هلال حمادة
يتفق أهل التربية على أهمية غرس حب القراءة في نفس الطفل ، حتى تصبح عادة له يمارسها ويستمتع بها. وما هذا إلا لمعرفتهم بأهمية القراءة، حيث أثبتت البحوث العلمية أن هناك ترابطاً كبيراً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي، ثم إن القراءة تفيد الطفل في حياته من عدة نواحٍ:
- تفتح أمامه أبواب الثقافة.
- تحقق التسلية والمتعة له.
- تكسب الطفل حساً لغوياً أفضل.
- تجعله يتحدث ويكتب بشكل أفضل.
- تعطيه القدرة على التخيّل وبعد النظر.
- تنمِّي لديه ملكة التفكير السليم.
- ترفع مستوى الفهم لديه.
- تساعده على بناء نفسه وتعطيه القدرة على حل المشكلات التي تواجهه.
إن غرس حب القراءة في نفس الطفل ينطلق من البيت، فإذا قام الوالدان بتعليم أولادهما كيفية حب القراءة، فإنهما بذلك يكونان قد وهباهم هدية سوف تثري حياتهم أكثر من أي شيء آخر!! ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ ولاسيما في عصر قد كثرت فيه عناصر الترفيه المشوقة والألعاب الساحرة التي جعلت الطفل يمارسها لساعات متواصلة؟!!
*- القدوة القارئة: إذا كان البيت مزوداً بمكتبة ولو صغيرة، تضم الكتب والمجلات المشوقة، وكان أفراد الأسرة ولاسيما الأب والأم من القارئين والمحبين للقراءة، فإن الطفل سوف يحب القراءة والكتاب؛ فالطفل عندما يرى أفراد أسرته يقرأون، ويتعاملون مع الكتاب، فإنه سوف يقلدهم، ويحاول أن يمسك بالكتاب وتبدأ علاقته معه. وهنا لا بد من التنبيه إلى عدم إغفال الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة بعد، ونسأل: هل أن الطفل ليس بحاجة إلى الكتاب إلا بعد دخوله المدرسة؟ ونقول: إن المتخصصين في التربية وسيكولوجية القراءة، يرون ضرورة تدريب الطفل الذي لم يدخل المدرسة على مسك الكتاب وتصفحه، كما أنه من الضروري أن توفر له الأسرة بعضاً من الكتب الخاصة به، والتي تقترب من الألعاب في أشكالها، وتكثر فيها الرسوم والصور.
*- توفير الكتب والمجلات الخاصة للطفل: هناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الطفل، وإصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص، ولا شك أن لهذه الكتب والمجلات والقصص شروطاً منها:
1- أن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل.
2- أن تناسب العمر الزمني والعقلي للطفل.
3- أن تلبي احتياجات الطفل القراءتية.
4- أن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة.
*- تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة له:
بحيث تضم الكتب الملونة، والقصص الجذابة، والمجلات المشوقة، مع عدم إغفال اصطحابه للمكتبات التجارية، والشراء من كتبها ومجلاتها، ولكن مع ترك الاختيار له، وعدم إجباره على شراء شيء معين، وعلى الأهل تقديم العون والاستشارة له فقط وكل هذا يجعل الطفل يعيش في جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال.
*-التدرج مع الطفل في قراءته:
لكي نغرس حب القراءة في الطفل ينبغي التدرج معه، فمثلاً نقدم له كتاباً مصوراً فقط، ثم كتاباً مصوراً بحيث يكون في الصفحة الواحدة صورة وكلمة فقط، ثم كتاباً مصوراً ويكون في الصفحة الواحدة كلمتان، ثم كتاباً مصوراً ويكون في الصفحة الواحدة سطر وهكذا.
*- مراعاة رغبات الطفل القراءتية:
إن مراعاة رغبات الطفل واحتياجاته القراءتية، من أهم الأساليب لترغيبه في القراءة، فالطفل مثلاً يحب قصص الحيوانات وأساطيرها، ثم بعد فترة، يحب قصص الخيال والمغامرات والبطولات وهكذا؛ فعلى الأهل المساهمة في تلبية رغباته وحاجاته القراءتية، وعدم إجباره على قراءة موضوعات أو قصص لا يرغبها!!
*- المكان الجيد للقراءة في البيت.
لا بد من تخصيص مكان جيد ومشجع للقراءة في البيت بحيث تتوفر فيه الإنارة المناسبة والراحة الكاملة للطفل، كي يقرأ ويحب المكان الذي يقرأ فيه والبعض يغري طفله بكرسي هزاز للقراءة فقط.
*- خصِّصي لطفلك وقتاً تقرئين له فيه:
عندما تخصص الأم وقتاً تقرأ فيه لطفلها القصص المشوقة والجذابة، حتى ولو كان يعرف القراءة فإنها بذلك تمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة في نفس طفلها.
*- استغلال الفرص والمناسبات:
إن استغلال الفرص والمناسبات، لجعل الطفل محباً للقراءة، من أهم الأمور التي ينبغي على الأهل أن يدركوها؛ فالمناسبات والفرص التي تمر بالأسرة كثيرة، ونذكر هنا بعض الأمثلة، لاستغلال الفرص والمناسبات لتنشئة الطفل على حب القراءة:
1- استغلال الأعياد بتقديم القصص والكتب المناسبة هدية للطفل. وكذلك عندما ينجح أو يتفوق في دراسته.
2- استغلال المناسبات الدينية، مثل الحج والصوم، وعيد الأضحى، وغيرها من مناسبات لتقديم القصص والكتيبات الجذابة للطفل حول هذه المناسبات، والقراءة له، وحواره بشكل بسيط والاستماع لأسئلته.
3- استغلال الفرص مثل: الرحلات والنـزهات والزيارات، كزيارة حديقة الحيوان، وإعطاء الطفل قصصاً عن الحيوانات، وحواره فيها، وما الحيوانات التي يحبها، وتخصيص قصص مشوقة لها، وهناك فرص أخرى يمكن تقديم كتيبات وقصص جذابة ومفيدة حولها.
*- استغلال هوايات الطفل لدعم حب القراءة:
جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها، منها مثلاً: الألعاب الإلكترونية، تركيب وفك بعض الألعاب، قيادة الدراجة، الرسم، الحاسب الآلي، كرة القدم وغيرها من الألعاب. لذا على الأهل توفير الكتب المناسبة، والمجلات المشوقة، التي تتحدث عن هواياتهم والتي يندفعون إلى قراءتها وعلى الأهل هنا أن لا يقلقوا إذا كانت هذه الكتب تافهة، أو لا قيمة لها في نظرهم...فالمهم هنا هو تعويد الطفل عل القراءة، وغرس محبتها في نفسه.
*- قراءة الطفل و التلفزيون:
إن كثرة أجهزة التلفزيون في المنـزل تشجع الطفل على أن يقضي معظم وقته في مشاهدة برامجها، وعدم البحث عن وسائل للتسلية، أما مع وجود جهاز تلفزيون واحد، فإن الطفل سوف يلجأ إلى القراءة بالذات حين يكون فرد آخر في أسرته يتابع برنامجاً لا يرغب الطفل في متابعته.!! على الأهل أن لا يضعوا جهاز التلفزيون في غرفة أطفالهم لأنهم سوف ينامون وهم يشاهدونه بدلاً من قراءة كتاب قبل النوم..وكلما كبر الطفل وازدحمت حياته، وزاد انشغاله، فإن وقت ما قبل النوم، يصبح هو الفرصة الوحيدة للقراءة عنده، لذا احرصوا على غرس هذه العادة في الطفل!
*- المدرسة وقراءة الطفل:
تابعوا باستمرار كيف يتم تدريس القراءة لأطفالكم، اذهبوا إلى المدرسة تعرفوا على معلمة القراءة، وبينوا لها أنكم مهتمون بقراءة طفلكم وبينوا لها أيضاً البرامج التي تقدمونها لطفلكم ليكون محباً للقراءة. وأسالوا معلمة القراءة كيف يتم تدريس مادة القراءة لطفلكم واسألوا عن الأنشطة القراءتية التي يمارسها طفلكم في المدرسة، ولا تنسوا السؤال عن علاقة طفلكم بمكتبة المدرسة.
*- الطفل والشخصيات التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها:
من المهم تزويد الطفل ببعض الكتب عن الشخصيات التي يحبها، أو التي يمكن أن يحبها، وأن يتعلم المزيد عن شخصية الرسول صلى الله عليه وآله، وحياته وأهل بيته عليهم السلام والشخصيات البطولية في التاريخ الإسلامي وهذا كله موجود في قصص مشوقة وجذابة ، ولاسيما إذا كان الطفل لا يحب قصص الخيال لكنه يحب قصص الخير ضد الشر والمغامرات الواقعية.
*- عوّدوا طفلكم على قراءة الوصفات:
عند شراء الدواء، فإن وصفة طريقة تناول الدواء تكون موجودة داخل العلبة، وعند شراء لعبة للطفل تحتاج إلى تركيب، فإن وصف طريقة التركيب تكون مصاحبة لها. لذا من الضروري أن تطلبوا من طفلكم أن يقرأها أولاً، أو أن يقرأها له الأهل بصوت واضح. المهم أن يتعود على قراءة أية وصفة مصاحبة لأي غرض. لأن ذلك سوف يدفعه إلى حب القراءة والتعود عليها.
*- الطفل ومسرح القراءة:
إن الأطفال يقرأون بسهولة عندما يفهمون ما يقرأون، لذا اختاروا الأدوار في القصة، واجعلوا طفلكم يصبح إحدى الشخصيات ويقرأ الحوار الذي تنطق به وهذا هو ما يسمى (مسرح القراءة) وهذا سوف يساعد على المتعة والإثارة أثناء القراءة.