نور روح الله | علّمتنــا  أن نبصر جمـال البلاء* مع الإمام الخامنئي | رسالة القرآن: حقيقة النصر* تسابيح جراح | نبضي الخافت تمرّد على الموت مناسبة | في جوار المعصومة عليها السلام الافتتاحية | أذلّاء، لن يجدوا إلّا سراباً كان أباً مجاهداً - حوار مع عائلة سماحة السيّد الشهيد هاشم صفيّ الدين (رضوان الله عليه) وصيّة السيّد صفيّ الدين: "ممنوع أن يجوع أحد" قيادة السيّد هاشم: حـزمٌ فـي ليـن نذرٌ أثمر شرحاً - شــــرح نهــــج البلاغـــة للسيّد هاشم صفيّ الدين لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد

نور روح الله | علّمتنــا  أن نبصر جمـال البلاء*

 


إنّ كلّ مرارة في عالمنا تنطوي على حلاوةٍ ما. تجري الأحداث في العالم على هذا المنوال دائماً. علينا أن نعرف بأنّ لدينا مرارة وحلاوة، لكنّ المرارة تأتي من قلّة معارفنا.

• ما رأيت إلّا جميلاً
لاحظوا لمّا استشهد خير خلق الله في عصره وسيّد شباب أهل الجنّة عليه السلام مع فتية بني هاشم وثلّة من أصحابه، وعلى الرغم من كلّ ما جرى، ترَون السيّدة زينب عليها السلام تقسم في مجلس يزيد الخبيث بأنّنا ما رأينا إلّا جميلاً. شهادة الإنسان الكامل جميلة بنظر أولياء الله، لا لأنّه حارب وقُتل، بل لأنّ حربه كانت من أجل الله وفي سبيله؛ فكانت ثورة ربّانيّة.
فليقم ضيوفنا الكرام بنشر هذا المعنى في أقطارهم، فيخبرون الناس بأنّ شباب أمّتنا يسارعون إلى الجبهة والشهادة بكلّ اندفاع واشتياق، ويعدّون الشهادة فوزاً عظيماً. وهذا الفوز العظيم لا ينشأ من القتل، فإنّ خصومنا يُقتلون أيضاً، بل ينشأ من أنّ الدافع إسلاميّ وربّانيّ. عندما يصبح الدافع هو الإسلام، يشعر الإنسان باللذّة لا الحسرة. لكن، بما أنّنا ناقصون ولم نصل بعد إلى المنزلة التي يجب أن نصلها، نشعر بالمرارة من هذه الناحية، وهذا شي‏ء بديهيّ طبقاً للحالة الروحيّة التي لدينا.
لقد استشهد منّا أشخاص كبار على أيدي الفجرة الأشرار، وعوائلهم وأطفالهم يُقتلون الآن، وهذا يصعب علينا، لكنّ الخطب يهون عندما نلاحظ الدوافع والغايات، ونفهم أهداف الأنبياء عليهم السلام، وما قاموا به وما حدث في الإسلام؛ أي يزول الخوف والرعب من قلوبنا، وتتبدّل المرارة إلى لذّة وحلاوة، وتتحوّل المصيبة إلى عذوبة.
كلّما تقدمنا نحو هذا الدافع، واستطعنا هضم هذا المطلب الروحيّ، سوف يكون ذلك سبباً حتّى لا نواجه مرارة في حياتنا، إلّا في ما خالف الإسلام(1).

• النساء كما الرجال لا يخشين المواجهة
إنّ السيّدة زينب عليها السلام واجهت يزيد ووبّخته بحيث لم يسمع بنو أميّة مثل هذا التوبيخ طوال حياتهم. كما إنّ ما تحدّثت به في الطريق إلى الكوفة وفي الشام، وخطبة الإمام السجّاد عليه السلام في مسجد الكوفة، أوضحا للناس بأنّ القضيّة ليست قضيّة خوارج وخروج على سلطان زمانه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مثلما حاول يزيد تصوير نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
لقد علّمنا سيّد الشهداء عليه السلام وأصحابه وأهل بيته واجبنا ومسؤوليّاتنا: التضحية في الميدان، والإعلام خارج الميدان. فبقدر قيمة تضحية سيّد الشهداء وعظمتها عند الله تبارك وتعالى، ودورها في توعية الأمّة، تركت خطب الإمام السجّاد والسيّدة زينب عليهما السلام تأثيرها في نفوس الناس؛ إذ علّمنا الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام بأنّ لا يخشون النساء والرجال مواجهة الطغاة، التصدّي للحكومة المستبدّة(2).

• علّمونا كيف نتصرّف
كما علّمنا الإمام السجّاد عليه السلام، نجل الإمام الحسين عليه السلام، كيف ينبغي التصرّف بعد تلك الواقعة. وهل يجب الاستسلام، أم تقليص حجم الجهاد، أم العمل مثلما فعلت الحوراء زينب عليها السلام إثر تلك المصيبة العظمى التي تتضاءل دونها المصائب؟ حيث صمدت وتحدّت الكفر والزندقة، وخطبت كلّما سنحت لها الفرصة، وأوضحت ما يجب إيضاحه.(3)
 

1. صحيفة الإمام، ج ‏20، ص 171.
2. المصدر نفسه، ج ‏17، ص 52.
3. المصدر نفسه، ج ‏17، ص 53.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع