هناء نور الدين
تتألق مجلة بقية الله باسمها النوراني الذي يحمل في طياته قدسية وصاحب الوجود والعصر الذي نعيش فيه،... وتزدهي بكلماته المستقاة من مشكاة الوحي وعصارة الرسالة ونمير معينها لترسم للجيل الناشئ معالم النهج الأصيل المكلّل برايات النصر وعبق الجهاد وعنفوان الشهادة...
كما تتميز مجلة بقية الله بمواضيعها الثقافية والقرآنية والتربوية المختلفة والتي تهدف إلى بناء مجتمع يعني بالثقافة القرآنية، والقيم الإنسانية، والفكر الإسلامي البناء ويبحث عن المعرفة من جذورها، وهي موجهة إلى جميع الشرائح الاجتماعية وخصوصاً جيل الشباب عبر تقديم الرؤية الإسلامية والقرآنية حول العديد من المواضيع والطروحات الفكرية المعاصرة المستجدة بلغة وفكر يتناسبان مع روح العصر وحضارته وثقافته. وقد ساهمت المجلة عبر سنين عمرها في تثقيف المجتمع بشكل عام. تاريخياً... عبر سرد سير الأئمة عليهم السلام والأنبياء وشرح الأدوار السياسية التي أدّوها ولو بشكل موجز جداً-ولمن أراد المعرفة أكثر فليراجع أمهات المصادر- وجهادياً... عبر سرد قصص الشهداء والمجاهدين وألوان الحياة التي عاشوها، والتضحيات التي قدموها وحرارة الإيمان التي التهبت في أعماقهم.وهجرهم للدنيا وملذاتها في سبيل الله وتحقيقاً لوعد الله. وسياسياً... عبر تقديم الرؤى والفكر السياسي الذي نؤمن به كمسلمين ملتزمين بخط ونهج أهل البيت عليهم السلام. وتربوياً... حيث عرضت المجلة مجموعة من المقالات التربوية التي تعالج مشاكل عديدة وتلقي الضوء على النظرية التربوية من خلال الفكر الإسلامي سواء في المجتمع أو داخل الأسرة في البيت أو الجامعة أو المدرسة. وفقهياً... من خلال تثقيف وتوعية الجيل بمسائل الحلال والحرام سواء في العبادات أو المعاملات كأحكام الصلاة والصيام والحج وغيرها. وقد اهتمت المجلة بقضايا وشؤون وشجون المرأة حيث واكبتها وقدّمت لها نصائح تربوية واجتماعية وأخلاقية وقدّمت لها نموذج المرأة القرآنية في كيفية حركتها وسلوكها ومعراجها إلى الله تعالى وعرضت سيرة السيدات العظيمات اللواتي خلد ذكرهنّ التاريخ أمثال السيدة خديجة عليها السلام والزهراء عليها السلام وزينب عليها السلام والسيدة مريم عليها السلام التي نطق القرآن باسمها صريحاً إجلالاً وتعظيماً لها والهدف من ذلك أن تعود المرأة اليوم إلى جذورها وأصولها القرآنية. ومن يتابع صفحات المجلة يلاحظ المشاركة بين المجلة والقارئ والتفاعل معها عبر المسابقات، وتقديم الجوائز، والأنشطة الثقافية والإجتماعية، وعرض للمشاكل التربوية والسلوكية، وتقديم الحلول المناسبة لها من قبل أخصائيين وتربويين بطريقة تنسجم مع التعاليم القرآنية وروح الشريعة الإسلامية.
وأخيراً... نأمل أن تتسع آفاق المجلة أكثر بتقديم المعرفة، وتواكب التحديات الفكرية المعاصرة بقوة استنادها إلى الفكر والمنطق الإسلامي، وخصوصاً الغزو الثقافي والفكري لطلاب المدارس والجامعات، وأن تحتضن جيل الشباب لأنهم الأمل الموعود في التغيير والتمهيد لدولة "بقية الله" عجل الله تعالى فرجه الشريف.