صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

تربية: كيف تتغلبين على مخاوف طفلك المدرسية؟

فاطمة السيد قاسم



تتنوع المشكلات والاضطرابات المتعلقة بسلوك طفلك. كالعدوان والحركة الزائدة والتحطيم والبكاء والتبول اللاإرادي واضطرابات النوم والخوف. فهذه المشكلات عادة ما تسبب إزعاجاً للأسرة. قد تعكس لدى كثير من الأطفال خصائص المرحلة الزمنية التي يمرّون بها، ومن ثم فإن من غير الملائم وصفها بالشذوذ أو المرض.
فمفهوم الطفولة في هذا المجال يمتد ليشمل كل الفترة الزمنية من فترة الولادة حتى بداية المراهقة. أما عن مفهوم اضطرابات الطفل فهو يشمل كل سلوك يثير الشكوى أو التذمر لدى الطفل أو أبويه أو المحيطين به في الأسرة أو المؤسسات الاجتماعية والتربوية ويدفعهم إلى التماس نصيحة المتخصصين للتخلص من ذلك السلوك.

إن هذه الاضطرابات في التصرف والسلوك عندما تصدر ضمن هذه الفترة الزمنية فإنها تكون شيئاً مقبولاً لتناسبها مع عمره والمتطلبات الفكرية والسلوكية والاجتماعية لمرحلة النمو التي يمر بها.
وفي مقابل ذلك يمكن- اعتماداً على البحوث على تدرس مراحل النمو عند الطفل في مجتمعات مختلفة- أن نقرر أن هناك كثيراً من التصرفات التي تصدر عن الأطفال لا تمثل جزءاً من مقتضبات النمو الانفعالية أو العقلية أو الاجتماعية ويصح بالتالي تشخيصها بأنها شاذة وتتطلب التدخل العلاجي.

وتبين الأبحاث أن هذه التصرفات التي تشخص على أنها شاذة بسبب تفاقمها من حيث الحدة والشيوع تتزايد تزايداً مخيفاً. فقد أظهرت دراسة أمريكية (TUMA-1989) أن نسبة 11% من الأطفال في الولايات المتحدة (أي حوالي 8 ملايين طفل) يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية. وتؤكد تلك الدراسة أن هذه النسبة تزيد على ذلك بكثير إذا ما ضممنا لهذه الفئة الأطفال الذين يعانون الاضطرابات الذي لم يشتد لدرجة تثير الحاجة لطلب العلاج، والأطفال الذين يعانون مشكلات التخلف العقلي ومشكلات التعلم.

أما في المجتمعات العربية لا يوجد إحصاءات أو دراسات شاملة تقدر مدى انتشر الاضطراب السلوكي ا لحاد بين الأطفال. إلا أن التغيرات الاجتماعية التي تتعرض لها هذه المجتمعات وانعدام الخدمات النفسية المتخصصة في مجال اضطرابات الطفولة لا تبعث على التفاؤل الشديد. وبناءً على تجربة أحد الكتاب (ع. إبراهيم) أن ما يقرب من 65% من الحالات التي تفد للعيادة طلباً للخدمة النفسية والطبية هي للأطفال. لهذا يعتقد أن وجود خدمات نفسية سلوكية أصبح أمراً ضرورياً ومطلباً ملحّاً.

بالعودة إلى اضطرابات الطفل المتعددة والمتنوعة سنعالج موضوع "المخاوف المدرسية عند الطفل".
الخوف المدرسي أو الخوف من المدرسة يمثل إحدى المشكلات الرئيسية التي تشكل مصدراً من مصادر الضيق للأسرة. وعاد ما يأخذ هذا الخوف شكل التعبير عن الانزعاج الشديد والتمارض في صباح كل يوم دراسي والنحيب والبكاء والتوسل للبقاء في المنزل. سنقدم خطة علاجية يمكن أن تقلل من هذا النوع من المخاوف أو القضاء عليه على أمل الاستفادة منها إذا ما تم استخدامها بشكل منتظم. والتي تتطلب ثلاثة أيام متتالية.

* ما هي الإجراءات التي يمكن استخدامها للعلاج؟
1- تكوين علاقة طيبة بالمدرسة أي بين الأهل والطفل من جهة وبين الإدارة والمعلم. لأنه عادة ما يكون الخوف من المدرسة هو المعلم ذاته نتيجة عدم استخدامه لأساليب محببة تجعل من الطفل يحب المدرسة.

