إيفا علوية ناصر الدين
في أعماق كل منّا شعور أصيل بالحاجة إلى العيش بسلام مع الآخرن في المحيط الذي ننتمي إليه، وتتوق أنفسنا إلى حياة تسودها أجواء المحبة والمودة والصفاء والبسمة والرحمة والأنس والراحة والأمان والعطف والبر والكلمة الطيبة والتعامل الحسن.
وبالرغم من روعة هذه المعاني، وواقعيتها، وعدم صعوبة قابليتها للتطبيق، إلاّ أنه في يوميات كل منّا مواقف معرضة للتطور إلى أجواء مشحونة أو مكهربة تخرق أسس العلاقة بين الأزواج، أو تدق باب العلاقة مع الأهل والأقارب والأصحاب والزملاء والمعارف والجيران... وغالباً ما تحصل هذه الأجواء نتيجة اختلاف في الأخلاقيات، والسلوكيات، والآراء، ووجهات النظر، وأساليب الحياة، والعادات المتبعة فيها، والاختلاف في فهم الأمور، وتقديرها، والمنحى المعتمد في تفسيرها وتحليلها.
وعندما تلقي هذه الأجواء بثقل غمامتها على كاهل النفس، تغرقها في شعور متلاطم بالتوتر أو الانفعال أو الغضب أو الضيق أو الكآبة، وتختلف حدة ردة الفعل بحسب طبيعة كل شخص وطباعه، إلا أن النتيجة قد تختصر في نمو المشاعر الداكنة في القلب من خلال التركيز على الصورة السلبية للأشخاص واستحضار سيئاتهم فقط. وعلى اعتبار أن لكل شخص أياً كان حسناته وسيئاته ولكل نفس جوانبها السلبية والايجابية، تأتي الوصفة السحرية لتقول: استحضروا حسنات الآخرين، وتذكروها دائماً، بل ابحثوا عنها إذا لم تكن بادية للعيان، وذلك على طريقة النظر إلى النصف الممتلئ من الكوب، أو على طريقة: تفاءلوا بالخير تجدوه.