الشيخ محسن قراءتي
كيف صور القرآن العلاقة بين القائد والشعب؟
تحدث القرآن الكريم عن نوعين من الطاعة: قد يطيع الإنسان الآخرين بسبب ما يمارس عليه من إجبار واضطهاد...كطاعة الناس لفرعون: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ﴾ (الزخرف: 54) وقد تكون الطاعة على أساس الإيمان والعشق والحب كما خاطب اللَّه تعالى الرسول صلى الله عليه وآله: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران: 159) وذُكرت العلاقة بين القائد والشعب في الإسلام تحت عنوان "الولاية" التي تعني الطاعة والإتباع مقروناً بالعشق والحب. في هذا الجو فإن القائد لا يمارس التكلف والتصنع: ﴿وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ (ص: 86) ولا يعتبر نفسه أفضل من باقي الناس: ﴿أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ (الكهف: 110) ولا يعتبر أن له حقاً أكثر من الآخرين، ولا يترك شعبه عند الشدائد والصعاب. وفي كلمات أمير المؤمنين عليه السلام أن الرسول صلى الله عليه وآله كان أقرب الناس إلى العدو. وكان الرسول صلى الله عليه وآله مأموراً بالصلاة على الناس: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِم﴾ (التوبة: 103) كما أمر الناس بالصلاة عليه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ (التوبة: 56). وعلى هذا فالعلاقة بينهما علاقة حب وعشق لا علاقة خوف ووحشة.