يا أيّها الجنوب الذي فيك توضّأت البنادق
وقامت لصلاتها في الليل في الخنادق
وعند الفجر غفت قرب مقاوم
أرعبتهم يا جنوب العزّ حين حرّكت أجفان النّصر
وأيقظت صباحات الحياة
ورسمت ياسمين الدّروب على كلّ المفارق
وحملت العقيق تنثره فوق الرّوابي
وبين رابية وسهل
كانت دفاترنا الصّغيرة
وكتبنا الرّثة العنيدة
وكان أبناؤك بين ركعة وركعة يدرسون
وبعدد شتلات تبغهم يردّدون
سورةَ الفتح حين تفتّحت في السّهول
لا همّهم قنديل غاز
أو ضوء قمر
ففي قلوبهم ألف نور ونور يجول
وكان هناك معلّمٌ مخلصٌ صادق
من الرّكام امتشق الحرف مع البنادق
وما بين الحرف والحرف فيالق
وألفُ قصيدةٍ في تاريخ الحرّيّة
ألفُ بيان من الفخر والاعتزاز عَبَر
ألفُ شهيد وجريح وغفا جميل أثر
فاطمة أحمد شعبان