مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تربية الطفل‏: كربلاء..عاشوراء


حوار مع سماحة الشيخ نعيم قاسم‏
حوار: سكنة حجازي‏



﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (التحريم: 6)
أمي! أبي!
كربلاء! عاشوراء
متى؟ وأين؟
هل انتهت عاشوراء فأنا لم أعد أسمعكم تذكرونها؟ ثم لِمَ لا تذكرونها إلا بالبكاء؟ ماذا كان يفعل الأطفال في كربلاء؟ وما ذنبهم حتى قتلهم الأعداء كالطفل الرضيع، والحسن المثنّى وغيرهم.. قال الإمام الحسين عليه السلام عندما قتل طفله الرضيع وهو في حضنه: "هوّن ما نزل بي أنه بعين اللَّه، اللهم لا يكون أهون عليك من فصيل ناقة صالح!".

كربلاء بحاجة، وفي كل عصر، إلى معلمين ومرشدين لغرس مفاهيمها التربوية وأبعادها الروحية وتوضيح أهدافها التعليمية للأجيال لكي تبقى حيّة في النفوس ويبقى العمل بها حتى يتحقق العدل الإلهي في أرجاء المعمور. من هذا المنطلق نجري حواراً مع معلِّمٍ لنهج الحسين عليه السلام ومدرّس لأبعاد الثورة الحسينية سبر أغوارها قولاً وعملاً، مع نائب أمين عام حزب اللَّه سماحة الشيخ نعيم قاسم:


س: حمل الإمام الحسين عليه السلام معه إلى كربلاء إضافة إلى النساء، الأطفال، وهو يعلم مصيره ومصيرهم من القتل والسبي والتشريد، فما الهدف الذي ترونه في ذلك؟
ج: كان يراد لكربلاء أن تمثّل المجتمع الإسلامي المترابط مع الإمام المعصوم، بحيث تتواجد في هذا المجتمع كل النماذج، سواء اتمثلت بالنساء أم بالأطفال أو الشباب أو الشيوخ لكي تعبّر حركة الإمام الحسين عليه السلام عن حركة متكاملة في داخل الأمة. فالإمام لا يريد أن يعطي بعداً عائلياً أو شخصياً لأي تطور من تطورات حركته، وحتى لا تفسر بعض المواقف التي يتخذها وكأنها ردّة فعل على ضغوطات الحاكم على العائلة. إذاً حصر القضية في اتجاه واحد، وهو الذي حدّد "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي"، وهذا الاتجاه مع وجود الجميع في كربلاء يبقى هو البارز وهو الأساس، لذا فإن كتّاب السيرة قد أجمعوا، إضافة إلى الأعداء، على أن وصول الإمام إلى مرحلة الشهادة كان من أجل الوقوف بوجه الظالم دفاعاً عن الإسلام وعن وجهة نظر لها علاقة بإصلاح الأمة ولم يسجّل التاريخ سبباً انتقامياً أو عائلياً... وحضور العائلة له تعبيران: أولاً المشاركة في حمل هم الأمة. وثانياً: توجيه الأفراد للتعبير عن الهدف من دون خلطه مع أهداف أخرى.

س: رأينا في كربلاء كل مراحل الطفولة: جنيناً، رضيعاً طفلاً، فتىً... حتى الشاب هل نستطيع أن نعتبر أن لكل واحد بعداً وأثراً خاصاً؟ وما هي الأبعاد الروحية النفسية والفكرية لهم؟
ج: لا شك من وجود اختلاف في مستويات إنعكاس الحدث وأثره على المراحل العمرية عند الأطفال. فالجانب الأول المشترك عند الجميع هو ما له علاقة بالمأساة والأثر العاطفي وردود الفعل في مواجهة الأعداء. فالشعور بالظلم لحجم المأساة التي حصلت أمام أنظارهم واحد عند الجميع وهم يعيشون نفس الألم والمرارة مما قام به جيش الأمويين. أما الجانب الثاني فهو في التفاعل مع تفاصيل الحدث فهو متفاوت ومختلف باختلاف المراحل، فالطفل الرضيع لا يعي ما حوله سوى ما يمسه بشكل مباشر من الجوع والعطش وحنّو الأم وبكائها، فيما نرى الشاب مثل علي الأكبر عليه السلام الذي يتفاعل مع الحدث، إضافة إلى الشعور المشترك، فهو يعيش حالة من المعنويات العملية لدرجة التصميم على المواجهة ليكون سنداً لوالده وهو القائل له: "أولسنا على الحق، إذاً لا نبالي أن نموت محقّين" كتعبير عن العنفوان والاستعداد الموجود عند الشباب لمواجهة الظلم.

وإذا أخذنا ما بين الأمرين سنجد الطفولة المتمثلة بالقاسم، الذي هو عمر وسطي، في حالة معنوية عالية لدرجة الدفاع مع أجواء عاطفية بالغة التأثير في حواره مع الإمام الحسين عليه السلام ومع النساء من حوله. وهكذا الأطفال الآخرون حيث كانوا في حالة اندهاش ومرارة، فرقيَّة عبرت عن حزنها وألمها بأسئلة كثيرة وشعرت بالظلم لدرجة اللحاق بوالدها، للتخلص من هذا الظلم. وهذا تابع، أيضاً، لمستوى الاستيعاب وإدراك الأمور والمفاهيم التي تحيط بهم.

س: هل يتقبل الطفل فكرة الموت؟ وكيف يمكن أن يدرك مفهوم الشهادة؟
ج: عنوان الشهادة بالنسبة للأطفال هو عنوان تعبوي وتربوي ضروري، من وجهة نظري، فليس صحيحاً أن ننأى بالأطفال عن فكرة الموت والشهادة، إنما السؤال حول كيفية تقديم هذه الصورة فقد تكون عبر كربلاء كتعبير عن مواجهة الظلم والانحراف والإقبال على محبة اللَّه والالتزام بأمر الإمام بحيث تصبح الشهادة أمراً محبوباً ومطلوباً بل محل اعتزاز بدل الاستنكار، وهذا ما يحصل مع أبناء الشهداء بحيث تحيط بهم أجواء مُفتخِرة بالشهيد ومُشجّعة، عندها يتفاعل مع الشهادة ويتحمل ألم الفراق للأب مقابل المركز والأجر الكبير الذي حصل عليه والده في الآخرة والمكانة والدور في المجتمع. هنا نكون قد أوجدنا حالة من التوازن بين التربية الروحية والحرمان العاطفي، وهذا التعويد مطلوب بحدوده المنسجمة مع قابلية الولد ووعيه.

س: نقل المؤرخون كلمات ومواقف لأطفال كربلاء تنم عن وعي فكري وفهم لا نجده حتى عند كبارنا هذا اليوم، كيف يمكن أن نجعل وعي أطفالنا بمستوى وعي أطفال كربلاء؟
ج: ما لاحظناه من الوعي عند أطفال كربلاء له علاقة بالطريقة التي اعتمدها الإمام الحسين عليه السلام ومن معه في توجيههم وشحنهم بمجموعة من المعلومات والأفكار والقناعات التي كانت مصاحبة لكربلاء مما يعني أنهم لم يغفلوا دور الطفولة في عملية الوعي والمشاركة عن إدراكٍ للآفاق الحاصلة. وهذا يُعلّمنا التعاطي مع أطفالنا في المحطات المختلفة بتوضيح الأمور وإفهامهم لما يجري فنعطيهم كمّاً من المعلومات التي تساعد في تنمية ثقافتهم وقدرتهم ورؤيتهم للواقع القائم، فلا نتعاطى مع الطفل وكأنه شخص لا يفهم أو أن القضية أكبر من مستواه.

بل يمكن أن نعطيه في كل حدث بمقدار ما يتحمل. مثلاً: المقاومة الإسلامية لإسرائيل، فلا نصد الطفل عندما يسأل بل نوضح له بأن إسرائيل هاجمت واغتصبت الأرض، وطردت أهلها، والمقاومة إنما تعمل هذا لارتباطها باللَّه تعالى وأنّ هذا جزء من تكليفها الشرعي من أجل تحرير الأرض، والنتائج التي تجري قد تكون مؤلمة لكن نتيجتها جيدة، وذلك حتى لا تأخذ إسرائيل كل شي‏ء، فنكون بذلك قد أوصلنا إلى الطفل كمّاً من المعلومات التي تجعله يدرك بشكل أفضل أسباب المعركة وأهدافها، فنؤسس البنية المعلوماتية والتربوية للطفل من أجل أن يواكب معنا التطورات، وكي يواكب الحد الأقصى الممكن، حسب عمره، بالمعلومات وبالتفاصيل لأنه كلما عرف أكثر كلما تفاعل وكان جزءاً من المعركة التي نخوضها.

س: في وصية الإمام الحسين عليه للسيدة زينب عليها السلام: إذهبي واحفظي لي العيال والأولاد، لماذا السيدة زينب عليها السلام؟
ج: السيدة زينب عليها السلام هي الشخصية النسائية الأبرز بين النساء المتواجدات في كربلاء، وكانت تتميز بوعي ودراية وحكمة. وهي التي أخذت الدور الأبرز بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته عليهم السلام، وبالتالي كانت تُمثِّل استمرارية المسيرة والوجه الذي يساهم في مرحلة من المراحل بإدارة نتائج كربلاء واستثمارها، من هنا عندما كلّفها الإمام الحسين عليه السلام رعاية العيال والأطفال فهو تحدّث معها كشخص قيادي له دور يتجاوز الدور التنفيذي الذي يرتبط بالأم أو بالأخت أو الابن... فهي تشكل الراعي والحاضن لمجمل التحركات والأهداف التي لا بد من تحقيقها بعد كربلاء، وهؤلاء العيال والأطفال يحتاجون هذا التوجيه كي لا يقعوا في أزمة المأساة وكي لا تتبعثر جهودهم وكي لا يخسروا النتائج المتوقعة ما بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام.

س: كيف نوجه نسائنا ليكن كزينب عليها السلام في حملها لهذه الرسالة التربوية العظيمة؟
ج: إن توجيه أخواتنا ونسائنا ليكنّ كزينب عليها السلام مرتبط بتعبئة وتوجيه المرأة المسلمة والشابة المسلمة بشكل عام بأهداف الإسلام الرسالية، فالسيدة زينب عليها السلام كانت تعبّر عن هذه الأهداف وبالتالي كلما زدنا من الوعي في فهم أهداف وأحكام الإسلام ودور المرأة على مستوى الأمة، كلما استطعنا أن نحصل على مستوى أرفع لدى الأخوات اللواتي يشاركن في المسار الجماعي وفي حماية مسار الأمة.

هذا من ناحية المعرفة، وهناك ناحية سلوكية لها علاقة بالتربية والعبادات والأداء الروحي الذي يساهم في بلورة الشخصية على المستوى الخاص وعلى مستوى تطبيق هذه التعاليم. ونحن بحاجة لإيجاد الربط الدقيق بين المعرفة والسلوك، فكم لاحظنا أن عدداً من النساء يملكن معرفة جيدة لكن لا يتميزن بسلوك فاعل، وكما أن بعضهن يملكن سلوكاً معقولاً وجيداً لكنهن عاجزات عن إيصال ما يردن إلى أطفالهن أو إلى الآخرين. من هنا يجب أن يكون هناك توازن حقيقي في الاهتمام بالتعليم والانعكاس المعرفي على الشخصية وكذلك تزكية النفس العبادية، واللَّه تعالى قال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فربط بين التلاوة والتزكية والمعرفة ليكون هناك جو من التكامل وهذا كان موجوداً عند السيدة زينب عليها السلام. وكلما زدنا من التفاعل في إطار المعرفة والتزكية كلما استطاعت المرأة أن تأخذ الدور الأفضل وأن تقوم بالواجب بشكل أكثر اتقاناً.

س: شكلت ليلة العاشر من محرم لحظات التعبئة الروحية الأخيرة لأهل البيت والأصحاب؟ فما مدى انعكاس ذلك على الأطفال؟ وكيف نعكسه على أطفالنا؟
ج: يجب أن نلتفت إلى أن الأطفال محل التقاط سلوكي ومعرفي لما يجري حولهم فليست التربية بالتوجيه المباشر، وإنما لا بد من سلوك عام يشكِّل مناخاً تربوياً طبيعياً يلتقط منه الأطفال ويتأثرون به. فعندما يرى الأطفال حالة العبادة والطاعة التي كان يمارسها كل من الشاب والرجل والقائد والمرأة كلٌّ في موقعه ومكانه وهم يراقبون فلا شك من أنها ستترك انطباعات وانعكاسات بالغة، هذا إذا لم يشاركوا فعلاً في هذه الحركة العبادية التي كانت في كربلاء. من هنا نستفيد من أنّ العبادة لا تتوقف حتى في أشد الظروف وأحرجها بل تصبح مطلباً آنذاك. وعندما يرى الأطفال الحالة العبادية من الصلاة والالتزام بأوقاتها وتلاوة القرآن مع الانعكاس في الأداء الأخلاقي، مع التوجيه المباشر ضمن برامج محددة عندها نقول إننا نؤسس مجموعة تحمل قابليات جيدة من المفاهيم الإسلامية الصحيحة.

س: تعرّض الأطفال في كربلاء لمواقف ومشاهد بارزة: حصار في كربلاء، استشهاد الإمام والأهل والأصحاب وفصل الرؤوس عن الأجساد، حرق الخيم، صراخ وعويل النساء بالإضافة إلى الجوع والعطش والسبي والذي انتهى باستشهاد السيدة رقيّة... فما أثر كل ذلك على أطفال كربلاء؟ وكيف نفسر ذلك لأطفال اليوم؟
ج: إنّ تكوين الطفل يساعده على التفاعل والتأثر بشكل كبير خصوصاً في التقاط المعرفة، وعندما ننظر إلى كربلاء وما جرى فيها نراها قد امتلأت بمجموعة من المآسي البارزة الاستثنائية (الآنفة الذكر في السؤال) أمام مرأى الأطفال، وهي أحداث قاهرة ومؤلمة فإذا كان الطفل يتفاعل مع الأحداث اليومية العادية فكيف بأحداث من هذا المستوى وذكرنا أن ما يتعرّض له الطفل يصقل شخصيته ويساعد في تكوينها على أن نحسن إيصالها بالطريقة الصحيحة حتى لا تتحول إلى عقدة في شخصيته. فنحن لم يُنقل لنا عن كربلاء تعقيدات عن حالة الأسرة بعد تلك الفاجعة.

وإنما نقل لنا مناقشات وحوارات واستنكارات على الآخرين لكن باستيعاب ما جرى؛ مما يعني أن طريقة الأداء التفصيلية في كربلاء من قبل السيدة زينب ومن معها كانت طريقة مساعدة كي لا تتحول المأساة إلى صدمة تُعقِّد حياة الأطفال أو تجعلها في دائرة معطلة من التفاعل مع الحياة. وهكذا يفترض أن نكون مع أطفالنا أي أن ننقل لهم المأساة مهما كانت الصعوبات ومهما كانت الظروف معقدَّة حتى يكون متفاعلاً وبشكل متوازن ومعقول. كيف لو كنا نسكن في منزل وسقط السقف بسبب القصف وقُطّع إرباً إرباً كما يحصل مع الفلسطينيين اليوم وجنوب لبنان سابقاً، فتوضيح الصورة بأن هذا الأمر ما لا نستطيع دفعه وهو أمر اللَّه تعالى وفيه أجر كبير بوجود الصبر والتحمل لأن هؤلاء معتدون وظلمة وعلينا أن نفكر كيف نعاقبهم في المستقبل فنكون قد أوجدنا مجموعة من المفاهيم والأساليب التربوية التي تجعل شخصية الطفل متوازنة. والنقطة المحورية هي الربط مع اللَّه تعالى.

س: هناك طرح لمجالس عزاء خاصة بالأطفال، فهل المطلوب البكاء أمام الأطفال؟ وإبكاؤهم؟ وما أثر ذلك؟
ج: البكاء تعبير عن الألم والتفاعل الشعوري مع الحدث الذي جرى وهذا أمر تكويني في الإنسان وبدل أن نجعل الطفل لا مبالياً في الأمور الصعبة؛ فيتحول التعبير إلى الجانب الشخصي فيبكي لأجل الأمور الخاصة الصغيرة (من خسارة ألعابه أو بعض مقتنياته) نكون في تعويده البكاء على الإمام الحسين عليه السلام قد رفعنا من مستوى تفاعله العاطفي إلى أن يأخذ بعداً واهتماماً إضافيين لا يتعلقان بالمصلحة الشخصية، ونكون قد ربطناه بقضية وبموضوع يخرج إلى دائرة الاهتمام بالأمة والاهتمام العام والارتباط بالقدوة والعلاقة مع القائد وربطه بالمسيرة المتكاملة منذ بدأت مع النبي محمد صلى الله عليه وآله مروراً بالأئمة عليهم السلام، فيملك القدرة على التحكم بمشاعره فيذرف الدمع على القضية التي يقرر والتي يتفاعل معها. وعندما تتولد العاطفة أكثر مع هذا البكاء تتولد المحبوبية للإمام الحسين عليه السلام والتي إذا تأججت في وجدان الطفل فإنها تربطه بوشائج مؤثرة في استمرارية التفاعل مع صاحب الذكرى ومع أهداف الذكرى.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع