الشاعر يوسف سرور
مهداة إلى وليِّ أمر المسلمين، الإمام الخامنئي (حفظه الله)
وَلِيَّ الأَمْرِ مُرْ تَرَنِي وَفِيَّا |
وَثُرْ، تتَوَقَّدِ النِّيرانُ فِيَّا |
وأشْرقْ سيِّدي في أُفْقِ قلبي |
تجِدْ نورَ الوَلاءِ هَوَى عَلَيَّا |
وجَمِّلْ مُهجَتي، وانْظُرْ إليها |
بعينٍ تسْتحي منها الثُّرَيَّا(1) |
وسِرْ كالدَّمِ يجري في عُروقي |
وحَلِّقْ في روابي مُقْلَتَيَّا |
وأنْقِذني فيرضى اللهُ عنِّي |
وأيقِظْني لَعَلِّي صرتُ شَيَّا |
وأَظْهِرْ وجهكَ الزَّاهي، فإِنِّي |
بِوجْهِكَ يا "عَلِيُّ" أرى "النَّبِيَّ" |
***
رضعتُ هواكَ يا مولايَ طِفلاً |
وهِمْتُ(2) بِنَهْجِكَ السَّامِي صَبِيَّا |
وحينَ كبرتُ واشتدَّتْ عِظامي |
وسِرتُ مع الشَّبَابِ فَتًى سَوِيَّا |
سطَعتَ عليَّ لأْلاءَ المُحيَّا |
رفيعَ الهامِ، بدراً مشرقيَّا |
وصرتُ أراكَ في ساحِ المعالي |
شديدَ البأسِ، مِقْداماً، أَبيَّا |
وفي ساحِ التُّقى علماً زكيًّا |
رَضِيًّا، أرْيَحِيًّا(3)، ألْمَعِيَّا(4) |
فأتْحِفْني بأُغْنيَةِ التَّوَلِّي |
وأرسِلْ لحنَهَا في مَسمَعَيَّا |
لَعَلِّي أرتَقي قِمَمَ التَّجَلِّي |
وذنبُ الجهلِ أهجُرُهُ مَلِيَّا |
***
"عَلِيَّ الخَامِنَائِي" قُمْ وحَيِّ الْـ |
خُمَيْنِيَّ العظيمَ المُوسَوِيَّا |
وزَيِّنْ من ورود الشُّكرِ رُوحاً |
"لِروحِ اللهِ" وازرَعْهَا حُلِيَّا |
وأَطْلِقْ للخُمينيِّ المُفَدَّى |
نداءً صادقاً غَرِداً خَفِيَّا |
وباركْ شمسَ ثورتهِ صباحاً |
وشاركْ في تهَجُّدِهِ عَشِيَّا |
فإنَّ اللهَ قدْ آتاهُ حُكْماً |
ولمْ يجعَلْهُ جبَّاراً عَصِيَّا |
وأيَّدَهُ بعزٍّ ليسَ يبلَى |
وجلْبَبَهُ بثوبِ المجدِ زِيَّا |
ولمَّا غابَ جِئْتَ بعزْمِ "يَحْيَى"(5) |
إماماً "خامِنَائِيًّ" تَقِيَّا |
أخذْتَ كتابَ ربِّ الكونِ تمضي |
بِقُوَّةِ سَيِّدٍ أضحَى وَلِيَّا |
ووَلَّيْتَ المُحيَّا شَطْرَ قُدْسٍ |
وصِحْتَ: إليَّ يا أَقْصَى، إلَيَّا |
فإنَّ قصيدةَ الأبرارِ رَدَّتْ |
نِدايَ، وقدْ وضعتُ لَهَاالرَّوِيَّا(6) |
وإنَّ الظّالمينَ وإِنْ تَباهَوْا |
لسوفَ بثورتي يَلقَوْنَ غَيَّا |
"وروحُ اللهِ" إنْ غطَّتْهُ سُحْبُ الـ |
ثَّرَى، هيهاتَ نتبَعُ "سَامرِيَّ"(7) |
ولكنْ سوفَ نُطلقُ في سَمَانَا |
نداءً يملأُ الدُّنْيَا دَوِيَّا: |
سنمضي خلفَ نهجِكَ يا خُمَيني |
ونحوك سوفَ نَطوِي الأرضَ طَيَّا |
لنبْلُغَ جنَّةَ الرحْمَنِ شَوقاً |
ونَهْوِي ساجِدِين لهُ، بُكِيَّا |
ليشْمَلَنَا برحمَتِهِ، ويرضَى |
وَرَبُّ الخلقِ كانَ بِنَا حَفِيَّا |
***
ولِيَّ الأمرِ قَرَّ اليومَ عَيْناً |
وَقُدْ ثَوراتِنَا ما دُمْتَ حَيَّا |
أشِرْ تَرَنَا وراءَكَ يا إمامي |
نَصُدُّ عَدوَّنَا الباغي سَوِيَّا |
ونختصِرُ الطريقَ إلى المعالي |
بأَفْئدَةٍ تُواجهُ سَمْهَرِيَّا(8) |
ونهتفُ: إنَّ ذِئْبَ الشِّركِ يعْوِي |
فهيَّا يا رجالَ اللهِ، هَيَّا |
نرُصُّ صُفوفَنَا، وبِكُلِّ فَخْرٍ |
نُبايعُ "خَامِنائِيًّ" "عَلِيَّ" |
(1) الثّريَا: مجموعة كواكب في السماء.
(2) همتُ من هام أي أحبَّ.
(3) الأريحيَّة هي خصلة تجعل الإنسان يرتاح إلى الأفعال الحميدة وبذل العطايا.
(4) الألمعيّ: صاحب الذكاء المتوقّد.
(5) النبي يحيى الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه: يا يحيى خُذِ الكتابَ بقوَّةٍ وآتيناه الحكم صبيّا.
(6) الرويّ: حرف القافية.
(7) السَّامري: كان على زمن النبي موسى (ع)، وكان يعبد العجل الذي سُمع له خوار، ووردت قصته في القرآن الكريم.
(8) السَّمهريّ: الرمح الصّلب.