نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

آداب ومستحبّات: النظافة من بديهيات الإسلام

السيد سامي خضرا

 


ليس من المستغرب أبداً أن يُقالَ عن الإسلام: إنه دينُ الطهارةِ والنظافة.. فمن يطَّلع على مبادئ الإسلام، أو بعضٍ من عباداته، يُدركُ ذلك عن قرب ومَنْ يُقدَّر له أن يعيشَ في مجتمعٍ إسلامي، يكتشف طرُق النظافة الظاهرة في حياة المسلمين، حتى العوام منهم، حيث أصبحت هذه الطرقُ تنْتقِل تلقائياً وبالوراثة من السلف إلى الخلف.. بل إن مسائلَ الطهارة والنظافة باتت تشكِّلُ جزءاً من عادات أهلنا في القرى والبوادي... قال الله سبحانه: ﴿... فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (التوبة: 108). وقال عز وجل: ﴿َا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ... * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ..... * قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ... (الأعراف: 31-33).

* النظافة في عبادات الإسلام
ومن المسلَّمات المعروفة بين القاصي والداني، أن تطهير البدنِ والثوبِ للصلاة أو الطوافِ واجبٌ، تبطل هذه العبادات بتركه عمداً. وذكر العلماء الأعلام، رضوانُ الله عليهم، حرمة تنجيسِ المساجد، ووجوبَ تطهيرها مباشرة على سبيل الوجوب الكِفائي، على كل مسلم، حتى أنَّ تطهير المساجد مُقدَّم عندهم على صلاة الفريضة، ما لم يزاحم وقتها... كذلك، فإن أمواتَ المسلمين لا يجوز دفنُهم إلا بطهارة معروفةٍ منصوصٍ عليها...

* البيت النظيف
من هنا، ورد الإستحبابُ في كنس البيوت وتنظيفها، حتى جاز التعبُّدُ إلى الله تعالى والتقرُّب منه جلَّ وعلا من خلال ذلك، فقد قال النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما ورد عنه: "اكنسوا أفنيتكُم ولا تشبَّهوا باليهود"(1). وورد عن مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: "كنسُ البيوت ينفي الفقر"(2)... وقال الإمام علي عليه السلام كما ورد عنه: "نظِّفوا بيوتكم من حَوْك العنكبوت، فإنَّ تركَهُ في البيت يورثُ الفَقْر"(3).

* الثوبِ النظيف
وورد الاستحباب أيضاً في لِبْسِ الثوبِ النقي النظيف الطاهر. وأشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى ذلك كما روي عنه حيث قال: "غسلُ الثيابِ يُذهِبُ الهمَّ والحُزنَ..."(4). وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لإحدى زوجاته: "يا (فلانة، اغْسلي هذين الثوبين، أما علِمتِ أن الثوبَ يُسبِّحُ، فإذا اتسخ انقطع تسبيحُه!"(5). وفي رواية عن الصادق عليه السلام يشرحُ فيها كيف أنَّ الله تعالى يحب إذا أنعم على عبدِه نعمةً أن يُرى عليه أثرُها، فقال ذاكراً جملة استحبابات: "يُنظف ثوبَه، ويطيِّب ريحَه، ويُجصِّصْ داره، وَيكِنسُ أفنيَتَهُ، حتى أن السراج قبل مغيبِ الشمس ينفي الفَقْرَ، ويزيدُ في الرزق"(6). فهذه جملة من آداب النظافة في الإسلام، ينبغي العمل بها ونشرها بين الناس .


وسائل الشيعة، ج1، ص423، آداب الحمام، ح3.
وسائل الشيعة، ج3، ص571، ح2.
نهج البلاغة، ص577.
وسائل الشيعة، ج3، ص346، ح4.
ميزان الحكمة، ح20033.
وسائل الشيعة، ج3، ص341.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع