نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مذكرات سالك

ما سأكتبه اليوم ذكريات عاشق ولهان وقف طويلاً على أعتاب منزل المحبوب فأورقت شجرة حياته وتدلت غصونها تحنو متلمسة أيادي العطف القريب وترنو إلى أنس لقاء أكيد.

هو عاشق تقلّب في حبه حتى أدركه ولع لا يضاهى. وعشق كل شيء حتى وصل إلى مشاهدة طلعة الجمال السرمدي: فطار فرحاً وفاض غزيراً. يعرج بلقاء الأحبة ويغتسل بدموع الفراق، تتقاذفه الأضداد كأشياء عجيبة وكل فرق كالطود يرفعه فتسمو روحه ببهاء يسطع على الآفاق.
هو حب يغسل عار كل حب ويحرق كل عشب ويقطع كل قيد.
أذكره يجذبني من وديان التعلق وحدود الفانيات إلى المطلب اللامتناهي حيث عوالم النور الأزلية تجعل قلبي وسيعاً بسعته.

أذكره يخرجُ من مآقي زفرات الدموع الدافئة في مسجد القرية، عندما كنت أقرأ عن يوم السقيفة وحروب بدر وأحد وجسر بغداد وتقطع الكبد وتحرير الأسارى وصلاة الأشتر ونداءات خيبر ونهج البلغاء الحكماء، فكانت أنوار الهداية وأمواج العطف تأخذ بمجامع قلبي، فيكبر ويكبر حتى يضيق بما فيه.

هو حب يعيد العاشق إلى عالم لم يكن هو فيه، فيشهد "بلى". ويوقد جذوة النيران في بركان الشوق، يجعل صاحبه مجذوباً بصعقة يخرّ منها دكّاً ويذيب من ثناياه علائق الجفاء وأدران البقاء. تتساقط حممه المتوقدة على أغصان تنشبت في بحار الأنا فتقطعها إرباً إرباً.
هو حب يخرج العقل من مصابيح العبارات الخافتة وألوانها الرماية، ليعطيه قوة القلب فيضيء المشرق والمغرب دفعة واحدة، ويرجع إلى الخلق الأول فيتناوله المحبّ: بك أثيب وبك أعاقب.

لقد صرت وحيداً في غربتي، يقتلني البعد ألف مرة في اليوم، فكيف يا ربّ أقوى على الفراق وأنا المحتاج إلى من يواسيني عندما أطالع وقائع سؤال الملائكة "أتجعل فيها". وإلى من يرشدني وأنا المتلبس يجرم "إني كنت من الظالمين".

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع