ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم، اسمي نرجس، عمري 17 عاماً، وزني حوالي 90 كيلو، أعاني منذ طفولتي من
سُمنة زائدة ما يسبّب لي الكثير من المواقف المحرجة. لم أستطع يوماً الاستمتاع
بحصّة الرياضة المدرسية كبقيّة صديقاتي، فهي ترهقني وتسبّب لي صعوبةً في التنفّس
وضيقاً في الصدر وسخرية من بقية الرفيقات. وكنت ولا زلت أتأمّل أخواتي وبنات جيلي
بكثير من الألم والغَيرة. أغار من حركتهنّ السريعة ومشيهنّ المتّزن وثقتهنّ
بأنفسهنّ. وقد حاولت أمّي خلال الأعوام الماضية أن تأخذني إلى اختصاصيي تغذية
ولكنّني لم أكمل العلاج مع أيّ منهم، فقد كانوا يحدّدون لي عدد الوجبات والسعرات
الحراريّة ما كان يصعب عليّ الالتزام به. جربت العديد من أنظمة الحمية ولكن مشكلتي
الأساسيّة أنّني أحبّ تناول الطعام وأستمتع به. تقول أمي: "إنني منذ صغري أحبّ
الأكل، وإنّني كنت أخبّئ الطعام تحت وسادتي كي أستمتع بوجبات ليليّة دون علمها".
ماذا أفعل؟ كيف أتخلّص من هوسي بالطعام؟ والأهمّ من ذلك،
كيف أخفّف وزني؟
وعليكم السلام ورحمة الله، الصديقة نرجس، عليكِ أن تتأكّدي أنّ حب الطعام ليس جريمة
أو نقيصة تحاسَبين عليها؛ بل ينبغي فقط أن تحاولي اتّباع الخطوات التالية لتنظّمي
علاقتك بوجبات الطعام:
1- نظّمي وجباتك: وابدئي يومك بقرار أساسي واسعي لتنفيذه، وهو أنّ
الطعام وسيلة ليمدّك بالطاقة وليس هدفاً، وعليه، فإنّ تناول 3 وجبات رئيسة يُعتبر
كافياً بالنسبة إليك.
2- يمكنك خلال اليوم أن تمرّري وجبات خفيفة
بين الوجبات الرئيسة على أن تكون فاكهة أو طبقاً من الخضار.
3- ابتعدي عن الطعام الانفعالي، فحين تشعرين
بالحزن أو التعب، اسألي نفسك قبل تناول أيّ وجبة طعام، هل أنتِ جائعة حقاً أو أنّك
فقط تشعرين بالملل؟
4- اكتبي يوميّاتك ودوّني جميع ما تناولتِ من
الطعام حتّى تستطيعي تحديد مكامن الخلل في نظامك الغذائيّ. فإذا شربتِ المشروبات
الغازيّة اكتفي بكوب واحد بدلاً من ثلاثة ولا تُكثري من السكريّات الضارّة.
5- حاولي تمضية الوقت بأسلوب مفيد، أو قومي
بأنشطة ذهنية تشغلك عن تناول الطعام.
6- نظّمي مواعيد النوم، فهذا يساعد بشكل جيد
على ضبط الوزن لأنه يتحكّم في هرمونَيّ الشهية: "اللّبتن" و"الغريلن".
7- أكثري من شرب الماء، فهو يساعدك على الشعور
بالشبع، وإنّ شرب كوبين من الماء قبل كلّ وجبة بنصف ساعة هو طريقة بسيطة تساعدك على
التخفيف من الإفراط في تناول الطعام.
8- وأخيراً، لا تدعي هذه المشكلة تؤثّر سلباً
على نظرتك لنفسك أو تكدّر علاقتك بالآخرين، فالمشاعر السلبية ترتدّ عليك حتماً
بمزيد من الأسى والألم.