مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

طفلي يتمارض: ماذا أفعل؟

داليا فنيش(*)

تعاني والدة ريان (6 سنوات) يومياً من رفضها الذهاب إلى المدرسة، فهي تصرخ وترفض ارتداء ثيابها. وعندما تجبرها والدتها على الذهاب تبدأ بالبكاء والقول إنها تشعر بالألم في رأسها وبطنها. وفي بعض الأحيان ترتفع درجة حرارتها, فتخشى والدتها من اشتداد المرض، وتبقى نزيلة المنزل... ويستمر الحال، يومياً، على هذا المنوال.

*المرض: حيلة جديدة!
قبل بدء العام الدراسي يحب الأطفال الذهاب إلى المدرسة, يشترون الملابس الجديدة ولوازم المدرسة، في فرحة وسرور. لكن عندما تبدأ الدراسة تبدأ شكاوى الطفل من الوجع والمرض: ألم البطن, والصداع...، ويحاول الطفل أن يخترع القصص المقنعة حتى لا يغادر المنزل إلى المدرسة.
التمارض أو التظاهر بالمرض, شكل من أشكال التحايل، يلجأ إليه بعض الأطفال لتجنب الذهاب إلى المدرسة, فيخلق مشكلة قد تتوسع إلى مراحل عمرية مختلفة وإن كانت أكثر حضوراً في العام الدراسي الأول مع اختلاف أسباب ودوافع التهرب.

أحياناً يكون الطفل صادقاً, أما في حالة التمارض فهنا المشكلة, وأول ما يجب على الأهل فعله هو: معرفة الأسباب.

*ما هي الأسباب التي قد تدفع الطفل للتمارض؟
على الأم أن تبدأ بمحاورة طفلها ومناقشته، فقد يكون سبب التهرّب من الذهاب إلى المدرسة بسيطاً وتستطيع تسويته. أما الأسباب فعديدة منها:
1 - تعلّق الطفل الشديد بأمه وخوفه من فقدانها والابتعاد عنها، أو تعلقه بألعابه، وغرفته, واللعب مع إخوته.
2 - الخوف من المدرسة والباص, أو من المعلمين وعقابهم، أو بسبب عدم أدائه الواجبات المدرسية، أو للتخلص من حصة معينة لا يحبها.
3 - شعور الطفل بالملل في المدرسة.
4 - رغبته في جذب انتباه والديه، خاصة إذا كان يفتقد الحب والحنان والرعاية، أو غيوراً، فيتمارض لكي يكسب الاهتمام من والدته.
5 - قد تكون مشكلة الطفل حالة سلبية يعاني منها في المدرسة مثل: السخرية والاستهزاء به.
6 - الكسل والافتقار إلى النشاط والحيوية، والخمول أحياناً.

*أعذار المتمارض
يبني الطفل أعذاره بحسب المرض أو الأوجاع التي جربها بنفسه، أو كانت شائعة في المنزل، لدى أحد إخوته. ويقوم بتقليد إحدى هذه الحالات التي يعرفها؛ فغالباً لا يكون عذره شيئاً جديداً، خاصة أن أعراض التمارض تتمركز عند الأبناء في: آلام الرأس, آلام البطن, آلام الرجل أو المفاصل, الشعور بالغثيان.

*بعض الإرشادات لعلاج المشكلة

عندما يشكو الطفل من المرض قبل ذهابه إلى المدرسة لا بد للأهل من اتخاذ بعض الإجراءات:

1 - عرض الطفل على الفحص الطبي للتأكد من سلامته، ولاستبعاد حالة المرض العضوية، كخطوة أولى في تشخيص الحالة.
2 - البحث عن سبب المشكلة سواء في المنزل أو المدرسة، ويكون ذلك من خلال استشارة المعلم أو الأخصائي الاجتماعي أو المرشد المدرسي، لمعرفة الأسباب الكامنة وراء التمارض.
3 - دحض الأفكار الخاطئة لدى الطفل، خاصة إذا كانت الأوهام هي سبب مخاوفه.
4 - طمأنته نفسياً وإقناعه أن ما يقلقه أمرٌ يمكن حلّه، ومعالجته.
5 - محاورة الطفل ومناقشته في سبب عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، وتشجيعه على الحوار وعلى التحدث بما يخشاه بكل ثقة وبدون خوف أو تردّد.
6 - تعزيز ومكافأة الابن في حال ذهب إلى المدرسة. وبالمقابل محاولة جعل يوم عطلته مملاً، في حال تمارضه.
7 - على الأهل إشعار الابن بالحب والعطف والحنان، وإشباع حاجاته النفسية على مدار الساعة، حتى يشعر بالأمان النفسي.
8 - تجاهل مرض الطفل، إذا كان يتمارض فعلاً، وعدم السماح له بالتغيّب، على أن يتم إخباره بأن الموضوع ستتم مناقشته فيما بعد، وذلك حتى لا يصبح التغيّب عادة.
9 - تجنّب الضرب والقسوة الشديدة، واستخدام الأساليب الأخرى مثل الحرمان كالقول (لو أنك ذهبت اليوم للمدرسسة لكنت أخذتك إلى مدينة الملاهي)... أو إذا لم تنفع جميع الأساليب السابقة يفضل تحويله إلى أخصائي لمتابعة حالته.


(*) متخصصة في التربية
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع