فيصل الأشمر
*اسمٌ ومعنى
- خديجة:
اسم علم مؤنث عربي، وهي المولودة قبل أوان وضعها وتحيا. وخَدَجتِ الدابةُ: ألقت ولدها ناقص الخلق، أو قبل تمام أيام الحمل؛ فهي خادج ومُخْدج، وولدها: خَديج، خديجة، خَدوج. وقد أسموا به كثيراً باسم السيدة خديجة بنت خُويلد أُولى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(قاموس المعاني)
*أخطاء شائعة
- اختلفوا على الأمر:
يُقال: اختلفوا على الأمر، والصحيح أن يُقال: اختلفوا في الأمر. قال الله تعالى في الآية 63 من سورة الزخرف: }وَلأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ{.
- أخلفَ فلان في وعده أو بوعده:
يقال: أخلف فلان في وعده أو بوعده، والصحيح أن يقال: أخلف فلان وعدَه.
- اندحر في المعركة:
يقال: اندحر في المعركة، والصحيح أن يقال: دُحر في المعركة.
*من الشعر العربي
من أجمل ما قيل في شعر الحكمة ما قاله الشاعر العباسي "أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني"، المولود سنة 130هـ/747م. كان بائعاً للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء العباسيين المهدي والهادي والرشيد.
ومن قصيدة له في الحكمة:
لا يأمنُ الدّهرَ إلّا الخائنُ البَطِرُ | مَنْ ليسَ يعقلُ ما يأتي وما يذرُ |
لا يجهلُ الرّشدَ مَنْ خافَ الإلهَ ومَنْ | أمسى وهمّتُهُ في دينِهِ الفِكَرُ |
فيما مضى فِكرَةٌ فيها لصاحبِها | إنْ كان ذا بصرٍ في الرأيِ معتبَرُ |
أينَ القرونُ وأينَ المُبتَنونَ لنا | هَذي المدائنَ فيها الماءُ والشجرُ |
وأينَ كسرى أنوشروان مالَ بهِ | صرْفُ الزّمانِ وأفنى مُلكَهُ الغِيَرُ |
بلْ أينَ أهلُ التُقى بعدَ النبيّ ومَنْ | جاءتْ بفضلِهِمُ الآياتُ والسُّوَرُ |
لَمْ يبقَ أهلُ التُقى فيها لبرِّهِمُ | ولا الجبابرةُ الأملاكُ ما عَمروا |
فاعملْ لنفسِكَ واحذرْ أن تورِّطَها | في هُوَّةٍ ما لها وِرْدٌ ولا صَدَرُ |
ما يحذرُ اللهَ إلّا الرّاشدونَ وقدْ | يُنجي الرَّشيدَ مِنَ المَحْذورةِ الحذرُ |
*من غريب القرآن الكريم
الأيك: قال الله تعالى في الآية 176 من سورة الشعراء ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ﴾. الأيك شجر ملتفّ، وأصحاب الأيكة قيل نسبوا إلى غيضة (أي الموضعُ يكثر فيه الشجرُ ويلتفّ) كانوا يسكنونها، وقيل هي اسم بلد.
(بتصرف من: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني).
*من ذخائر الأدب
كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري أو الموازنة بين الطائيين:
ألّفه أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي المتوفى عام 371 للهجرة يقدّم فيه مقارنة بين الشاعرين المذكورين. محاور الكتاب:
1 - المحاجّة بين أنصار "أبي تمام" وأنصار "البحتري".
2 - مساوئ الشاعرين.
3 - محاسن الشاعرين.
4 - الموازنة بين معاني الشاعرين.
ركّز الكتاب على مذهبين فنّيين تكوّنا في القرن الثالث الهجري، وهما:
- مذهب "أبي تمام" الذي كان يُعنى بالتعمق بالمعاني، كما كان يُعنى بالمحسّنات البديعيّة وبالغ وأسرف فيها.
- مذهب "البحتري" الذي كان يحذو حذو الأوائل، واعتنى بحلاوة اللفظ ونقاء العبارة، واستخدم المحسّنات البديعية، ولكن دون إسراف أو تكلّف. والمؤلّف يتغاضى عن ذكر النتيجة النهائيّة ولمن كانت الغلبة إلا أنّه من الواضح - من وجهة نظره - تفوّق البحتري، رغم ما ذكر من أنّه سيكون موضوعياً في طرحه، ومحايداً في موقفه، لكن يبدو واضحاً تحيّزه الشديد للبحتري وتعصّبه له، رغم محاولته إخفاء ذلك. والكتاب بجملته يعدّ من أهمّ كتب النقد في تلك الحقبة التاريخية.
* من بلاغة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رَحِمَ الله ُ حِمْيَراً ؛ أَفْوَاهُهُمْ سَلَامٌ، وَأَيْدِيهِمْ طَعَامٌ، أَهْلُ أَمْنٍ وَإِيمَانٍ".
وهذا القول مجازٌ، والمراد المبالغة في صفتهم بإفشاء السلام، وإطعام الطعام، فلمّا كثر لفظ السلام من أفواههم وبذل الطعام من أيديهم، جاز - على طريق المبالغة - أن يقول: "أفْوَاهُهُمْ سَلَامٌ، وَأيْدِيهِمْ طَعَامٌ" كما يقول القائل: "ما فلان إلّا أكل ونوم" و"ما فلان إلّا صلاة وصوم" إذا كثُر الأكل والنوم من الأوَّل، والصلاة والصوم من الآخر.
(المجازات النبوية للشريف الرضي).
*من النثر العربي
من مقدمة كتاب "الفصول المهمة في تأليف الأمة" للسيد عبد الحسين شرف الدين (رضوان الله عليه):
فحذارِ حذارِ من بقاء الفرقة وتشتت الألفة واختلاف الكلمة وتنافر الأفئدة ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (آل عمران: 105)، ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا﴾ (آل عمران: 103)، ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ (الأنعام: 159).
ألا وإنّا في عصر العلم ودور الذكاء والفطنة، قد تفجّر لذوي العصر ينبوع الحكمة وتقشّعت عن أبصارهم غياهب العشوة، فزهر كهرباء النّور من أفكارهم وأشرقت شموس الفضل من وجوههم، فهلا شرعوا خطيّ أقلامهم وجرّدوا صوارمها ووتروا قسيّ أفكارهم وناضلوا بثواقبها فأزهقوا نفس العصبية ومحقوا آثارها وصدعوا بوظائف الإنسانية ورفعوا منارها وهتفوا بدعوة التمدن واعتنوا باتحاد التشيّع والتسنّن بخطابة تملأ مسمع الدهر وملامة تفلل جلاميد الصخر؟ فمتى يطلقون عنان براعتهم ويحملون على جيوش التوحش بيراعتهم، وينهضون باجتماع الإملاء ويصدعون بأسباب التمدن والارتقاء ويحذرون الأمة مما يصطلم حوزتها ويفرق جماعتها؟ فإن الله سبحانه يقول: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ﴾ (الأنفال: 46).