الدكتور الشهيد مصطفى شمران
فلسفة الروح في القرآن والعلم الحديث من البحوث الهامة التي قدمها الشهيد الدكتور مصطفى شمران وهو في ذروة حركته الجهادية. ولأهمية البحث تنشره"بقية الله" على حلقتين.
إن مسألة الروح تعتبر من أكبر المسائل الفلسفية في القرآن الكريم، وفي الأديان قاطبة، فالتسليم بوجود الروح مرتبط بالإقرار بوجود الوحي الذي يستوجب أيضاً إقراراً بوجود النبي ومن ثمة بوجود الله سبحانه وتعالى.
وقبول فكرة الروح وفهمها أمر أساسي بالنسبة لتكامل المعرفة البشرية. ولنلتفت إلى طريقة البحث العلمي قليلاً فنقول أن هناك أموراً عدة نقدر على إثباتها بما توصل إليه العلم، لكن يبقى الكثير من الموضوعات التي لا يمكن أن يسهم العلم بإثباتها، تبعاً لنسبيته وعدم استيعابه لكل ما هو محيط بنا من وجودات لا تزال غير مستوعبة علمياً.
إن علم الكيمياء لا يمكن أن يتخطى حدوده والمعطيات التي يقوم عليها هذه المعطيات النسبية هي وليدة ما اكتشفته يد الإنسان. أما الله والوحي والروح فهم خارج هذه المعطيات وهذا النطاق فلا نقدر أن نفهمهم كيميائياً وبالتالي علمياً.
إذاً أمام قصور العلوم العصرية عن فهم الروح نسأل أنفسنا عن طريقة البحث الواجب اتباعها للإقناع؟ ولكي نكون واقعيين فإننا سننتهج طريقة ليس بالعلمية ولا بالعاطفية بل من وجهتين متقابلتين:
أ- الأولى تعتمد على الدليل القرآني لإقناع المؤمنين بالله بالنظرية التي تطرح.
ب- الثانية تعتمد على مبدأ توافق القوانين والظواهر الطبيعية مع هذه النظرية لإقناع الملحدين وغيرهم ممن لا يؤمنون بالدليل القرآني.
* الروح تبعاً للمدلول القرآني
إن الإنسان الذي يشكل موضوع دراستنا، يعتبر بنظرنا أنه مركب من: جسم ونفس وروح، ولكل جانب من هذه الجوانب دوره ووظيفته ومعناه سنأتي على تفصيله تباعاً:
الجسم: وهو تركيبة مادية بحتة اتفق جميع العلماء والناس من مختلف المدارس الفكرية على فيزيائيته وبيولوجيته (علم أقسام ونشاط وحياة هذه الأقسام).
النفس: وهي مركب من مجموعة من الانفعالات والإحساسات والتفكيرات والأفكار، ومن الحب والبغض والغضب والذكريات، وكل الذي يكوّن شخصية الإنسان، وعلم النفس يعنى بدراسة كل هذه النواحي.
الروح: وهي مفهوم مجرد رابطة بين الله والإنسان، أنها النور المطلق، والحقيقة الواحدة في كل إنسان، وصفات الله، وخليفته في الإنسان، ومن منطلق قرآني: الروح أمر من الله. ومن منطلق مسيحي هي الروح القدس. ومن منطلق إسلامي هي جبرائيل.
لو نظرنا إلى التموجات الكهرومغناطيسية من حيث الوجود لعرفنا أن وجودها في الجو والهواء ليس حصراً على أحد بل هي ملك مشاع للجميع، فإن أنت كنت تملك مذياعاً أصبحت قادراً على الاستفادة منها وإن لم تملكه فلن يفيدك وجودها المعروف. ودرجة الاستفادة من هذه التموجات تتفاوت بين ما هو في الذروة من الأخذ وبين ما هو في الحضيض.
إن الروح كالتموجات الكهرومغناطيسية موجودة لدى الكل بكيفية وكمية واحدة لكن قدرة الإنسان على الاستفادة منها والارتباط بالعالم الآخر (موضوع البحث) تختلف بين فرد وآخر. فالروح عند الإمام علي عليه السلام وغيره من الناس واحدة، غير أن الإمام قادر على الاتصال الفوري مع روحه وهذا ما لا يقدر عليه الآخرون رغم أن كيفية الاتصال ووسيلته متوفرة لدى الجميع.
إذا بحثنا الآن في خاصية الوجودية لكل من الجوانب الثلاثة المذكورة لوجودنا:
1- إن الجسم ذو وجود مادي صرف.
2- إن النفس طاقة وبعبارة أخرى موج، وكل طاقة في الطبيعة ما هي إلا موج مثل النور والحرارة... إذن من منطلق غير مادي نقول هي طاقة، لأن كلمة موج مفهوم مجرد، وهي بالتالي مادة لأن الطاقة هي مادة بدورها.
من هنا نقول أن وجود النفس مادي وشكلها غير مادي. فالنفس ليست إلا شيئاً بين الروح والمادة، وجودها من المادة وشكلها ليس كذلك.
3- إن الروح مفهوم مجرد، أمر من الله ليس مادياً، وجودها من وجود الله، بل من ذات الله لا يمكن أن تجسم فتدرس فيزيولوجيتهما أو بيولوجيتهما ولا يمكن أن يعبر عنها بطاقة.
إن المشكلة الأساسية بالنسبة للكثير من الفلاسفة هي الروح. فالحلاج يقول أنا الله، يعني أن روحه تقول أنا الله وهذه مشكلة، نضرب مثلاً لعل فيه الحل:
لو أخذنا الشمس وحددنا نقطة A على محيطها يحث الحرارة 10000 درجة مئوية. ونقطة B على بعد مليمترات قليلة خارج A على النور المنبثق من B ثم نظرنا من بعيد عن سطح الأرض إلى النقطتين لما تمكنا من تمييز A عن B ولوجدنا أن صفاتهما مشتركة في شدة الحرارة والنور، ولكن يبقى جوهر وجودهما ومعناه مختلفاً، فنقطة A مكونة من جزئيات من الشمس خالقة للنور فهي مصدر ضوئي بينما النقطة B تعتبر نوراً مخلوقاً من الشمس، فهو ليس المصدر بل الضوء والاختلاف بالوجود لكل منهما واضح.
بنسبة ما، لنعتبر أن العلاقة بين الله والروح كالعلاقة الموجودة بين الشمس والنور، فنقول عندها بأن الروح مخلوقة من الله الروح ذات صفات هي صفات الله لذا فهي خليفة الله على الأرض، أي أن هذه الروح ذات صفات مطلقة لكنها مخلوقة (من الله) وتختلف عن الله. وكلمة الحلاج أنا الله ليست حقيقية بل أنا الروح التي تتكون في مثل هذه اللحظة بصفات مشابهة لصفات الله تماماً كتشابه صفات النقطتين A وB، وهذه النظرية التي سنبحثها ونتوصل إلى جعل الآخرين يقبلونها.
* الآيات القرآنية:
هناك في القرآن عشرون آية قرآنية تثبت النظرية وتؤيدها ولو تلونا القرآن لوجدنا الآيات التي تتعلق بالروح:
1-﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاق﴾ - غافر - الآية - 15 .
2-﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ - الحجر ﴾- الآية - 29 .
3- ﴿ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُون﴾َ - السجدة - الآية - 9 .
4- ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ - الأنبياء﴾ - الآية - 91 .
5-﴿ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾ - مريم - الآية - 17.
6-﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ - النحل - الآية - 102.
7-﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ - الإسراء - الآية - 85 .
8- نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾- الشعراء - الآية - 193 .
9- ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ... تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ *سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾- القدر - الآية - 5
10- ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ﴾ - البقرة - الآية - 87
11-﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ - المجادلة - الآية - 22
12-﴿ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ ﴾- النحل - الآية - 2 .
13-﴿ وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب..﴾
صدق الله العلي العظيم
ولو عدنا لهذه الآيات لرأينا أن كلمة الروح مفهوم مجرد مفرد لم ترد بصيغة الجمع (أرواح) وإلا قيل"تنزل الملائكة والأرواح". وهذه الروح التي هي أمر من الله ووحي منه، معصومة لا تخطئ ولا تموت، وليس لها عذاب- أي أن تدخل الجنة أو النار- فهي كصفات الله، فوق الثواب والعقاب. وهنا يقال أن الروح تنزل للجسد عندما ينفخ الله فيها بعد أربعة أشهر من تكوين النطفة.
أما النفس قرآنياً، فقد وردت مجموعة أيضاً وذلك لأن الروح حقيقة واحدة لا تختلف في مجمل الآيات مفردة، بينما النفس تختلف عن الأفراد وهي في تكامل مستمر وليست ثابتة، ونحن نرى أن النفس هي محك التغيير والعذاب والعمر (من عمل صالحاً فلنفسه) أي أن كل أعمالك تعود لنفسك وليس لروحك.. فالطاقة الإنسانية موجودة في النفس إذن:
1- كل نفس ذائقة الموت.
2- إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
3- من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها.
4- لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
5- ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه.
6- أولئك الذين خسروا أنفسهم وضلَّ عنهم.
7- كل نفس بما كسبت رهينة.
8- ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه.
9- إن الله يوفى الأنفس حين موتها.
إذاً لا يمكن الجمع بين مفهومي النفس والروح حيث أوضحت الآيات الاختلاف بينهما. وحتى الإنكليز يرمزون للروح في لغتهم Spirit وللنفس Self والفرنسيون يرمزون للروح أيضاً Esprit وللنفس Ame مما يؤكد على الاختلاف بينهما.
في المنطق القرآني نجد النفس بأنها طاقة من أساس مادي وشكل غير مادي مكتسبة مع العمل. لا تدخل إليك من الله، فهي الشخصية الاكتسابية عند الإنسان تكتمل مع الصوم والصلاة والتضحيات.. لها ثواب وعقاب، فلا تموت بل تتحول إلى شيء آخر، فالنور لا ينتهي والحرارة أيضاً لكن تتحول إلى شيء آخر، وتبعاً لقانون لافوازية Loi de Lavoisier كل وجود لا يعدم بل يتحول. الماء عندما تبخره يتحول إلى بخار الماء، لم ينته إنما انتقل من حالة السيلان إلى حالة الغاز.
هذه النفس كما ذكرنا، مجموعة الإحساسات والعواطف والممارسات هي محك الامتحان تتغير من الصغر إلى الكبر، تغير من حيث المستوى، تنتقل من الظلمات إلى النور وكل تحول بالإنسان هو تحول بنفسه التي تحتوي على سبع درجات من درجات التحول والتكامل تفتقر إليها الروح إذ هي مطلق مجرد.
1- النفس الأمارة بالسوء: ﴿إن النفس الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي﴾. أي ذلك الإنسان الذي لا يملك القوة على مراقبة نفسه وعدم تقواه وهذه هي مرحلة الشهوات والمرحلة الحيوانية التي تنبذها الأخلاق والقيم وهي أسفل درجة في الإنسان.
2- النفس اللوامة: ﴿ولا أقسم بالنفس اللوامة﴾ يستيقظ في هذه المرحلة الضمير ويفهم خطأه الذي فعله فيندم متلوماً، وهذه هي المرحلة الصبيانية بحيث يحاول الطفل أن يمشي مستقيماً فيهوي، ثم يمشي ويهوي ويمشي، ولكن ليس بالكامل كذلك فالضمير يستيقظ تدريجياً فيعرف قليلاً الصواب ولكن ليس بالشك الكامل.
3- النفس العاقلة: يصبح بها الإنسان عاقلاً يميز بين الخطأ والصواب ويفرق بين الحق والباطل.
4- النفس الملهمة: ﴿ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها﴾. أي هي فوق العاقلة بدرجة وأن الإلهام فوق العقل. ويؤثر أكثر من العقل (يلهم الله الإنسان الخير والشر) والإلهام هو الارتباط من تحت إلى فوق أي من النفس إلى الروح أو من الإنسان إلى الله بينما الوحي وهو الارتباط من فوق إلى تحت، من الروح إلى النفس، ومن الله إلى الإنسان. فبالوحي يأخذ الله القرار بالاتصال بالإنسان بينما بالإلهام يكون الإنسان مستعداً لأن يفهم ويستوعب أكثر.
5- النفس المطمئنة: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾ أي أن الإنسان وصل لمرحلة الاطمئنان بحيث أنه لا ينحرف. وفي هذه المرحلة تكون النفس بعيدة عن الخطأ وتكون القدرة النفسية قوية وقريبة إلى الله.
6- النفس الراضية: ﴿إرجعي إلى ربك راضية..﴾ هذا الإنسان وصل إلى مرحلة الرضى عن تكامله ونجاحه فنفسه راضية عن وجودها وبهذا المعنى حديث الإمام الحسين(ع): إلهي رضاً بقضائك.
7- النفس المرضية: ﴿إرجعي إلى ربك راضية مرضية﴾ اسم مفعول أي أن الله يرضى عن الإنسان في هذه المرحلة ويحبه، وأن هذه المرحلة كمالية ترضي الله سبحانه وتعالى وتجعله راضٍ عن الإنسان، وهذه أعلى درجات النفس.
* النتيجة التحليلية
بعد تغييرات عدة في النفس البشرية نراها تصل درجة تصبح قريبة من الروح وتصبح من المطلقية والتقوى والنزاهة كالروح. وهنا تماماً يبقى الاختلاف قائماً بحقيقة كل منهما كمثال: الشمس والنور، ولكن تصبح صفات النفس والروح مشتركة، فالإمام علي عليه السلام وصل إلى هذه الدرجة كالرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ونتيجة ذلك، فالإنسان الذي يصل لهذه الدرجة يقدر أن يتصل بروحه ساعة يشاء، فالروح والنفس عنده تصبح متقاربة متصلة. وعندما نقول النفس نقصد الشخصية من ذكريات وانفعالات وممارسات. وعندما يتصل بروحه تنبؤه بأشياء وأشياء..
نسمع الناس تقول إنساناً ليس بنظيف القلب (أخلاقياً) والقرآن يعني بالقلب والفؤاد الروح وعندما توجد الغشاوة على هذا القلب لا يمكن أن يتصل الإنسان بروحه أبداً.
توضيح: إن من أهم مشاكل المسيحية ذات أساس فلسفي هي عدم فهم مسألة التثليث فهماً عميقاً.
فنحن نقول بوجود جسم ونفس وروح وهو نوع من التثليث كما قالت الفلاسفة بالعقل الأول والعقل الثاني والعقل الثالث، والروحانيون قالوا (لاهوت وملكوت وجبروت) وقد كانت الآلهة في مصر والهند وروما ثلاثاً. ووصلت أخيراً إلى المسيحية فوجدت البحث فلسفياً عميقاً فقالوا:
الابن- روح القدس- الأب.
المسيح- روح القدس- الله.
وهذا صحيح من ناحية بحثنا أن الله مطلق وروح القدس ذلك الرابط بين المطلق والمسيح الذي هو إنسان يتكامل ولكن تثليث المسيحيين المعاصر مخطئ بتفسير أن الله (الحقيقية الواحدة) تتجلى في أشكال ثلاثة.
للبحث صلة