روح الله الموسوي الخميني قدس سره
نظراً لأهمية الوصية التي كانت عصارة تجربة أعظم رجل عرفه القرن ونظراً لإمكانية تدريسها، سوف نقوم بتبويبها تباعاً حتى يسهل فهم المقاصد.
* وصيتي للشعوب المسلمة لا تتبعوا الشرق والغرب:
إني هنا أوصي الشعوب الشريفة المظلومة والشعب الإيراني العزيز الذين منَّ الله عليهم بهذا الصراط المستقيم الإلهي، صراط عدم الارتباط بالشرق الملحد ولا بالغرب الظالم الكافر أن يظلّوا أوفياء لهذا النهج بكل صلابة واستقامة والتزام وثبات. وإن لا يغفلوا لحظة عن شكر هذه النعمة.
* لا تنخدعوا بعملاء الداخل والخارج:
ولا سمحوا للأيادي القذرة لعملاء القوى الكبرى سواء عملاء الخارج أو عملاء الداخل الذين هم أسوأ من عملاء الخارج أن يحدثوا أي تزلزل في نيّتهم الطاهرة وإرادتهم الحديدية.
* لا تخافوا من وسائل الإعلام الاستخبارية:
وليعلموا أنه كلما ازداد ضجيج وسائل إعلام العالم والقوى الشيطانية في الغرب والشرق فإنّ ذلك دليل قدرتهم الإلهية وسيجزيهم الله تعالى على أعمالهم في هذا العالم وفي العوالم الأخرى إنه ولي النعم وبيده ملكوت كل شيء.
اتبعوا أئمة الهدى في كل أبعاد الحياة:
واطلب بمنتهى الجد والخضوع من الشعوب المسلمة أن يتبعوا الأئمة الأطهار عظماء أدلاّء عالم البشرية ويلتزموا بثقافتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية بالروح والقلب وبذل الأرواح والتضحية بالأعزاء.
* ولا تتركوا الفقه التقليدي:
ومن جملة ذلك الفقه التقليدي فلا ينحرفوا عنه ذرة فهو إيضاح لمدرسة الرسالة والإمامة وضامن لرشد الشعوب وعظمتها سواء في ذلك الأحكام الأولية أم الأحكام الثانوية فهما مدرسة الفقه الإسلامي ولا يصغوا إلى الموسوسين الخنَّاسين المعاندين للحق والدين... وليعلموا أن أي خطوة انحراف تشكّل مقدمة لسقوط الدين والأحكام الإسلامية وحكومة العدل الإلهي.
* ولا تعطلوا صلاة الجمعة والجماعة:
ومن جملة ذلك أن لا يغفلوا عن صلاة الجمعة والجماعة التي هي مظهر البعد السياسي للصلاة، فصلاة الجمعة من أعظم عنايات الحق تعالى على الجمهورية الإسلامية في إيران.
* أقيموا مجالس العزاء:
ومن جملة ذلك أن لا يغفلوا أبداً عن مراسم عزاء الأئمّة الأطهار وخصوصاً سيد المظلومين ورائد القصداء أبا عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات أنبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة.
* إن ملحمة عاشوراء صراخ الشعوب بوجه المستكبرين:
وليعلموا أن كل أوامر الأئمة عليهم السلام في مجال إحياء ملحمة الإسلام التاريخية هذه وأن كل اللعن لظالمي آل البيت والتنديد بهم ليس إلا صرخة الشعوب في وجه الحكَّام الظالمين عبر التاريخ إلى الأبد... وتعلمون أن لعن بني أمية - لعنة الله عليهم - ورفع الصوت باستنكار ظلمهم - مع أنهم انقرضوا وولّوا إلى جهنّم - هو صرخة ضد الظالمين في العالم وإبقاء لهذه الصرخة المحطة للظلم نابضة بالحياة.
* لتكن الأشعار والمرثيات المفجعة بياناً لظلم الظالمين:
ومن اللازم أن تتضمن اللطميات وأشعار الرثاء وأشعار المديح لائحة الحق عليهم السلام الله التذكير - وبطريقة ساحقة - بالفجائع ومظالم الظالمين في كل عصر ومصر.
* عصر مظلومية العالم على يد أمريكا، روسيا، وآل سعود:
وفي هذا العصر عصر مظلومية العالم الإسلامي على يد أمريكا وروسيا وسائر المرتبطين بهم ومن جملتهم آل سعود هؤلاء الخونة للحرم الإلهي العظيم، لعنة الله وملائكته ورسله عليهم فإن من اللازم التذكر بذلك ولعنهم والتنديد بهم بصورة مؤثّرة وفاعلة.
* إن العزاء طريق للوحدة:
ويجب أن نعلم جميعاً أن ما يوجب الوحدة بين المسلمين هو هذه المراسم السياسية التي تحفظ هوية المسلمين خصوصاً شيعة الأئمة الاثني عشر عليهم صلوات الله وسلامه.
ومن اللازم أن أذكر بأن وصيّتي السياسية الإلهية لا تختص بالشعب الإيراني العظيم الشأن بل هي توصية لجميع الشعوب الإسلامية ومظلومي العالم من أي شعب ودين.
أتضرّع إلى الله عز وجل أن لا يكيلنا وشعبنا لحظة إلى أنفسنا وأن لا يصرف للحظة عناياته الغيبية عن أبناء الإسلام هؤلاء والمجاهدين الأعزاء.