مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تغذية: الأنظمة البديلة عن الحمية (2)


سارة الموسوي خزعل


تعدّدت أنماط وأنواع الأنظمة الغذائيّة لتفادي السمنة أو تخفيفها، ومن هذه الأنظمة "حمية البروتين" و"حمية فئات الدم" اللّتان ورَد تفصيل عنهما في العدد السابق. ونستكمل في هذا العدد ذكر أنماط أخرى لأنظمة غذائيّة مساعدة.


1- حمية قليلة السعرات الحراريّة (VLCD)

بحيث تُستبدل فيها الوجبات الغذائيّة كافّة بمحاليل محضّرة قليلة السعرات الحراريّة لفترة قصيرة (حوالي الشهرين) للأشخاص الذين يعانون من السمنة لتحفيز خسارة الوزن بسرعة.
وتؤمّن هذه الحمية حوالي 800 سعرة حراريّة، في حين أنّ الشخص الطبيعي يحتاج إلى معدل 2000 سعرة حراريّة تقريباً لضمان صحّة سليمة.

أ- الإيجابيّات:
تساعد في تخفيض 1-2 كلغ في الأسبوع. وخسارة كهذه في الوزن قد تساعد في معالجة بعض المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة: كمرض السكري، والكولستيرول، والضغط.

ب- السلبيّات:
يجب أن يخضع مُتّبع هذا النظام لإشراف طبّي مباشر وبانتظام، كلّ أسبوعين في المراحل الأولى، خوفاً من أيّ خطر على صحّته. وغالباً ما يشكو متّبعو هذه الحمية، لفترة ما بين الـ4 إلى 16 أسبوعاً، من بعض العوارض الجانبيّة، كالإجهاد، أو الإمساك، أو اللعيان، أو الإسهال.

خطر الإصابة بحصى الكلى هو أحد المخاطر الرئيسة لهذه الحمية؛ وذلك لأنّ حصى الكلى تتكون عادة عند انخفاض الوزن بصورة سريعة جدّاً. إن اتّباع حمية كهذه، لا يُكسب المريض عادات صحية؛ لأنّه بمجرّد انتهائه من استهلاك المحاليل الغذائية الجاهزة، قد يعود إلى عاداته التي كان عليها، وبالتالي يعود إلى وزنه السابق بسرعة، ويصعب عليه بعد ذلك إنقاص الوزن أكثر.

2- حمية الديتوكس (DETOX)

حمية "الديتوكس" أو "التطهير"، تعتمد في معظمها على عصائر الفواكه أو الخضار، وفي بعضها على الأعشاب أو بعض الحبوب التي يعطيها المروّج، مضافاً إلى الحمية.
وتعطى هذه الحمية من يوم واحد إلى عدّة أسابيع. وهي في معظمها فقيرة بالسعرات الحرارية (من 800 إلى 1600). كما تعتمد على قَطْع أنواع الأطعمة المصنّعة كافّة والكافيين والملح والسكر.

أ- إيجابيات:
يروّج أصحاب هذا النظام أنّه يطهّر الجسم وينظفه من الأوساخ والسموم المتراكمة فيه، ممّا يؤدي إلى التخلص من الوزن المرتفع، والنفخة، والسيلوليت، والتعب والأمراض المختلفة.

ب- سلبيات:
هذا النظام فقير بالموادّ الغذائيّة الأساسيّة، لذلك لا يمكن اعتماده لفترة طويلة. وقد تصاحبه أعراض جانبيّة: كالتعب والإرهاق، انخفاض السكر في الدم، واللعيان، (خاصة إذا لم يكن مدروساً جيّداً).

ملاحظة: حمية كهذه تجعلك تخسر السكّر المخزّن في الكبد مع الماء، وليس الدهون المكدّسة في جسمك، وبالتالي سرعان ما سيعود وزنك إلى ما كان عليه، بمجرد أن تعود إلى عاداتك الغذائيّة السابقة. كذلك هذه الحمية لا تناسب بعض المرضى، (مرضى الضغط أو السكّري).

3- حمية الطبع والمزاج

وهي جزء من طبّ قائم بذاته، يعتمده الإيرانيّون، ويرجعون به إلى طبّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، مضافاً إلى طبّ ابن سينا وغيره من الأطباء المسلمين.
ويقسّم هذا الطبّ طباع الناس إلى أربعة: الصفراويّ، الدمويّ، السوداويّ، والبلغميّ.
ويضع لكلّ منهم خصائص جسديّة ونفسيّة وفيزيولوجيّة. ويهدف هذا الطبّ إلى أن يوصِل كلّ ذي طبع حادّ من كلّ نوع من الطباع إلى طبع معتدل، بحيث يكون ذا صحّة سليمة ووزن سليم ونفسيّة جيدة.

ولأجل ذلك، يُعالَج كلّ طبع بأنواع معيّنة من الطعام لتعديل طبعه، ولكن بدون أنْ يُلغي أيّ صنف من أصناف الطعام بالكامل من لحوم ونشويّات وحليب...

أ- الإيجابيات:
يعتقد أصحاب هذا الطبّ بقدرته على معالجة العديد من الأمراض، من أعصاب، وسكّري ومفاصل، مضافاً إلى علاج السرطان وغيرها من أمراض العصر، خاصّةً أنّ العلاج لا يقتصر على الطعام فقط إنّما على الأعشاب والدهن بالزيوت وغير ذلك.
- يمكن من خلال اتّباع هذا النظام، والذي يرفقه الأخصائيّون في هذا العلم بنظام التغذية الحديث، الوصول إلى وزن سليم، خاصة أنّه لا يلغي أي فئة من الأطعمة المغذّية أو الغنيّة بالفيتامينات والمعادن.

ب- السلبيّات:
يحتاج إلى الكثير من الدقّة في اتّباعه، خاصّة أنّه يتطلّب تناول بعض الخلطات التي تُعطى من قبل الطبيب أثناء فترة العلاج.
- يعتمد أصحاب هذا العلم على الطب القديم، بدون الأخذ بعين الاعتبار التحوُّلات التي طرأت على الغذاء اليوم. وتتطلّب هذه الحمية وقتاً وإرادة.

4- النظام الغذائي المتوازن

وهي نظام يعتمد على كلّ أنواع الطعام، ولا يلغي أيّاً منها، من نشويات وفواكه وخضار وبُقول وألبان وأجبان وزيوت، إلّا أنّه يرى في كلّ صنف من الأصناف الجيّد والسيّئ. فبالنسبة إلى النشويّات مثلاً: فإنّ الأصناف المُنتجة من الحبوب الكاملة هي أفضل من تلك المُنتجة من الحبوب المقشورة. وكذلك، فالحليب قليل الدسم أفضل من كامل الدسم، الزيوت النباتيّة أفضل من الحيوانيّة... ويركّز على التخلّي عن الأطعمة الجاهزة المقليّة والغنيّة بالدهون المُشبعة والمؤكسدة.
كما يعتمد على تحديد الكميّة من كل صنف، بحسب ما يحتاج إليه كل فرد.

أ- الإيجابيات:

- لا يشعر المريض معه بالحرمان من أي صنف من أصناف الطعام.
- يمنح الجسم كلّ ما يحتاج إليه من فيتامينات ومعادن، فلا يشعر بالخمول والتعب.
- يُنقص الوزن بالتدريج؛ ما يقلّل فرصة العودة إلى الوزن السابق.
- يكتسب متّبع هذا النظام عادات غذائيّة سليمة.

ب- السلبيّات:

- بالطبع توجد صعوبة في البداية في التقيّد بهذه الحمية، ويتطلّب وقتاً وإرادة وممارسة رياضة باستمرار، كما معظم الحميات السابقة.
- قد يرجع المريض إلى الوزن السابق بسرعة، إذا لم يثبت على وزنه لفترة بعد نقصان الوزن.

هذه بعض أنواع الحمية من لائحة طويلة تصدر يوميّاً، ولا بد لكل من يتّبع أيّ حمية، أن يدرس سلبيّاتها وإيجابيّاتها جيّداً، ومدى قدرته على اتّباعها طيلة فترة العلاج، لكي لا يقع في فخّ التجّار، وكي لا يكون ضحيّة لهم.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع