مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آداب ومستحبات‏: حتى لا تكون التجارة خسارة

السيد سامي خضرا

 



قنَّن الإسلام لكل ما تحتاجه التجارة في المجتمع، فتناولت تشريعاته المتميزة عن سائر التشريعات الأخرى بتفصيلاتها وشموليتها مواضيع البيع والشراء والغَبْن والنقد والنسيئة والصلح والإجارة والجعالة والمضاربة والشركة والمزارعة والمساقاة والدين والقرض والحوالة والكفالة والوكالة... ومن الطبيعي، وعلى سُنَّة الإسلام، أن يكون لكل ما تقدم آدابٌ وسُنن شريفة، أدَّى التزام المسلمين بها إلى انتشار الإسلام في بقاع كثيرة من الأرض كأندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وغيرها. فهل يلتزم التجار المسلمون بهذه الآداب، ومَنْ أولى منهم بذلك؟

1- الأمانة: الحديث عن الأمانة وحرمة الخيانة، وعن الصدق وتجنُّب الغش، والحرص على الحلال. بحاجة إلى زاوية خاصة، وهي أمور تُفترض في كل مسلم، أكان تاجراً أم لا.

2- يستحب المساواة بين الزبائن، وأن تكون المعاملة واحدة للجميع. إلاّ إذا كان من أهل العلم والدين.

3- "إقالة النادم": وهو من المصطلحات الشرعية، ويعني أن نُلبِّي رغبة المشتري في إرجاع البضاعة واسترداد ماله، فلعلَّه مضطر أو محرج. ورد في النص الشريف عن مولانا رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: "مَنْ أقال مسلماً، أقاله اللَّه عثرته". وعن مولانا الصادق عليه السلام: "أيُّما عبدٍ أقال مسلماً في بيع، أقاله اللَّه عثرته يوم القيامة".

4- عند إيقاع عقد البيع، من أدب الإسلام، شهادة الشهادتين المباركتين، بأن لا إله إلا اللَّه وبأنَّ محمداً رسول اللَّه صلى الله عليه وآله... كما يُستحب التكبير.

5- من روائع الإسلام، استحباب أخذ الناقص وإعطاء الزائد، فلو أراد مثلاً شراء كيلو سكر، فالمستحب للمشتري أخذه بأقل بعدَّة غرامات، كما يستحب للبائع أن يزيده بعدة غرامات أو أن يأخذ أقل مما اتفقا عليه. فعن مولانا الصادق عليه السلام: "لا يكون الوفاء، حتى يميل الميزان". ولا يخفى أثر ذلك على أجواء المجتمع إذا كانت هذه الممارسة يومية وشاملة، فتنتشر فيه الإلفة والمحبة والإيثار والكرم.

6- يُكره للمشتري ذمُّ البضاعة المعروضة عليه، بحيث يبخسها حقها... هذا دون الكذب، وإلاَّ كان محرماً.

7- كتمان العيب أو سَتْره حرام.

8- كذلك الغش: كخلط الماء بالحليب، والزيت الردي‏ء بالجيد، أو زيت الزيتون بزيوت أخرى، والعسل بالسُّكر، وإخفاء الفواكه الرديئة تحت الفواكه الجيدة، وبيع السمك البائت على أنه طازج، ومحرك السيارة الخرب على أنه جيد. رُوي في الخبر عن سيد البشر صلى الله عليه وآله: "مَنْ غش أخاه المسلم، نزع اللَّه بركة رزقه، وسدَّ عليه معيشته، ووكله إلى نفسه"(1).

9- يُكره البيع في المكان المظلم كالذي يُمكن فيه إخفاء النقيصة والعيوب. وعندما مرَّ مولانا الكاظم عليه السلام بهشام بن الحكم، وكان يبيع السابري في الظلال، قال له: "يا هشام، إنَّ البيع في الظل غشٌ، وإنّ الغش لا يحل".

10- يُكره الحلفُ على البيع، كأن يقول: واللَّه إنَّه لجيد... أو أُقسم عليك لتَشْترينَّه...

11- يُكره الربح الزائد عن المقدار الشائع، على المؤمن.

12- الأفضل ترك البيع والنِّقاش بين الطلوعين (طلوع الفجر وطلوع الشمس) لأنه وقت عبادة وذكر.

13- يُكره طلب تنقيص الثمن بعد إتمام عقد البيع.

14- يُكره لِمَنْ لا يُتقن الطريقة الصحيحة للكيل والوزن والعدِّ... أن يتصدَّى لذلك حتى لا يقع في الخطأ.

15- يستحب للتاجر أن لا يستخف بقليل الرزق "فمن استقلَّ قليل الرزق حُرم كثيره"... وتُكره الشكوى من عدم الربح.
* للاستزادة يراجع "أخلاق التاجر المسلم" و"مستحبات وسُنن" للكاتب.


(1) راجع "أخلاق التاجر المسلم" صفحة 25 24 فهناك عدة قصص عن السنُّة العملية لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله في السوق.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع