ديما جمعة فواز
السلام عليكم، اسمي روان وعمري 17 سنة. أنا فتاة عاديّة وحياتي تسير بشكل روتيني. ولكن مشكلتي أنّني حسّاسة جداً. ولديّ أخ أكبر مني يمزح دوماً بأسلوب تهكّمي مع جميع أفراد الأسرة، ومعي أنا بالتحديد، فيقلّد تصرفاتي ما يثير حنقي فأتشاجر معه وحين يعلو صوتنا يتدخل أبي دوماً بقوله إنني حساسة زيادة عن اللزوم وإنه ينبغي أن لا تستفزّني تعليقاته.. ولكنه يتحيّن الظروف التي تكون فيها الأسرة مجتمعة ليسخر مني فأفقد أعصابي وأصرخ عليه وبالتالي يغضب أبي مني، وتنهرني أمي. ومشكلتي هذه ترافقني إلى المدرسة، فإذا وجّهت لي المعلمة ملاحظة بسيطة أبدأ بالبكاء، وإذا تشاجرت مع زميلتي وقالت لي كلاماً قاسياً لا أنسى بسرعة، وأبقى حزينة لفترة طويلة. أتمنّى لو أنني أتقبّل آراء الآخرين بسهولة ولا تترك انطباعاتهم أثراً سيئاً إلى هذا الحدّ في قلبي.. وبصراحة، أصبحت أكره حساسيّتي التي تجعلني ضعيفة إلى هذا الحد.
* خطوات الحل:
الأخت العزيزة روان، تحيّة طيّبة لك ونشكر ثقتك بنا ومشاركتنا مشكلتك. نتعرّض في حياتنا إلى كثير من المواقف التي تؤذينا ولكنّها تعلّمنا كيف نكون أقوى وتطوّر أسلوب تعاملنا مع مَنْ سوانا وتجعلنا نفهم الحياة بأسلوب أفضل. ولعلّك بدأت حقاً بالعلاج بمجرد أن شخّصت مشكلتك، لذلك ننصحك بأن:
1 - تنمّي ثقتك بنفسك ولا تعتبري آراء الآخرين حكماً عليك إنما هي مجرد وجهات نظر.
2 - تتعلّمي كيفيّة عدم الاكتراث في حال سخر منك أي أحد. للأسف فإن هناك من يستمتع برؤية انفعالات غيره وغضبه.
3 - تتحيّني الفرصة التي يكون فيها أخوكِ هادئاً وتتحدّثي معه وتخبريه عن مشاعرك وانزعاجك من أسلوبه الساخر.
4 - تتأكّدي من أنّ تعاطيك بإيجابيّة مع من حولك سيُثمر صلاحاً في أمور حياتك.
5 - تتحدّثي مع أحد والديك، في حال لم ينفع الأمر مع أخيك، وتخبريه أنك تعملين على كيفيّة التحكم بمشاعرك، وتتمنّي عليه مساعدتك.
6 - تنتبهي إلى أسلوب حواراتك الذاتية، لأنه في حال كانت سلبيّة فهي تحطّم طاقتك الإيجابية. وعلى العكس، إن كانت إيجابية فهي تنمّي ثقتك بذاتك.
7 - تتعلّمي كيفية التعبير عن النفس بالكلام وليس بالبكاء أو الانفعال، ولا تدعي المشاعر السلبيّة تتراكم داخلك فتنفجر في وجه أول من يقول كلمة تزعجك.
8 - تتذكّري يا صديقتي أن الناس بشكل عام مشغولة بهمومها. وفي حال وجّه لك أحدهم كلمة قاسية فإنه سينساها بعد بضع دقائق، بينما أنت تستمرين بتذكّرها والتألّم بصمت، وحدك.