2- تجنب التركيز من قبل الأبوين على الشكاوى المرضية التي يدعيها الطفل. فمثلاً عدم لمس جبهة الطفل لتفحص حرارته. وعدم السؤال له عن حالته الصحية صباح كل يوم مدرسي. ويتم هذا طبعاً إذا كنا متأكدين من سلامة حالته الصحية.

3- يطلب من الوالدين (الأبوين) ضرورة أرغام طفلهما على الذهاب إلى المدرسة. لأن مخاوف طفلهما ستختفي تدريجياً إذا أرغم على ذلك. وإن العكس صحيح أي أن استمرار غياب الطفل عن المدرسة سيؤدي إلى تفاقم مخاوفه المدرسية أو مخاوفه من المدرسة.

4- يجب على الأهل التخلص من قلقهما حول هذه المشكلة وتشجيعهما لنفسيهما على تدريب الطفل للتخلص من مخاوفه المدرسية وفق الخطوط التالية:
أ- خلال عطلة نهاية الأسبوع السابق على بدء الذهاب إلى المدرسة يجب على الأبوين تجنب مناقشة أي موضوع يتعلق بمخاوف الطفل من الذهاب إلى المدرسة. فلا شيء يثير مخاوف الطفل أكثر من الكلام عن موضوع الخوف. لأن الحديث عنالخوف أكثر إثارة للخوف من المواقف ذاتها. ويتطلب ذلك أن لا نناقش مع الطفل أعراض خوفه. وأن لا نستخدم أسئلة مثل: هل تشعر بالخوف لأن الذهاب إلى المدرسة أصبح وشيكاً؟ هل أنت خائفٍ وقلبك يخفق لأنك ذاهب للمدرسة غداً؟

ب- أخبر الطفل في نهاية عطلة الأسبوع وبالذات في الليلة السابقة على المدرسة من دون انفعال وكأمر وا قعي بأنه سيذهب للمدرسة غداً.

ج- يجب إيقاظ الطفل باكراً في صباح اليوم التالي ومساعدته على ارتداء ملابسه. وتنظيم كتبه وتزويده ببعض الأطعمة الجذابة على ألا تكون من النوع الدسم الذي قد يؤدي إلى الشعور بالغثيان من أعراض القلق... وأن إثارته بشكل قصد أو غير قصدي قد تؤدي إلى إثارة القلق وزيادة حدته).

د- خلال فترة الأعداد هذه يجب التجنب عن أي أسئلة عن مشاعره. وأيضاً عدم إثارة أي موضوع خاص يتعلق بخوفه حتى ولو كان الهدف زيادة طمأنينة. (لا تسأله إن كان يشعر بالهدوء).
كل المطلوب أن يأخذ إلى المدرسة ويسلم للمشرفين، على أن يترك المكان من قبل الأبوين. أو أحدهما إن كان الأب هو الذي أوصله أو الأخ.

هـ عند عودته من المدرسة يمتدح سلوكه من قبل الأبوين ويثنى على نجاحه في الذهاب إلى المدرسة، مهما كانت مقاومته أو سخطه أو مخاوفه السابقة. وبغض النظر عما ظهر عليه من أعراض الخوف قبل ذهابه للمدرسة.
و- يبلغ الطفل أن غداً سيكون أسهل عليه من اليوم الأول. تكرر هذه العبارة "إن غداً سيكون أسهل من اليوم، حتى وإن بدا الطفل غير مستعد لتغيير الموضوع.

ز- أيضاً في صباح اليوم التالي يكرر نفس ما حدث في اليوم السابق ويكرر بعد عودته من المدرسة بما في ذلك عدم التعليق على مخاوفه مع امتداح سلوكه ونجاحه في الذهاب إلى المدرسة.

ح- هذه الأعراض ستختفي في اليوم الثالث. ويخلق المزيد من التدعيم يمكن أن تهديه في هذا اليوم الثالث هدية تشجيعية أو إقامة حفلة أسرية بسيطة احتفالاً بتغلبه على المشكلة.

ط- يجب الاستمرار من قبل الأبوين في تأكيد العلاقة الإيجابية بالمدرسة لتجنب أي انعكاسات مستقبلية قد تحدث لأي سبب آخر كالعدوان الخارجي من أطفال آخرين أو المعاملة القاسية من مدرِّسيه وذلك لمعالجة هذه الأشياء أولاً بأول.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع