فاطمة كريم
تعتبر امتحانات الشهادات الرسمية من أهم المراحل الدراسيّة التي يمرّ بها الطالب، حيث تُحدّد نتيجتها مسيره الأكاديمي للسنوات القادمة. وهي تشكّل مصدراً للقلق والرّهبة عند الطالب والأهل على حدٍ سواء. ومع اقتراب موعدها، تبدأ مرحلة الاستنفار من كلا الطرفين، ولكن بعضهم قد يبالغ في القلق والهلع، ويتعامل بشكل خاطئ مع هذه المرحلة، وتكون نتيجة خوفه خسارة في الوقت والجهد. وحتى لا يكون هذا حال أبنائنا، فإننا نقدّم إليكم بعض النصائح والوصايا للتّعامل السّليم مع مرحلة ما قبل الامتحانات الرسمية، للخروج منها بأقصى فائدة مرجوّة.
* أولاً: نصائح للأهل
أ- زيادة ثقة الطالب بنفسه
من أهمّ الأمور التي يجب العمل عليها في هذه المرحلة هو زيادة ثقة الطالب بنفسه وتحفيزه، وذلك لزيادة دافعيّته للمذاكرة. فبدلاً من اقتباس دور الشرطي الذي يُراقب ويصدر الأوامر، ينبغي للأهل تفهّم حساسية الموقف الذي يمرّ به الابن، فيحاولون الاستفسار عن سير دراسته بهدوء وبدون تأنيب مستمر. وفي حال وجود مشكلة ما، يُقدّمون المساعدة بكل محبَّة وهدوء.
ب- توفير الأجواء الملائمة
من الأمور المهمة أيضاً، توفير جو من الهدوء والراحة في المنزل، والابتعاد عن المشاكل والصوت المرتفع؛ لما لذلك من تأثير سلبي على نفسيّة الطالب وقدرته على التّركيز.
ج- الاهتمام بالتغذية
للغذاء السّليم دور مهم في نشاط الطّالب الذهني في جميع الأوقات، وبشكل خاص في وقت الامتحانات. لذا، ينبغي للأهل الاهتمام بهذه المسألة جيّداً، وذلك من خلال تقديم الأكلات الغنيّة بالفيتامينات والسكريّات المحفّزة واللّازمة للعمليات الذهنيّة، والابتعاد عن الدهون والمأكولات الثّقيلة التي تولّد الخمول والكسل. وكذلك العمل على تقديم وجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسة، يمكن أن تكون بضع قطع من البسكويت أو حفنة من المكسّرات. والإكثار من السوائل (الماء والعصائر الطبيعية)، وتجنب المنبهات.
ثانياً: نصائح للطلاب
أ- اختيار المكان المناسب للدراسة
المكان المناسب من حيث الإضاءة والتهوئة، والابتعاد عن الضّجة والملهيات. واجلس بطريقة صحيحة ومريحة. تجنب الاستلقاء على السّرير، لأنه لا يُعتبر وضعية مساعدة في الدرس؛ أضف إلى ذلك ضرره الصحّي على الطالب.
ب- تقسيم الوقت
لكلّ شخص طريقة خاصّة بتقسيم وتنظيم وقته، ولكن من المستحسن إعداد برنامج تُوزّع عليه جميع المواد الدّراسية والوقت الملائم لتحضيرها. على سبيل المثال: تخصيص الوقت الممتد من الصبح إلى الظهر للمواد النظرية (الحفظ)، وبعد الظهر للمواد التطبيقية (العملية)، وُيفضّل توزيع المواد من الأسهل إلى الأصعب. أما المراجعة فأفضل أوقاتها عندما يكون الشّخص في أوج نشاطه (بحسب كل فرد). وينبغي عدم إغفال وقت الاستراحة بين الحين والآخر (الأكل، الصلاة، ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة).
جـ- تنظيم أوقات النوم
يؤدي السهر الكثير للتعب، وفقدان القدرة على التركيز. والنّوم ضروري لراحة الدماغ واستعادة نشاطه. كما أكّد العلم الحديث أن خلايا الجسم تصاب باسترخاء طبيعي خلال الليل وفقاً لدورة الحياة، وعليه، فإنّ أجهزة الجسم تعمل في الليل بطاقة أضعف، والنوم الطبيعي ليلاً يمنح قوة التركيز والنشاط التلقائي خلال اليوم.
* ليلة الامتحان
لا بد من النوم باكراً ليلة الامتحان، بعد تحضير المواد المطلوبة لأجله (آلة حاسبة، أقلام، علبة هندسة، بطاقة الترشيح، إخراج القيد..)، ومحاولة الاسترخاء والتخفيف من التوتر بترديد بعض الأذكار والأدعية.
وأخيراً، عزيزي الطالب:
فكّر دائماً بالنجاح، فالامتحان لن يكون إلا مما درست، وما فهمت جيداً، ولا تتأثّر كثيراً بآراء رفاقك. ركّز في أسئلة الامتحان، ولا تشتت أفكارك بمعلومات أخرى. ابتعد عن الغش، فإنه سيؤدي بك لمزيد من التوتر. عند التوتر، حاول إغماض عينيك، وخذ نفساً عميقاً، واذكر الله تعالى، ثم تابع عملك..