نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

تغذية: الأنظمة البديلة عن الحمية (1)


سارة الموسوي خزعل


باتت السمنة مشكلة العصر، وبات أصحابها يبحثون في كلّ حين عن وسيلة للتخلّص منها. وقد تهافت الباحثون لإيجاد الحلول المناسبة والنظام الغذائيّ المنحّف، وكذلك استغلّ التجّار شوق الذين يعانون من البدانة إلى النحافة، لبيع منتجاتهم والتسويق لها؛ ممّا أوقع الكثير في حيرة أمام هذه المنتجات والأنظمة الغذائية المتنوّعة واللامتناهية، وتنقّل العديد من حمية إلى أخرى، ومن منتجِ تنحيفٍ إلى آخر؛ ما أوقعهم في إحباط ومشاكل وأمراض، وألجأ بعضهم إلى العمليّات الجراحيّة، وجعل بعضهم الآخر يستسلم للسمنة وما ينتج عنها من أمراض ومشاكل جسديّة ونفسيّة عديدة.


فلماذا يفشل نظام غذائيّ وينجح آخر؟
وما الفرق بين أنواع الأنظمة الغذائية المختلفة؟
وأيّ الأنظمة الغذائية هي الأنفع والأدوم؟


في مقال هذا العدد، وفي تتمّة له في العدد القادم، سنستعرض بعض أنواع الأنظمة الغذائية وإيجابيّاتها وسلبيّاتها، تاركين للقارىء الحكم عليها بعد استشارة أخصّائيّ التغذية واعتماد النظام المناسب له لإنقاص الوزن الزائد، والمحافظة على صحّة سليمة.

1- حمية البروتين

هو نظام غذائي يعتمد على زيادة تناول مصادر البروتين؛ من لحوم، وبقول، وحليب، وأجبان وألبان وبيض، ويشدّد على الابتعاد أو التقليل من النشويّات ومصادر السكّر؛ من فواكه وخضار وخبز وأرزّ وغيرها. ولا يحدّد كميّة الزيوت ونوعيّتها، ولا يمنع من تناول الطعام المقليّ.

أ- الإيجابيّات:

- يؤدّي إلى خسارة الوزن بسرعة.
- يشكّل عاملاً محفّزاً للبعض، فيجعلهم يلتزمون بالنظام الغذائيّ لوقت أطول.
- يخفّض مستوى الكولستيرول بنسبة جيّدة في البداية، وذلك أنّ ارتفاع الكولستيرول هو في معظم الأحيان من عوارض السمنة، وأيّ انخفاض في الوزن يؤدّي إلى انخفاض نسبة الكولستيرول في بداية الأمر.
- يُشعر بالإحساس بالشبع والرضى لفترة أطول؛ لأنّ البروتين يحتاج إلى وقت أطول للهضم من النشويّات، لذلك فهو يبقى في المعدة لفترة أطول.

ب- السلبيّات:

- إنّ انخفاض الوزن بسرعة غالباً ما يكون بسبب خسارة السوائل والماء من الجسم، ويُصاحبها خسارة الفيتامينات والمعادن، ما يؤدّي إلى الخمول من ناحية، وإلى سرعة العودة إلى زيادة الوزن عند معاودة تناول النشويّات، من ناحية أخرى.
- يشعر المريض بأعراض عديدة، كالتعب، والدوخة، ووجع الرأس، وقلة التركيز؛ نتيجة انخفاض السكّر في الدم، الذي عادةً ما تؤمّنه النشويات.
- هذا النظام الغذائيّ، عادةً يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبَّعة، ويعتمد على القليل من الفواكه والخضار والنشويّات المفيدة.
- هذا النظام الغذائيّ ليس مبنيّاً على دراسات علميّة موثوقة.

تعليق: هذا النظام الغذائيّ لا يمكن اتّباعه لفترة طويلة؛ لآثاره السيّئة على الصحّة، ولكن من أجل ملاحظة أثر خسارة الوزن في الفترة الأولى، يمكن اتّباعه لفترة قصيرة جداً، مع بعض التعديلات، ثمّ الانتقال تدريجيّاً إلى زيادة البروتينات؛ وذلك تحت إشراف أخصّائيي التغذية لكي لا يعود الوزن إلى ما كان عليه.

2- حمية فئات الدم

وهو نظام غذائي للدكتور "أدامو"، الذي يعتقد أنّ الطعام يتفاعل كيميائيّاً مع فئة الدم، وأنّه إذا اتّبعت نظاماً غذائيّاً مناسباً لفئة دمك، فإنّ الجسم سوف يهضم الطعام بفعاليّة أكبر، وبالتالي سوف تخسر وزنك الزائد، وتزيد طاقتك وحيويّتك، وتكون محميّاً من الأمراض.
في هذا النظام الغذائيّ يحدّد الدكتور لائحة من الممنوعات والمسموحات من الطعام لكلّ فئة دم؛ فيفضّل النظام الغذائيّ الغنيّ بالبروتين الحيوانيّ، والفقير بالبروتين النباتي لفئة الدم (O) مثلاً، بينما يمنع ذوي فئة الدم (A) من تناول اللحم.
مضافاً إلى ذلك، يحدّد الدكتور أنواع الرياضة المسموحة لكلّ فئة والوقت المفضّل لممارستها كذلك، وبعض الأمور الأخرى، كما يحدّد الطباع الخاصّة بكلّ فئة.

أ- الإيجابيّات:

- يشجّع هذا النظام الغذائيّ على الابتعاد عن جميع أنواع الأطعمة والحلويات المصنّعة. ومن المتّفق أن ذلك أفضل للصحّة.
- يؤدّي إلى خسارة الوزن في البداية عند التقيّد به.

ب- السلبيّات:

- إن هذا النظام الغذائيّ ليس مبنيّاً على دراسات علميّة مؤكّدة.
- لا يراعي ذوي الأمراض المزمنة، كمرضى السكّري أو الضغط أو القلب.
- قد يكون صعب التطبيق، خاصّة إذا كان أفراد الأسرة من فئات دم مختلفة.

- إنّ تناول صنف معيّن من الطعام باستمرار وبدون تحديد زمنيّ لهو خطير على الصحّة؛ كتناول اللحوم مثلاً، فتناول اللحوم باستمرار، يعرّض الفرد لتزايد احتمالات إصابته بأمراض السرطان وأمراض القلب، كما يشير المعهد الأمريكيّ للأبحاث السرطانيّة وجمعيّة القلب الأمريكيّة(1).

وكذلك تفيد الأحاديث المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام كراهة أكل اللحوم باستمرار، وكراهة الابتعاد عنها نهائيّاً.
فعن الإمام أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال: "وكلوا اللّحم في كلّ أسبوع ولا تعوّدوه أنفسكم وأولادكم.."(2).
وعنه أيضاً عليه السلام: "اللحم يُنبت اللحم، ومن تركه أربعين يوماً ساء خلقه، ومن ساء خلقه أذّنوا في أذنه"(3).

تعليق:
إنّ خسارة الوزن الناتج عن هذا النظام الغذائيّ هي شيء طبيعيّ؛ لأنّه يلغي أنواعاً معيّنة من الطعام، الأمر الذي يقلّل من نسبة تناول الطعام ككلّ. مضافاً إلى أنّ تحسّن صحّة من يتّبع هذا النظام الغذائيّ، لا يرتبط به فقط، بل بكلّ من يخسر الوزن عادة.


1.http://www.aicr.org/assets/docs/pdf/brochures/red-processed-meats.pdf
2.https://healthyforgood.heart.org/eat-smart/articles/saturated-fats
3.مستدرك الوسائل، الطبرسي، ج16، ص344.
4.وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، ج24، ص396.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع