أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

العدالة الاجتماعية في الإسلام

 


* الكتاب: العدالة الاجتماعية في الإسلام.
* المؤلف: حجة الإسلام والمسلمين علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
* الناشر: معاونية العلاقات الدولية في منظمة الإعلامي الإسلامي.

يضم كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام" بين دفتيه عشرين خطبة لحجة الإسلام والمسلمين علي أكبر هاشمي رفسنجاني تتعلق بالتمييز العنصري وتوضح موقف الإسلام العادل من هذه القضية العالمية التي ابتليت بها البشرية ردحاً من الزمن، وما زالت تعاني منها مع التقدم في العلم والتقنية والمنظمات الدولية المتشعبة بالإضافة إلى بحوث في العلاقة بين الحكومة والشعب والفوارق بين المرأة والرجل والمشاكل القضائية في العالم والعدالة في المحاكم القضائية.

يستعرض الشيخ رفسنجاني جذور التمييز العنصري التاريخية فيرى أن التاريخ أفضل مختبر لمعرفة المدارس الفكرية والتيارات السائدة حيث كان هناك أناس في كل مراحل التاريخ يعتبرون أنفسهم عنصراً متفوقاً ويسعون إلى استغلال الآخرين والتسلط عليهم بسبب اعتقادهم بتفوق عنصرهم، كالأقباط في مصر، واليهود من بعدهم في مصر والهخامنشيون في إيران كذلك كانت كل من اليونان والهند والصين واليابان تعاني من التمييز العنصري. ويشبّه المؤلف الشاه المقبور بهتلر وموسولوني في تشبثه بالعنصر الآري ويبيّن أن الإسلام حلّ هذه المعضلة المهمة جداً لأنه جعل محوره قائماً على التقوى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ في حين لم يزل العنصريون الأوروبيون والأميركيون يرتكبون اليوم كل الأعمال الشائنة ثم يطلقون عليهها تسميات أخرى. يقول المؤلف: "فمنذ عام 1948 بدأ نضال السود في أميركا من أجل نيل حقوقهم التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وحوادث تلك الفترة التي نقلتها الصحف تجعل المرء يدرك أن معيشة البيض إطلاقاً، فكانت كنائس الفريقين ومقابرهم وفنادقهم ومقاهيهم وقطاراتهم ومدارسهم ومحلات سكناهم منفضة عن بعضها، ولو أنهم أرادوا إجراء تجربة لدواء أو عملية جراحية جربوا ذلك على السود، وكانت ذريعتهم في ذلك أن السود، أقوى جسماً ويتحملون المشاق أكثر من غيرهم، واستمر هذا النضال حتى عام 1961 وبلغ ذروته قبل ثلاث وعشرين سنة حيث تحمل السود خلالها الضغوط فلجأوا إلى الأسلحة وترددت روايات كثيرة تقول أن السود يعدون الأسلحة لرفع شعار الجمهورية السوداء، إلى ذلك يذكر المؤلف الكثير من جرائم المستكبرين في العالم وانتهاكهم الدائم لحقوق الإنسان والدول المستضعفة على وجه التحديد ونهب وسرقة ثروات هذه الشعوب كالتحف الأثرية والتماثيل من مصر والهند ووضعها في متاحف أوروبا والسرقة بواسطة ما عرف بحرب الأفيون واليوم تمارس المؤسسات المالية الدولية برأيه نفس العمل ولكن بشكل مختلف.

ويشير المؤلف إلى اتخاذ التفوق ذريعة للحصول على الامتيازات من الشعوب المحرومة "ففي حين تقدم الأوروبيون وسيطروا على الصناعة والعلوم المادية وسيطروا على تقنية متقدمة شعروا بتفوقهم الكبير على سائر الشعوب"، هذا من جهة ومن جهة أخرى انعدمت روح الإنسانية والتقوى وسيطر الاستغلال والأنانية فانقضّت على شعوب العالم بأسلحة العلم والفن والقوة العسكرية.

ويقارن الكاتب بين الاستعمار الذي ينهب ثروات الشعوب في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والذي كان يستبدل النفط والخشب والعاج وجوز الهند والقهوة والكاوجك والماس والآثار والأعمال الفنية والمفروشات الثمينة وبين الإسلام الذي لا يسمح مطلقاً بأن يأتي بلد باعتباره منتصراً فينقضّ على شعوب البلدان الأخرى وينهب ثرواتها ويسد حاجاته منها. ويضرب الشيخ رفسنجاني مثالاً على ذلك حين فتح النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مكة حيث كانت كل أرجاء الجزيرة العربية تتوقع أن تسوّى مكة مع الأرض ويسلب أهلها ويدفعوا غرمة الجرائم التي ارتكبوها خلال الأعوام العشرين الماضية ضد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، لكن سلوك النبي الأكرم كان على خلاف ذلك إذ لم يتصرف كقوة منتصرة في حين كانت سُنَّة الحرب وقانونها في ذلك الزمان أن المنتصر يأسر كل المنهزمين ويتملّكهم فتصبح الإناث إماءً والذكور عبيداً، كما يتملك كل أموالهم ويفعل فيهم ما يشاء.

ويخلص الكاتب إلى نتيجة هي أن الغربيين رفعوا لواء الحضارة والثقافة والعدالة الإنسانية كذباً وزوراً وأن الإسلام قدم في مجال التعامل مع العناصر البشرية أفضل طريق في الوقت الذي سلك العالم الغربي في هذا المجال أسوأ طريق وهو طريق التمييز العنصري السائد اليوم كما كان قبل ثلاثمئة سنة.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع