مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

مذكرات سالك

في العاشر من الشهر التالي كانت أنياب السنين تقضم ما تبقى من أيام حياتي مخلفة وراءها كدورات الماضي وآهات الذكريات التي تحكي عن الفراق المستمر. فمتى ألقاه وأنا أكتب هذه السطور ما زلت محتجباً عن رؤياه، أسمع من بعيد ألحان قدسه بنفحات الرحمة العذبة. تختلط في أعماقي الأحزان بالآمال وتشع في سرادقات نفسي أنوار الرجاء، تخونني دموع الآماق وتنحسر عني كلمات الشكوى...

مرة أخرى أركن إلى حظّ نفسي مخالطاً هواي فأرها من أصحاب قافلة السالكين ومريدة وادي العاشقين، وأنظر إلى مسافات الجفاء فأحسبها سفراً، وأغترُّ بخيالات العلم فأظنها نوراً. وأعزم على إكمال السفر الثاني.

ما أن دخلت المحطة حتى هجم عليّ كل قطاع الطرق بأمواج السخرية والاستهزاء: سخرية من الماضي حيث رضعنا معاً من ثدي الطبيعة، وهل ينسى المرء أخاهُ في الرضاعة، واستهزاء من سفري الحالي وأنا لا أملك حتى بضاعة مزجاة. فلاحقوني في كل غرفةِ ذكر أو خلوةِ فكرٍ أو مناجاة حبيب يعزف كل واحد منهم على أوتار الذنوب ومشاهد السوء ينادي غريمه لينزل إلى ساحة الجفاء وليقطّع ما تبقى لي من حبال الحنين وتشوّق اللقاء.
لن أستطيع أن أصور اليوم تلك الأيادي الغادرة فما زالت سياط قهرها تنهال علي في لحظات الوصال.

ما زالت آثار حِرابها وطعناتها المُرّة تنهَشُ صراخات النجدة فتعلو عليها لتسكتها. وتمزّقُ رسائلَ الاستغاثة ترميني في مزالق المهالك العظمى.
انتصرت علي في ميدان المعركة الأولى فطردتني من عزّ الفناء، وطاردتني مع فلول الأمل إلى حين تَسْبِي كلَّ ما تبقى لديّ من رشحات المطر.
في كل مرة: هزيمة، وفي كل محطة: وقوف، ما زالت تدعو جنودها الجرارة بسيوف القهر والتسلط. تقيم معسكراً هنا وقلعةً هناك تغرز في أقدامي أغلال العلائق وتضعُ على أكتافي أوزارَ الأحمال.

وأنا لا أدري
أو كنت لا أريد أن أدري
وفي خِضَمِّ أمواجِ الجفاء العاتية، لاحَ من جانب المشرق كتابٌ من جار المحبوب. فقد رآه مرة أخرى يدعوني إليه وأنا أفِرُّ منه:
فكيف يلحق به من كان في الطبيعة غارساً شجرة

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع