نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مصباح الولاية: الامتحان الإلهي


المسؤولية وسيلة لبناء النفس والتقرب إلى مدار العظمة الربانية مثلما هي امتحان لصدق العقيدة يؤدي النجاح فيه إلى السمو والكرامة.
وتستمد بركة ثوابها من خدمة الإسلام والمسلمين التي هي من أعظم النعم إذا كانت لله وباللَّه لا شريك له.


جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أن رجلاً قال له: إنني أرى الفقر أفضل من الغنى والمرض أفضل ن العافية، والبلاء أفضل من (السلامة) قال الصادق - عليه السلام: نحن أهل البيت لسنا هكذا.
قال الرجل: فكيف أنتم يا ولي اللَّه؟

قال الإمام عليه السلام: نحن نريد ما أراد الله.
وما أراده اللَّه - سبحانه - هو الصدع بدينه القويم في الناس قولاً وفعلاً طلباً لمرضاته وفراراً من سخطه.
وما من نعمةٍ ولا بلاء إلا وسيلة لتربية النفس والارتقاء بها من ضعة الباطل إلى رفعة الحق.

فاسعوا أيها المؤمنون الواعون أن تجعلوا ما آتاكم اللَّه من ثروة ومكانة وسيلة للخروج من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة.
ولا تزلنّ بكم النعماء أو البأساء من ذروة التمسك بالرب العزيز الحكيم إلى هوة البعد عنه.
ولا تؤتي المكانة أو القيادة أكلها إلا إذا قرنتموها بخفض أجنحتكم للناس من الرحمة بهم والعطف عليهم والإحسان إليهم من غير منّ ولا أذى.
وهذا لا يتيسر لكم إلا إذا أحببتم لهم ما تحبون لأنفسكم.
وما تبلغون هذا الحب حتى تخرجوا حب الدنيا من أعماق قلوبكم، وتنيروها بحب اللَّه - تعالى - الذي لا يتأتى إلا باستدامة اليقظة والفرار من الشبهة والإقبال على الخير ومؤاخاة الصالحين والتنافس في قضاء الحاجات لله , وبالله.
وإياكم والفراغ، فإنه مفسدة للدين والدنيا.

وعليكم بالصبر والصلاة، فإنهما الدليل إلى معرفة اللَّه الغالية ومحبته المنقذة فبهما تألف الجوارح حضوره الدائم، فتستحي منه وتخشاه حتى تتجافى عن مقارنة النية الخاطئة فضلاً عن الفعل.
وبذلك تنال درجة الرب، وتصبح جديراً بالعبودية لله التي تعني السيادة المطلقة على كل شيءٍ والانعتاق من كل شيء.
وذاك أقصى ما يتوق إليه الصالحون، فهو كرامة في الدنيا، وسعادة في الآخرة، ورضوان من اللَّه أكبر.

ومن هؤلاء الصالحين النجاشي رضي الله عنه الذي قال للصادق عليه السلام: "بليت بولاية الأهواز"، لأنه كان يرى الحكم تكليفاً لا تشريفاً، ولهذا جاء قول الإمام عليه السلام: "ذكرت أنك بليت بولاية الأهواز، فسرني ذلك وساءني.
وسأخبرك بما ساءني من ذلك وما سرني إن شاء اللَّه - تعالى.
أما سروري بولايتك، فقلت: عسى أن يغيث اللَّه بك ملهوفاً خائفاً من أولياء آل محمد صلى الله فرجه الشريف ويعزَّ بك ذليلهم، ويكسو بك عاريهم، ويقوي بك ضعيفهم، ويطفئ بك نار المخالفين عنهم.
وأما الذي ساءني من ذلك، فإني أدنى ما أخاف عليك أن تعثر بولي لنا فلا تشم رائحة حظيرة القدس".
ولا يحتاج جواب الإمام عليه السلام إلى أنه بيان مبين عن فداحة النهوض بالحكم وما يؤدي إليه من ربح وخسران.
فما أجدر من ابتلاه اللَّه به بالإقبال على أدائه بروحه وراحته ضارعاً إلى اللَّه - تعالى - أن يخرجه من دائرة الاختبار سالماً من الإثم غانماً من البر!.
وبعداً لمن حملته نفسه على طلب الحكم من غير جدارةً به، أو رضي به، وهو يعلم أن في كنفه من هو أكفأ منه.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع