تعيش الإنسانية اليوم ظمأ لا تعرف له ارتواء. ولن تعرف له ذلك ما دامت لم تهتدِ إلى لبِّ الحياة وغايتها السامية بعد سبيل.
إن للنفوس البشرية ميولاً فطرية، لا بد من إحيائها. وما دمنا قد غفلنا عن حقائقها المعنوية فإننا سنبقى نئن من عذاباتها التي لا تنتهي ولم تتوقف.
وما زال يراود الشعوب المقهورة - وليست قليلة - أمل بذلك اليوم الذي تظهر فيه حكومة قادرة ومستقيمة، تكتب على يديها مرة واحدة نهاية فعلية لهذه العذابات.
وهذا هو دأب الإنسانية عبر أشواط تاريخها الطويل.
إنها تبحث عن الرجل العظيم الذي سيغير وجه الحياة الكالح الآن فيحقق أحلام الشباب وكل فئات المجتمع بالسعادة، وإذا لم نفكر بأمر الشباب فإن مصير الإنسانية هو الشيخوخة والإندثار فللشباب دور في تجديد الحياة ويقظتها.
وهؤلاء هم أكثر شيء ظمأ إلى مجتمع مختلف لا يتسبب لهم بتلك العقد النفسية والاجتماعية التي لا حدود لها.
والعقد التي يعاني منها الشباب اليوم ليست سوى تلك التي نجحت عن نمط الحياة الغربية الذي لم يكن للإيمان باللَّه وتوحيده ولا للمعنويات والقيم أي مكان فيه.
أما الإسلام فقد كان دائماً وعلى العكس من ذلك - حاملاً للواء الإيمان باللَّه وكان فعلاً بقاء التربية واستمرارها وعدم انتحارها الجماعي.
لقد تنكر الغرب دائماً للدين والتراث بكل وسيلة على كبت الميول الروحية وإحياء الاهتمامات المادية وإثارة الغرائز فقط.
* الغرب والدين
لقد بقيت الكنيسة والذين حكموا باسمها في أوروبا ألف عام يحاربون العلماء وكشوفاتهم العلمية باعتبارها تخالف بعض المقولات الدينية. وهكذا فقد سقطت مقولة الدين وساد تيار التشكيك والقول بأنْ لا ثوابت فوق العقل وميدان التجربة، والاختبار فقط هو ميدان الثوابت العلمية.
وهكذا فقد آثرت أفكار "رينيه ديكارت" وأمثاله في توجيه أوروبا نحو عصر جديد سمي "عصر النهضة" حيث فشل عصر الكنيسة الذي سمي "عصر القرون الوسطى ومن هنا بدأت مبررات وصورة فصل الدين عن العلم وعن الدولة تتخمر، واتجه المجتمع في أوروبا إلى اعتبار الدين مساوياً للرجعية والتخلف بينما اعتبر الاتجاه العلمي مساوٍ للتقدم والرخاء الاقتصادي، بهذه الصورة اعتبر الدين أفيون الشعوب وسقطت كل المقولات الدينية حتى تلك التي تتعلق بالمرأة والزواج والعلاقات الجنسية.
هكذا وببساطة فقد فلت الزمام، ويمكن القول بكلمة موجزة: إن أوروبا ضحية رجال كنيسة ليس لهم معرفة الدين ولا بالعلم، وكذلك ضحية مفكرين استحوذت العلوم الطبيعية على ألبابهم فنصبوا أنفسهم آلهة من دون اللَّه، وبذلك غرقت الروح الأوروبية بالوحل.
* المجتمع الغربي اليوم
فيما يتقدم الغرب في المجال التقني، والصناعي تقدماً هائلاً، وأيضاً في مجال تنظيم شؤون الدولة والمدن، وكذلك في تهيئة أسباب الراحة والكمالية فإنه يسوده اعتقاد بالضعف والخواء الروحي، وتراجع هائل في البنية والعلاقات الاجتماعية.
ونتساءل: إلى أي شيء يعود هذا الاضمحلال؟
وعندما نريد أن نعالج هذا السؤال فمن المفيد أن نطلع على الفوارق بين قيمة الحياة والإنسان في الغرب، وبين قيمة الحياة والإنسان في الشرق فسنجد أن المال والثروة والتقدم الصناعي لدول الغرب هو كل شيء في القيم الثابتة.
أما باقي ما تبقى فإن كل شيء يعود إلى الأفراد وحريتهم بصورة لا تعرف الحدود. بدءً من نوع العقد الاجتماعي وأشكاله، إلى آخر تفصيلات الحياة الاجتماعية، فهناك شراكة من قبل أفراد في إطار شركة كبيرة، فيما تحتدم فيها حروب أنانيات لا حدود لها، وكما يشير القرآن الكريم إلى هذا اللون من الواقع قائلاً: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ سورة الزمر/ 29.
وهناك وحيثما تتوجه ترى الحياة قد صبغت بالمقامرة والخداع فالسلعة لا تباع إلا بالخداع الذي يسمونه "دعاية تسويق "والشباب الذي ينخدع بالحياة ولم يعرف قيمتها تراه يندفع تحت وطأة أساليب الإرهاب الثقافي والاجتماعي لتقديس المال والثروة والترف حتى أصبح الشباب والفتيات العوبة على طاولة المقامرة والتجارة ينظمها ويستثمرها حفنة من الوحوش المتطورة، وهذا بالضبط ما تؤدي إليه أندية الخمر والقمار والطرب والرقص والبغاء وأندية العراة. والمخدرات وتسويق الإباحية الجنسية وتفكيك العرى العائلية والاجتماعية إلى أبعد حد.تحت عناوين براقة أسمها التقدم والحرية هذا هو المجتمع الذي ترعرعت فيه بذرة الشذوذ الجنسي والإيدز والمخدرات والعقد النفسية المختلفة ملايين الشباب ليس في همه مستقبل الوطن ولا مستقبل أخيه الإنسان، إنه شباب يفكر كيف يعيش ليأكل ويسهر على مائدة عليها خمر ونساء ولهو.
وإذا كان هذا هو طموح الإنسان فماذا يختلف عن الحيوان الذي هو أيضاً يعيش ويأكل ويتزاوج، فهل فضيلة إنسان اليوم على الحيوان أنه يعيش في ناطحات السحاب ويمتلك الكمبيوتر ويأبى أن يفترس أخاه إلا بأساليب حديثة. حيث يمكن أن تغنى ملايين البشر والحقول والطيور وتموت الحياة لعشرات السنين.
* ماذا يتعدد العالم الحر
إن الذين يحلو لهم أن يصفوا المجتمع الغربي بالعالم الحر ينبغي أن لا يذهب بهم الاغترار بعيداً فليس كل ما يلمع ذهباً وليس الطاعون الأبيض "الإيدز" الذي يفتك بالشباب، وكذلك ملايين المشردين بسب الخمور والمخدرات والبرامج والأفلام الموجهة غير بالتأكيد ما يحلم به شبابنا وشاباتنا من السعادة.
لقد حقق الغرب شيئاً كثيراً نعم ولكن بهذا المقدار عينه ابتعدت السعادة عن أفق الحياة لدى شبابنا.
إن الغرب اليوم أمام مفترق طريق وعليه أن يفكر، يقول القسيس كارل في كتابه الإنسان ذلك المجهول: "علينا أن ننشئ علماً حقيقياً للإنسان... علماً قادراً بالاستعانة. لجميع الفنون المعروفة على فحص عالمنا الداخلي فحصاً شاملاً ودقيقاً، وأن ندرك أن كل جزء فيه يجب أن يعتبر عاملاً يؤدي وظيفة للجميع ولكي نتمكن من إيجاد مثل هذا العلم يجب أن نصرف اهتمامنا، ولو لبعض الوقت، عن الاختراعات بل عن الصحة الكلاسيكية والطب إلى حد ما، وكذا عن النواحي المادية البحتة لوجودنا، فإن كل إنسان منصرف الآن إلى الاهتمام بالأشياء التي تزيد من ثروته وراحته، بينما لا يوجد من يدرك أن الصفة البنائية والوظيفية والعقلية لكل فرد يجب أن تتناولها يد التحسين، فإن صحة العقل والحاسة الفعالة والنظام الأدبي والتطور الروحي تتساوى في أهميتها مع صحة الأبدان ومنع الأمراض المعدية.
* الشرق والإسلام
أما الشرق الإسلامي فإنه يعتبر الإيمان باللَّه هو الأساس ويؤمن بأن الحياة مرحلة تحضيرية للحياة الآخرة وأن الغاية هي اليوم الآخر. قال تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.
وقد يثير البعض مقولات السخرية وهو يرى الشرق متخلفاً ولكن يذهب العجب إذا قلنا - وهو حق - أن كل ما عندنا من مصائب فإنما هي بسبب ابتعادنا عن الإسلام، وخبث الغرب في بث سمومه الفاتكة بشبابنا وفتياتنا إنه يعمل جاهداً لتصبح حياة شباب الشرق وتطلعاتهم بعيدة عن الإسلام ليسهل التغلب عليه واستثمار طاقاته وثرواته.
ولكن حسبنا الصحوة الإسلامية الجديدة والتي تنمو اليوم بفضل تضحيات الشباب ووعيهم. لقد بدأ شبابنا يدركون شيئاً فشيئاً عظمة المعارف الإلهية المودوعة في القرآن الكريم وفي كلمات الأولياء الإلهيين من أهل البيت الأطهارعليهم الصلاة والسلام.
وليس هذا في الشرق، بل وحتى في الغرب، هناك تحولات عظيمة من الشباب نحو الإسلام بالرغم من محاولة تصنيف الإسلام إلى إسلام قابل للتكيف مع الغرب والاستعمار وهو ما يسميه الإمام الخميني قدس سره بالإسلام الأمريكي وإسلام آخر هو الذي يتحرك وينشط ويواجه الاستكبار وينعته الغرب بالإرهاب تشويهاً لحقيقة أهدافه ونيل منطلقاته، وهو الذي يسميه الإمام الخميني قدس سره "بالإسلام المحمدي الأصيل".
إن الشباب الغربي اليوم يواجه أزمات حادة لا حل لها إلا بالإسلام وكذلك الشرق بالطبع اللاشعوري.
وهو ما جعل العقل مكبوتاً عن دوره في تكوين شخصية الشباب، وكذلك الأمر بالنسبة للروح، فإنه يعيش دماراً وخراباً حيث تعمل البرامج الغربية الموجهة وبقوة على تشويه هذه الروح وتعطيل ذلك العقل، بينما رفع الإسلام العقل على العرش، فاعتمد البرهان والإقناع، واعتبر الذين لا يعطون للعقل دوره الفعال هم شر الدواب قال تعالى: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ﴾ الأنفال/ 22 وأعطى للروح كل القيمة فكان التعليم وكان التهذيب، بحيث جعل غاية الإنسان، أن يغني هذا العقل وتستنير هذه الروح وبذلك يتميز عن باقي المخلوقات، وبهذا فقد يمكن للإنسان أن يكون خليفة اللَّه الذي له السيادة على هذا الوجود، ولكي يرفع اللَّه سبحانه مقام الشباب فقد بعث لهم الأنبياء بالشرائع ليحملهم من أول شبابهم مسؤولية العمل على بناء روح شامخة وفاضلة ومستقيمة مدركة لحقيقة النفس والحياة واللَّه واليوم الآخر وليس ذلك إلا تكريماً لهم.
ولا بد للبشرية من الإيمان باللَّه والأخلاق وإلا فإن الحياة الاجتماعية ستقترن بأنواع المصاعب. وليس سبيل إثارة الشهوات والغرائز واللهاث خلف اللذة سوى عين تلك الطريق نحو تلك المصاعب.
* نهرو يعيد النظر
يروى أن رئيس وزراء الهند "نهرو" "عهد الاستقلال" لم يكن يعرف اهتمامه أيام حياته إلى الإيمان والدين وشؤونه، إلا أن تطور الصناعات وبروز مشكلة ساعات الفراغ ومشاهدة الجرائم المتزايدة في البلدان المتطورة، كل ذلك أثر بشدة على أفكار نهرو الأمر الذي دفعه إلى تغيير معتقداته أواخر أيام حياته ووقف على أهمية وضرورة الدين في حياة البشرية.
وقد صرح في لقاء له مع أحد الصحفيين قائلاً بأن تخليص المدنية وحل مشكلة ساعات الفراغ ومنع انتشار الجريمة لا بد أن يتم بإدخال عنصر الإيمان والدين لسحب المجتمعات البشرية إلى الأخلاق والمعنويات وتساءل: إنني لا أدري هل يمكن حل قضية كهذه بالتثبت بالأساليب العلمية فقط وتنمية القيم الأخرى؟
يسأل الصحافي قائلاً:... إن ما تقوله يعني أن السيد نهرو أخذ يبحث عن اللَّه في خريف عمره.
فيجيبه نهرو:... نعم إنني تغيرت ولكن ما قلته وما أنشده من حل عن طريق الأخلاق والمعنويات لم يكن عن جهل فهذا بالتأكيد مدروس عن سابق فهم ولهذا الفهم توجد دلائل كثيرة، أولاً فبغض النظر عن التنمية والتطور المادي هو أمر ضروري ولازم، واعتقد أن فكر الإنسان ظامئ لشيء أعمق من نوع التطور الحاصل وذلك هو التكامل الأخلاقي والمعنوي، وبدونه قد تفقد جميع التطورات والتقدم المادي قيمتها. وهنا يطرح سؤال: كيف يمكن الارتقاء بمستوى الأخلاق والمعنويات؟
وطبيعي أن الدين موجود لهذا السبب.
فالتطورات المادية لم تتمكن حتى في البلدان المتكاملة اقتصادياً من تأمين حياة كاملة لائقة وصحيحة للشعوب، وهناك نوع من الخلل والنقص وعدم التعادل والاتزان.. ولإيجاد إنسان حقيقي يلزم وجود أشياء أخرى ربما نستطيع أن نطلق عليها اسم العوامل المعنوية والأخلاقية.
* طاقات الشباب
ليس أثمن ولا أعظم من طاقات الشباب فهي سيل هادر، وعنوان متوهج طامح إلى دفع الحياة نحو الأفضل نحو الأمام والكمال. ولكن أليس من الصلاح بمكان وعندما يكون السيل هائلاً أن نبني له في بعض الممرات سداً ونمد له في نواح أخرى سواقي، وجداول ليشرب الناس ويزرعوا ويبقوا شيئاً إلى زمن الجدب، إنها الحرية المقيدة بهدف سامي وهكذا الشباب إذ ليس معنى الحرية إرخاء العنان بالمطلق ولكن هناك حاجات نفسية واجتماعية وعاطفية وروحية ينبغي أن تروى ومن غير السليم إهمالها فخطر الإهمال يقترب من خطر الانحراف والشذوذ.
* اللهو المدمر
لماذا يتجه الشباب نحو اللهو المدمر؟ سؤال يطرح نفسه ومن المفيد الاعتراف بالحقيقة المرة.
أولاً: إهمال الشباب من قبل العلماء وخلو الخطاب الإسلامي من النص التربوي الموجه والمدروس.
ثانياً: ضعف التربية والرعاية الأبوية.
ثالثاً: عدم وجود مشروع متكامل لهم في مقابل المشروع الغربي إن الشباب أكثر شيء إيماناً واعتزازاً، بل وانجذاباً إلى مسائل الفكر والروح سيما وأن نفسهُ ما زالت على ميولها النظيفة والمندفعة، ولكن حق الشباب أن يأخذ رعاة الدين بأيديهم، وحقهم أن يشعروا بصدق الحاملين للقضايا المقدسة. إن لهذا الأمر الأخير أعظم الأثر في جذبهم.
وأيضاً فإن للشباب مشاعر حساسة تحتاج إلى الاحترام والمحبة والتوجيه الأبوي الرحيم. ولا أكشف سراً إذا قلت بأن الآباء في مجتمعنا لا يحملون هم التعرف على منهج وأسلوب التربية الإسلامية لذلك هم يهملون أولادهم فيكبر الأولاد في المدرسة الفاشلة على المستوى التربوي، وفي الشارع مع الأصدقاء المنحرفين، وعلى شاشات التلفزيون التي يتقن أصحابها فن إسقاط الشخصية بأبشع الصور والأساليب فما تبنيه في نفس الشباب بسنين يمكن أن يهدم بساعة بحيث يمكن أن يصبح مسلوب الإرادة يلهث خلف صورة فتاة عارية أو يحلم بحياة مختلطة، كل شيء فيها مباح، وهو مسحور بالصور والكلمات الأخاذة والدعايات المبتذلة التي تمسخ الإنسان حيواناً، الآباء قد تركوا أعظم مسؤولية، بل أكثر من ذلك فإنهم قاموا في كثير من الأحايين بتحطيم شخصية أبناءهم الشباب ونبذهم إلى حد الذهاب في المتاهة العاطفية والتشوه النفسي والفشل وبالتالي الانتقام بالبحث عن تنفيس الاحتقان بأي وسيلة متاحة.
لم يعد ممكن أن نصلح شبابنا من دون مشروع متكامل في التربية النفسية والبدنية والترفيهية وفي التعليم والمشاركة الجهادية والاجتماعية أيضاً وإلا فنحن مهددون، وليس من شك فإن دور علمائنا يبقى أولاً وبالذات أساس هذا المشروع ولا بد من التحقق من كثير من التكلفات والاعتباريات التي تمنع العالم من مد جسور المودة والرعاية نحو الشباب كوسيلة محببة لتربيتهم وتهذيب نفوسهم.
وإن القائد الذي يعتني بالشباب سيجد كل الشباب رهن إشارته وتوجيهاته.
رابعاً: الاستعمار الذي يفتك بلا رحمة إنه استحوذ على قلوب الشباب الضعيفة بكل قسوة ولؤم وبين يديه كل الوسائل والرجال والأقوال ومؤسسات الأبحاث بينما، نواجهه بالشتم ونحمله كل المسؤولية من دون أن نشمر عن سواعدنا لنضع المشروع البديل.
إن الشباب من خيرة بني البشر والعمل معهم لا يحتاج إلا إلى ما يناجي دوافعهم الفطرية الفاضلة فكما يقول الإمام الصادق عليه السلام قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها شيء إلا قبلته".
وعندما نريد تغيير أفكارهم أو صداقاتهم فإن الأمر يسير عبر إيجاد البديل ولفت النظر بدقة تماماً كما لو قدرت وزارة الطرق انهيار طريق فإنها تكتفي بوضع لافتة تقول يمنع على السيارات سلوك هذا الطريق القابل للانهيار. وهو بالضبط ما تفعله التشريعات الإلهية، وكذلك فإن البديل المطلوب ينبغي أن ينطوي على وسائل وأساليب من شأن اعتمادها جذب الشباب وسد حاجاتهم وميولهم الفطرية والتي لم يهملها الإسلام، فالغرب لم ينجح إلا من حيث تخلى المسلمون عن واجباتهم في هذا الميدان كما في غيره.