نور روح الله | علّمتنــا  أن نبصر جمـال البلاء* مع الإمام الخامنئي | رسالة القرآن: حقيقة النصر* تسابيح جراح | نبضي الخافت تمرّد على الموت مناسبة | في جوار المعصومة عليها السلام الافتتاحية | أذلّاء، لن يجدوا إلّا سراباً كان أباً مجاهداً - حوار مع عائلة سماحة السيّد الشهيد هاشم صفيّ الدين (رضوان الله عليه) وصيّة السيّد صفيّ الدين: "ممنوع أن يجوع أحد" قيادة السيّد هاشم: حـزمٌ فـي ليـن نذرٌ أثمر شرحاً - شــــرح نهــــج البلاغـــة للسيّد هاشم صفيّ الدين لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد

جهاد البناء: دليلك للمشاركة في السّوق المحلّيّ

تقرير: إيمان قصير القرصيفي


تسمح النشاطات الاقتصاديّة والاجتماعيّة للأسواق المحلّيّة بتمكين مجتمعاتها، والحفاظ على تراثها الثقافيّ، وتعزيز أمنها الغذائيّ ما يساهم في تفعيل التنمية الريفيّة. من هنا، يبرز دور مؤسّسة جهاد البناء الإنمائيّة كإحدى الركائز الأساسيّة في دعم التنمية المحلّيّة في لبنان، بحيث تتبنّى نهجاً لا يهدف إلى الربح، بل إلى التمكين الاقتصاديّ والاجتماعيّ، عبر تكريس جهودها لدعم المزارعين والمنتجين الصغار، وغيرها من الأدوار التي سنسلّط عليها الضوء في هذا المقال، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتيّ للمجتمع وتعزيز صموده.

• دعم وتمكين
كرّست جهاد البناء الإنمائيّة منذ تأسيسها سنة 1987م عملها الرياديّ في خدمة أهلها في المناطق اللبنانيّة المختلفة، من خلال مساعدة المزارعين، سواء في دعم العمل الزراعيّ مباشرة أو في تعزيز قطاعَي إنتاج المونة البلديّة والحرفيّات. ولم تكن المؤسّسة تسعى خلال العقود التي خلت إلى الربح الماديّ، بل كان هدفها المحوريّ التمكين الاقتصاديّ والاجتماعيّ، ودعم البيئة الحاضنة للمقاومة، وتوفير مستلزمات الصمود في الأرض، عبر إيجاد الحلول المستدامة للتحدّيات الاقتصاديّة، وتعزيز قيمة الإنتاج الزراعيّ المحلّيّ، وتوفير وسائل وقنوات تسويقيّة فعّالة.
تستهدف نشاطات مؤسّسة جهاد البناء الإنمائيّة في الأسواق المحلّيّة التي تقيمها مختلف الشرائح الموجودة في المجتمع. فمن الناحية الجغرافيّة، تقيم المؤسّسة أسواقاً متعدّدة في مختلف المناطق اللبنانيّة على مدار السنة. ومن الناحية التخصّصيّة، تركّز بعض الأسوق على دعم قطاعات إنتاجيّة معيّنة، لا سيّما الزراعيّة والحرفيّة منها، فيما تفتح العديد من الأسواق أبوابها لمختلف القطاعات. وإيماناً منها بأهميّة العمل التعاونيّ في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مبادئ التضامن الاجتماعيّ وتبادل الخبرات بين المنتجين، تركّز المؤسّسة على تفعيل دور الجمعيّات التعاونيّة وتطويرها. ومن خلال مشروع الأسواق المحلّيّة، تعمل على دعم الفئات الشابّة المنتجة، وتخصّص حيّزاً من نشاطاتها لتمكين الأسرة اقتصاديّاً واجتماعيّاً ما يعزّز من قدرتها على المساهمة في دعم مدخولها الماليّ، وذلك من خلال توفير فرص التدريب المهنيّ ورفع كفاءة الإنتاج والتسويق لديها.

• نشاطات الأسواق
تتنوّع النشاطات التي تقيمها المؤسّسة في الأسواق بحسب طبيعة المكان والزمان، ووفقاً لاحتياجات السوق المحلّيّة واهتمامات الجمهور المستهدف، بحيث تشمل مجموعة متنوّعة من الفعاليّات، بما في ذلك:
1. عرض المنتجات الزراعيّة: عرض مجموعة واسعة من المنتجات الزراعيّة، مثل الخضروات والفواكه والحبوب والألبان والأسماك والأعشاب.
2. عرض منتجات الحِرف اليدويّة: المصنوعة من المواد الطبيعيّة مثل الخشب والقماش والزجاج والخزف.
ج. ورش العمل والتوعية: تنظيم ورش العمل والجلسات التوعويّة حول ممارسات الزراعة المستدامة، وتقنيّات زراعة جديدة، واستخدام منتجات زراعيّة بشكل فعّال.
د. عروض تقنيّة وزراعيّة: عرض أحدث التكنولوجيا والأدوات الزراعيّة التي يمكن أن تساعد المزارعين في زيادة إنتاجيّتهم وكفاءتهم.
هـ. مسابقات وجوائز: إقامة مسابقات لأفضل المنتجات الزراعيّة والحِرف اليدويّة، مع منح جوائز للفائزين.
و. تذوّق المنتجات: توفير عيّنات مجّانيّة للزوّار لتذوّق المنتجات الزراعيّة والأطعمة المحلّيّة.
ز. عروض الطهي: استضافة عروض وورش الطهي، حيث يمكن للمشاركين تعلّم كيفيّة استخدام المنتجات الزراعيّة بطرق مبتكرة.
ح. عروض فنيّة وثقافيّة: إقامة فعاليّات ثقافيّة وفنيّة، مثل العروض الموسيقيّة والفنون التقليديّة والعروض الشعبيّة.
ط. المشاركة الاجتماعيّة: تنظيم فعاليّات اجتماعيّة تسمح للمشاركين بالتواصل وبناء علاقات بينهم.
ي. عروض الحيوانات الزراعيّة: عرض الحيوانات والماشية والطيور الزراعيّة والسباقات الزراعيّة.
ك. الترويج والتسويق: تقديم خدمات الترويج والتسويق للمزارعين والمنتجين لزيادة عرض منتجاتهم ومبيعاتها.
ل. المحاضرات والمؤتمرات: عقد محاضرات ومؤتمرات تتناول قضايا زراعيّة وبيئيّة واقتصاديّة مهمّة.
م. الاستشارات الزراعيّة: تقديم خدمات استشاريّة للمزارعين حول ممارسات الزراعة الفعّالة والمستدامة.

• سوق أرضي كمحطّة سنويّة وطنيّة
في العام 2007م، أطلقت مؤسّسة جهاد البناء سوق أرضي الأوّل كمحطّة سنويّة وطنيّة لمنتجات المونة والحِرف التي ينتجها صغار المنتجين في مختلف القرى. وقد أُقيمت 10 معارض حتّى نهاية العام 2023م في منطقة الضاحية الجنوبيّة لبيروت. يمتدّ المعرض لـ 10 أيّام، ويشارك فيه منتجون من مختلف المناطق اللبنانيّة. ويتضمّن عدداً من النشاطات والفعاليّات كالورش العلميّة، والنشاطات التثقيفيّة، والمسابقات الزراعيّة والغذائيّة، ونشاطات التذوّق. يتميّز المعرض بوجود فرق جودة لضبط المنتجات الغذائيّة والحرفيّة، وبعدد زوّاره الكبير بما في ذلك الشخصيّات العلميّة والثقافيّة والسياسيّة.

• الأثر الاقتصاديّ والاجتماعيّ للمبادرة
عملت مؤسّسة جهاد البناء الإنمائيّة منذ تأسيسها على محاولة خلق فرص العمل المستدام في المجتمع اللبنانيّ، من خلال تنظيم الأسواق الشعبيّة وأسواق المزارعين في المناطق المختلفة (صور، النبطيّة، بنت جبيل، مارون الراس، الطيبة، بعلبك، الهرمل، بيروت، والضاحية)، وتوفير التدريب والتأهيل على الصناعات الغذائيّة والحرفيّة، من أجل فتح آفاق جديدة للأفراد لدخول سوق العمل، ويشمل ذلك فرصاً مباشرة للمنتجين، وأخرى غير مباشرة في سلاسل التوريد والخدمات اللوجستيّة المرتبطة بهذه الأسواق.
لا يقتصر دور المؤسّسة على توفير فرص العمل، بل يتعدّاه أيضاً إلى تحسين مستوى دخل المنتجين بشكل ملموس، من خلال ربطهم بشكل مباشر بالمستهلكين وكسر حلقة الاحتكار، ما يمكّنهم من الحصول على أسعار عادلة، ويزيد من هوامش ربحهم، فتتحسّن قدرتهم الشرائيّة. علاوة على ذلك، تسهم برامج التدريب في رفع كفاءة المنتجين وتمكينهم من التخصّص وإنتاج سلع ذات قيمة مضافة، وهو ما يحقّق لهم عوائد ماليّة أعلى، ويرفع من مستوى معيشتهم.
وهكذا، تعدّ مؤسّسة جهاد البناء نموذجاً رائداً في تحويل التحدّيات الاقتصاديّة إلى فرص مستدامة لدعم المجتمع وتقويته.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع