إعداد: ديما جمعة
* "أديسون الشرق" حسن كامل الصبّاح نابغة لبناني رحل في
ظروف غامضة
- نشأة الصبّاح
ولد العالم اللبناني حسن كامل الصبّاح في 16 آب عام 1894 في بلدة النبطية (جنوب
لبنان)، ونشأ في بيت يشجّع على العلم والثقافة. ظهرت عليه علامات الذكاء والنبوغ
وهو في السابعة من عمره، وظهر نبوغه في الرياضيات والطبيعيات. فيما بعد التحق
الصبّاح بالجامعة الأمريكية في بيروت، وأتقن اللغة الإنجليزية في مدَّة قصيرة،
واستطاع حلّ مسائل رياضية وفيزيائية معقّدة ببراعة وهو في السنة الجامعية الأولى.
كما كان ذوّاقاً للأدب ويجيد أربع لغات هي: التركية والفرنسية والإنجليزية
والألمانية.
- "حسن آينشتاين"
وجّه الصّباح اهتماماً للاطّلاع على نظريَّات العلماء في مجال الذرّة والنسبية.
وكان من القلائل الذين استوعبوا هذه النظريَّة الشديدة التعقيد، وكتب حولها
المقالات، وقال عنه العالم "إستون" فيما بعد: "كان الوحيد الذي تجرّأ على مناقشة
آراء أينشتاين الرياضية وانتقادها والتحدّث عن النسبية كأينشتاين نفسه".
- اختراعات الصّباح
قدّم الصبّاح للبشرية حوالي 176 اختراعاً رغم عمره القصير (41 عاماً)، بالإضافة إلى
العديد من النظريَّات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، حتَّى أطلقت عليه الصحف
الأمريكية لقب "خليفة أديسون" أو "أديسون الشرق". وكان العربي الوحيد الذي منحه
معهد المهندسين الكهربائيين الأمريكيين لقب "فتى العلم الكهربائي".
- الموت المفاجئ
حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد 31 آذار 1935 في حادث سيارة غامض. وقد فارق
الحياة فيما عجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة.
* لستَ فاشلاً
أنا فاشل... أنا غبي... لا يمكنني أن انجح! لن أستطيع حل هذه المسألة!. وغيرها
الكثير من العبارات التي يمكن لبعض الشباب أن يرددوها. وغالباً ما تكون هذه الأفكار
أفكاراً مغلوطة ولا تنم سوى عن ضعف ثقة الشاب بنفسه.
ما هي الثقة بالنفس؟ ما هي أبرز آثارها السلبية؟ وكيف ننميها؟
تعريف الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمة نفسه بين من حوله، فتترجم هذه الثقة كلَّ حركة
من حركاته ويتصرف بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتكون تصرَّفاته نابعة من ذاته لا شأن
لها بالأشخاص المحيطين به. والثقة بالنفس هي بالطبع شيء مكتسب من البيئة التي تحيط
بنا والتي نشأنا فيها ولا يمكن أن تولد مع أيِّ شخص كان. أهمُّ نتائج عدم الثقة
بالنفس:
- الخجل.
- التأخّر الدراسي وعدم القدرة على التطور.
- افتقاد الشعور بالأمن والخوف الدائم من الفشل.|
كيف تعالج هذه المشكلة بنفسك؟
اجلس مع نفسك وصارحها، وثق بأنَّك قادر على التحسّن يوماً بعد يوم.... عليك أن توقف
كلَّ تفكير يقلِّل من شأنك... ويجب عليك أن تعلم أنّ الله عندما خلقنا لم يخلقنا
عبثاً وأن لك كما الآخرين وظيفة ودوراً يجب أن تؤدِّيه في هذه الحياة ما دمت حياً
على وجه الأرض. فالله سبحانه وتعالى عندما خاطب المؤمنين في القرآن الكريم لم يخص
مؤمناً دون الآخر ولم يخص مسلماً دون الآخر ذلك لأنَّ كلَّ البشر سواسية فلهم من
خلقهم هدف واحد. أضف إلى ذلك، اقتناعك واعتقادك الكامل بأنك حقاً إنسان ذو قيمة
عالية، وهذه الفكرة عندما تترسخ في عقلك فإنها تؤثر وتتفاعل مع أفعالك، فإن ربّيت
أفكاراً إيجابية فستصبح حتماً إنساناً إيجابياً له كيانه المستقل القادر على تكوين
شخصية مميزة يفتخر بها بين الآخرين. ولا تنس الشعر المنسوب إلى أمير المؤمنين(عليه
السلام):
أتزعم أنَّك
جرم صغير
وفيك انطوى
العالم الأكبر.
يجب أن تعمل على فهم ذاتك وتفهُّمها وعدم كراهيتها أو الانتقاص منها. من ناحية أخرى
عليك أن تتسامح مع من أخطأ في حقك أو انتقدك حديثاً أو قديماً ولا تكن مرهف الحس في
الاستماع إلى انتقادات الآخرين إلى درجة الحقد أو تهويل الأمور. لا تعطِ نفسك
المجال للمقارنة بين ذاتك وبين غيرك أبداً بل عليك التركيز في قدراتك ومهاراتك
الذاتية، وهواياتك، وإبرازها أمام الآخرين والافتخار بها. إفعل ما تراه صعباً لك
تجد كل الدروب فتحت لك، فتش عن كل ما يخيفك واقتحمه ستجد أن الخوف قد تلاشى ولا
وجود له. حاول أن تكون إنساناً فاعلاً ولك أعمال مختلفة ونشاطات واضحة. أبرزْ
إبداعاتك ولا تخفِها أبداً حتى ولو واجهت انتقاداً من أحد، فحتماً ستجد من يشجعك
وتعجبه أعمالك. مساعدتك للآخرين تعزز ثقتك بنفسك..... الظهور بمظهر حسن لائق يعزز
من ثقتك بنفسك..... فلا تهمل ذاتك فتهملك. ابدأ يومك بقراءة الأذكار والقرآن الكريم،
وإن استطعت كل صباح بعد صلاة الفجر قراءة سورة "يسن" فافعل فلها تأثير عظيم في
النفس وتبعث الهدوء والطمأنينة كما هو الحال بباقي الآيات الكريمة. وأخيراً حين سئل
نابليون: كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك؟!. أجاب: كنت أردّ على ثلاث
بثلاث من قال لا أقدر... قلت له... حاول. من قال لا أعرف... قلت له... تعلم. من قال
مستحيل... قلت له... جرب.
* الشاشة الصغيرة أكبر منا!
تتعجَّب من شباب اليوم كيف يهتمّون لتفاصيل حياة "عاصي" وقبله "نور" و"مهند"
ويندمجون في عالم المسلسلات التركية والأفلام الأميركيَّة وبرامج تلفزيون الواقع،
بينما أغلبهم لا يعرف شيئاً عن أحداث اليمن السياسية ولا يلتفتون لدعاء كميل ليلة
الجمعة.. خل الأسرة وأبرزها:
1- الخلاف بين الآباء والأبناء بسبب المنع من مشاهدة بعض البرامج.
2- مشكلة انشغال أفراد الأسرة بعضهم عن بعض، وقلَّة الحوار والنقاش في أمور قد تكون
أحياناً جزءاً من حياة الأسرة.
3- تأثّر الشباب نتيجة الضخ الإعلامي المبرمج بعدد من السلوكيَّات الخاطئة (التدخين،
التمرد على أعراف المجتمع..) والابتعاد عن الواقع والتماهي مع حياة الأبطال.
الأرقام تتكلم:
بحسب الدِّراسات والأبحاث فإنَّ بعض الطلاب عندما يتخرَّجون من المرحلة الثانوية
يكون كل واحد منهم قد أمضى أمام أجهزة التلفزيون قرابة 12 ألف ساعة، بينما لا يكون
قد استغرق من الوقت في حجرات الدراسة أكثر من 10800 ساعة على أقصى تقدير. كما تبين
أن معدل حضور بعض الطلاب في الجامعة 60 ساعة سنوياً بينما متوسط جلوسه أمام
التلفزيون 700 ساعة سنوياً. ويعتبر العنف من أبرز آثار التلفزيون السلبية على
الشباب، فقد أوضحت إحدى الدراسات أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون 27 ساعة في الأسبوع
سيشاهد 100 ألف عمل من أعمال العنف من سن الثالثة حتى سن العاشرة ولذلك أثر بالغ في
شخصيته وسلوكه المستقبلي. وخلاصة القول إذا كان هدفنا كأهل أن نحدِّد نوعية
الطعام الذي نقدِّمه لأبنائنا إن كان ساماً ومؤذياً أم مغذياً ومفيداً فمن الأولى
أن نحدِّد نوعية الغذاء العقلي والروحي والنفسي الذي نسمح لشبابنا بتلقيه عبر تلك
الشاشة الصغيرة التي أمست تتحكم بمستقبلهم.