* من أمثال العرب:
اسْعَ بِجِدِّكَ لاَ بِكَدِّكَ:
يُضربُ هذا المثل لمن حظيَ بشيءٍ دون سعيٍ فيه أو لمن أخفق في طلب شيء اجتهد في
الحصول عليه ولم يوفَّق. وقد قيلَ إنّ أول من قال ذلك حاتم بن عميرة الهَمْدَاني،
وكان بَعَثَ ابنيه الحِسْلَ وعاجنة إلى تجارة، فلقي الحِسْلَ قومٌ من بني أسد،
فأخذوا ماله وأسروه، وسار عاجنة أياماً ثمّ عثر على مالٍ في طريقه من قبل أن يبلغ
موضع مَتْجَره، فأخذه ورجع. فلمّا رجع تباشَر به أهلُه، وانتظروا الحِسْل، فلمّا
جاء الوقت الذي كان يجيء فيه ولم يرجع رَابَهم أمرُهُ، وبعث أبوه أخاً له لم يكن من
أمّه يقال له شاكر في طلبِه والبحثِ عنه, فسأل شاكر عن أخيه، فأُرشد إلى مكانه
فاشتراه ممن أسَره بأربعين بعيراً، فلمَّا رجع به قال له أبوه: اسْعَ بجِدِّك لا
بكدك، فذهبت مثلاًً. السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بغَيْرِهِ. أي أنَّ السعيد
هو من اعتبر بما أصابَ غيرَه من المكروه فاجتنب الوقوع في مثله. وقد قيل إنَّ
أول من قال ذلك مَرْثَد بن سَعْد وكان في وَفْد ذهب إلى مكة يَسْتَسْقي لقومه،
فلمَّا رأى ما في السحابة التي رُفعت لهم في البحر من العَذَاب أَسْلَم مرثد، وكتم
أصحابَه إسلامه، ثمَّ أقبل عليهم فقال: ما لكم حَيَارى كأنكم سَكَارى؟ إنَّ
السعيد من وُعِظ بغيره.
* قال الشعراءُ:
قالَ البحتري:
إذا ما صديقي رابني سوءُ فعلهِ |
ولم يكُ عمّا رابني بمفيقِ |
صبرتُ على أشياءَ منه تريبني |
مخافةَ أن أبقى بغيرِ صديقِ |
كم صديقٍ عرفتُه بصديقٍ |
صار أحظى من الصديقِ العتيق |
ورفيقٍ رافقتُه في طريقٍ |
صار بعد الطريق خيرَ رفيقِ |
* من غريب القرآن الكريم:
- قال الله تعالى في سورة الدخان الآية 47:﴿خُذُوهُ
فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ﴾:
العَتْلُ: الأخذُ بمجامع الشيء وجرُّه بقوة.
- وقال تعالى في سورة الأنعام الآية 157:
﴿فمن أظلمُ ممن كذّب بآيات الله وصدفَ
عنها﴾:
صدفَ عن الشيء: أعرَضَ عنه إعراضاً شديداً.
- وقال تعالى في سورة يونس الآية 61:
﴿وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ
مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾:
العازب: المتباعد عن أهله في طلب الكلأ أي العشب، وعَزَبَ: بعُدَ وخَفيَ.
- وقال تعالى في سورة التكوير الآية 17:
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾:
عَسْعَسَ الليلُ: أقبلَ بظلامه.
من نوادر العرب:
قال رجلٌ اسمه عمر لعليّ بن سليمان الأخفش عالم اللغة المعروف: علّمني مسألةً من
النحو, قال: إعلم أنّ اسمك لا ينصرف. فأتاه يوماً وهو على شغلٍ, فقال: مَن بالباب؟
قال: عُمر. قال: عُمر اليومَ ينصرفُ. قال: أوَليس قد زعمت أنه لا ينصرف؟ قال: ذاك
إذا كان معرفةً وهو الآن نكرةٌ! وقالَ أحدهم: قال لي أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب
( وهو من علماء العربية): الظبيُ معرفةٌ أو نكرةٌ؟ فقلتُ: إن كان مشوياً على
المائدة فمعرفةٌ، وإن كان في الصحراء فهو نكرةٌ. فقال: ما في الدنيا أعرَفُ منك
بالنحو.
من بلاغة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
- قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "اللهمَّ المُمْ شعَثَنا" (التهذيب ج 3 ص
111): الشعَثُ: ما تفرَّقَ من الأمور. وفي قول الرسول صلى الله عليه وآله استعارةٌ.
ومراده عليه وعلى آله الصلاة والسلام: اللهم اجمع كلمتنا وانظم ما تشتت من أمرنا
وتبدّد من شملنا.
- وقال صلى الله عليه وآله: "اليدُ العليا خيرٌ من اليد السفلى" (الكافي، ج4، ص26):
في قول الرسول صلى الله عليه وآله مجازٌ, فهو صلى الله عليه وآله قصدَ باليد العليا
يدَ المعطي, وباليد السفلى يدَ السائل المستعطي, من غير أن يقصد من قوله أن هناك
عالياً وسافلاً, وإنما أراد صلى الله عليه وآله أنَّ المعطي رتبته فوق رتبة الآخذ.
فائدة إعرابية:
- جميعاً: تأتي بمعنى: "مجتمعين", قال الله تعالى في سورة
البقرة الآية 38:
﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً﴾.
وتعرَب كالتالي: جميعاً: حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها.
- سُحقاً: ", قال الله تعالى في سورة الملك الآية 11:
﴿فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِير﴾
أي بُعداً لهم. وتعرَب "سحقاً" كالتالي: مفعول مطلق لفعلٍ محذوفٍ.
* أخطاء شائعة:
- يقال: اعملْ بحَسْبِ ذلك، بإسكان السين, والصحيح أن يقال: اعملْ بحَسَبِ ذلك،
بفتح السين, لأنَّ الحَسَبَ هو الشيء المحسوبُ المماثلُ والمقدَّرُ، وأمَّا الحَسْب
بالسكون فهو الكِفاية.
- يقال للمأمور ببِرِّ والديه: بِرَّ والدك، بكسر الباء. والصواب فتحها، لأنَّها
تُفتح في قولك يَبَرُّ، والسبب هو: أنَّ حركة أوَّل فعل الأمر من جنس حركة ثاني
المضارع، فتقول: بَرّ أباك، لانفتاحها في قولك يَبَرُّ. من جهة أخرى يقول بعضهم:
بررتُ بوالديَّ, والصحيح أن يقال: بررتُ والديَّ؛ لأنَّ الفعل "برَّ" يتعدَّى بنفسه
ولا يحتاج إلى حرف الجر "الباء".
- يقال: أكَّد فلان على الخبر, والصحيح أن يقال: أكّدَ الخبرَ؛ لأنّ فعل "أكَّدَ"
متعدٍّ بنفسه لا بغيره.
- يقال: التقى فلان بفلان, والصحيح أن يقال: التقى فلان فلاناً؛ لأنّ فعل "التقىَ"
متعدٍّ بنفسه لا بغيره.
كلمات عامية أصلها فصيح:
فيما يلي بعض الكلمات التي يستعملها الناس في حياتهم
اليومية ولها أصل في اللغة الفصحى:
- تقول العامة عن الرجل يذكر الأعمال القبيحة لرجل آخر: جرَّسَه. ومعنى الفعل "جرَّسَ"
في العربية الفصحى: التكلم بالشيء والتنغّم. و"الجرْس" هو الصوتُ. وفي كتاب "شفاء
الغليل": يقال "جرّسه" إذا شهَّره, وأصله أن من كان يُشَهَّر يُجعل في عنقه جرَس
ويُركب على الدابة ووجهه إلى مؤخرها.
- تقول العامة عن الحفرة التي تكون في الأرض "الجُورة", وأصل هذه الكلمة في اللغة
العربية الفصحى "الجُفرة" وهي الحفرة العظيمة.
- تقول العامة عن نوع من الأكياس "الجُنفَيص", وأصل الكلمة في العربية الفصحى هو "الشنفاص",
وهو الثوب الغليظ يكون من الكتّان.