إذا أردنا أن نتأمّل صلاتنا التي نؤديّها كلَّ يوم وبكلِّ جرأةٍ ومن دون مكابرةٍ مع
أنفسنا وتساءلنا: كيف نؤدّيها؟ وكم من الوقت نعطيها؟ وإلى أيّ حدٍّ تتّصف بالإخلاص،
فهل يمكننا أن نقول عنها أنها صلاة الخائفين؟ فيا إخوتي...
ما لنا لا نقوم إلى
الصلاة إلاّ ونحن كسالى؟ أولم نعلم أنّ هذه الصفة صفة المنافقين، حيث قال تعالى في
حقهم:
﴿وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ
قَامُوا كُسَالَى﴾
(النساء:142). فإن كنّا مطمئنين بأنّ صلاتنا ستُقبل وهي بهذه الحال، فما بال
الأنبياء والأولياء عليهم السلام يتغيّر لونهم ويئنّون ويبكون، حتى أنّ بعضهم يُغشى
عليه من الخشية؟ أوليس هؤلاء هم الأحقّ بالوثوق في قبول صلواتهم؟
أعزائي... وقع
حريقٌ هائلٌ أثناء صلاة مولانا زين العابدين عليه السلام، فلم يلتفت إلى ذلك الحريق
حتّى فرغ من صلاته، فقيل له: ما الذي ألهاك عنها؟ فقال عليه السلام: ألهتني عنها
النار الكبرى. وعن مولانا الصادق عليه السلام: "إذا كبّرت فاستصغر ما بين العلا
والثرى دون كبريائه..."(1). ألم نسمع الخطاب الإلهي الذي توجّه إلى كلّ فردٍ
منّا:
﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾
(العلق:14).
﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ
عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾
(الماعون: 4ـ 5). فيا أيها الكرام الطيّبون.. تذكَّروا دائماً أيها الأحبّة
أنّ الصلاة عمود الدين "إن قُبلت قُبِلَ ما سواها وإن رُدّت رُدَّ ما سواها" (2).
طاهرة
(1) التحفة السنية، السيّد عبد الله الجزائري، ص 132.
(2) الصلاة في الكتاب والسنّة، الشيخ الري شهري، ص 15.