلول في:
1- اعتراف المريض بحالته دون خجل وهذا الاعتراف يساعده في البداية والنهاية للتخلص من الرهاب.
2- أن يعوِّد نفسه على طقوس دينية تسهل عليه الخروج من أزمته كأداء صلاة محددة ضد الخوف...
3- اللجوء إلى العيادات المختصة لإجراء العلاج النفسي المعرفي السلوكي وتختم نهلة: "مع تفكيك المشكلة ووضع نقاطها الأساسية يستطيع المريض تخطي مرحلة الخوف تدريجياً ويعيش حياة طبيعية سليمة".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع