فيصل الأشمر
*من ذخائر الأدب
صبح الأعشى في صناعة الإنشا: كتاب في أدب الإنشاء ومراسلات الملوك، جامع لأصول وفنون الكتابة بكل أنواعها لا سيما الكتابة النثرية.
يتألف الكتاب من مقدمة وعشر مقالات وخاتمة. المقالة الأولى فيما يحتاج إليه الكاتب، والثانية في المسالك والممالك، والثالثة في ذكر أمور تشترك فيها أنواع المكاتبات والولايات وغيرهما، والرابعة في المكاتبات، والخامسة في الولايات، والسادسة في الوصايا الدينية والمسامحات والإطلاقات والطرخانيات وتحويل السنن والتذاكر وذكر نسخ من ذلك، والسابعة في الإقطاعات والمقاطعات وذكر نسخ من ذلك، والثامنة في الأيمان، والتاسعة في عقود الصلح والفسوخ الواردة على ذلك، والعاشرة في فنون من الكتابة يتداولها الكتاب ويتنافسون في عملها ليس لها تعلّق بكتابة الدواوين السلطانية ولا غيرها، والخاتمة في ذكر أمور تتعلّق بديوان الإنشاء غير أمور الكتابة. مؤلف الكتاب هو أحمد بن علي الفزاري القلقشندي (ولد سنة 756هـ وتوفي في القاهرة سنة 821 هجرية).
*أخطاء شائعة
•أملَ وتأمّلَ: يقال: تأمّل فيه الخير، والصحيح أن يقال: أملَ فيه الخير.
لأنّ معنى الفعل تأمّلَ هو: تلبّث في الأمر والنظر، وتَأَمَّلَ الشيءَ وفيه: تدبّره وأَعاد النظر فيه مرة بعد أخرى لِيَسْتَيْقِنَه.
•باعَ ومبيع: يُقال: سأبيع لك البيت، والصحيح أن يقال: سأبيعك البيتَ.
ويقال: هذا شيء مباع، أي تمّ بيعه، والصحيح أن يقال: هذا شيء مبيع، أما معنى مباع: معروض للبيع.
•انبثق وبثقَ: يقال: انبثق الشيء عن الشيء، بمعنى صدر عنه وفاض، والصحيح أن يقال: انبثق الشيء من الشيء.
*من الشعر العربي
قال الشاعر الفسطيني عبد الرحيم محمود (1913-1948) في قصيدة له:
بَني وطني أفيقوا من رقاد | فما بعد التعسّف من رقاد |
قفوا في وجه أيّ كان صفاً | حديداً لا يؤول إلى انفراد |
ولا تجموا إذا ارْبدّت سماء | ولا تهنوا إذا ثارت بوادي |
ولا تقفوا إذا الدنيا تصدّت | لكم وتكاتفوا في كلّ نادي |
إذا ضاعت فلسطين وأنتم | على قيد الحياة ففي اعتقادي |
بأن بني عروبتنا استكانوا | وأخطأ سعيهم نهج الرشاد |
*نكتة نحوية
روي أن رجلا دُعي إلى حضور درس من دروس النحو، فلمّا حضر لاحظ أن النحاة يقولون في أمثلتهم: جاء زيـــــد، ضرب زيد عُمراً، حدَّث زيد عُمراً حديثاً، فشعر بضيق من ذلك وأنشأ يقول "على سبيل الدعابة":
لست للنحو جئتكم | لا ولا فيه أرغب |
خلّ زيداً لشأنه | أينما شاء يذهب |
أنا ما لي ولامرئ | أبد الدهر يضرب(1) |
*دليل الحروف
•همزة القطع أو الفصل:
تعريفها: هي الهمزة التي تُكتب وتُنطق بداية ووصلاً.
•مواضعها :
1 - الأفعال الرباعية الماضية وأمرها ومصدرها: أحسنَ، أحسنْ، إحسان.
2 - الأفعال الثلاثية الماضية ومصدرها: أَخَذ، أَخْذ.
3 - أسماء التفضيل: أفضل.
4 - الأعلام الأجنبية: إيطاليا، أديسون.
5 - أسماء الأنبياء: إبراهيم.
6 - الضمائر: أنا، أنت.
7 - الأفعال المضارعة: أفهم، أذاكر، أنطلق، أستعين.
8 - جمع التكسير: أبناء.
9 - في بقية الأسماء غير الواردة في همزة الوصل: أمة.
10 - الحروف، ويشترط في "أل" أن تكون مفردة أي غير داخلة على اسم، أما إذا دخلت على اسم فهي وصل: الكتاب.
•علامتها: (ء)
موضع كتابة العلامة:
تُكتب العلامة تحت الألف إذا كانت مكسورة: إدريس.
تُكتب العلامة فوق الألف إذا كانت مفتوحة أو مضمومة: أَخـذ، أُخذ(2).
*من النثر العربي
الحبرُ، ويحك، نورٌ أسودُ وكنز سائل. وهو عطر الدفاتر، وشبع الفراغ، وريّ البياض، وغيث الورق، بل هو نقش الهوى، ولون العقول في القرطاس، فما لك تخشى على أطراف أصابعك أن تشاب بسواده؟
وليس من شيء هو ألذ في الشم، ولا أضوع، ولا أقرب إلى مرتبة التشهّي، من حبر جديد، في كتاب جديد، تمرّ يدك عليه، فكأنك تمسّ حركات الخواطر برؤوس أناملك...
وخير المداد: الأسود، فهو خبز الجميع... وخير ما يغطّ في حق الذوق ومدهنة الرأي: قصبة نبتت في بسيط أفيح، وعاشت على طلاقة، وضياء، وماء، تلعب بين الرياح بلا معارض، ثم بريت على هواك، وشقت على خطتك في تحريك القلم.
وبعد، فيا عجباً لهذه الدواة، في هذه الزاوية من الريف، كيف نسيت بلا ختم. أفلا يخشى الذي ترك هذا القمقم السحري بلا سداد أن تهيج رائحته وتطير إلى أنوف الفلاحين؟
دواة في الريف - الأديب اللبناني الراحل أمين نخلة.
*من بلاغة أهل البيت عليهم السلام
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "إنّ لك بيتاً وإنك لذو قرنيها". والقرنان: الجانبان الأعليان من الرأس، والمراد أنك رأس هذه الأمة وصاحب جانبيها، أو هما قرنان حقيقيان، ويكون المراد تشبيه رأس الأمة برأس الحيوان الذي له قرنان. وهذه استعارة لأن المراد إنك ذو قرني الأمة، فكأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: وإنك رأس هذه الأمة، لأن الرأس هو ذو القرنين، لأن القرنين إنما يكونان فيه ويظهران عليه. وهذا الخبر على هذا التأويل من الأخبار الدالّة على أن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ كان رأس أمته ورئيس أسرته(3).
1.وفيّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ابن خلكان، ج3، ص490.
2.عن شبكة الفصيح.
3.كتاب المجازات النبوية، الشريف الرضي، ص86.