لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

أول الكلام: اقرأ باسم ربك


الشيخ بسّام محمّد حسين


لا يختلف اثنان في أنّ الانسان لا يمكنه الوصول إلى الكمال، سواء كان دنيويّاً أو أخرويّاً، إلّا من خلال العلم والمعرفة. وهو أمر لا يتأتّى إلّا بعد تهيئة أسبابه، وطرق أبوابه.


وقد قام البشر من خلال ما ألهمهم الله تعالى من القدرة على النطق والتعبير، والكتابة والتحرير، من تدوين العلوم والمعارف، وحفظ التراث ونقل التجارب والخبرات، والأحداث والروايات، ما يُعدّ نعمةً عُظمى من النّعم الإلهيّة على هذه العائلة البشريّة.

ولا شكّ في أنّ مفتاح الوصول إلى هذه العلوم والمعارف، إنّما هو الاطّلاع والتعلّم، وأنّ أحد الأسباب الهامّة لتحقيق هذا الأمر هو المطالعة.
فمطالعة الكتب توفّر للإنسان أرضيّة هامّة وأساسيّة للمعرفة، وتوصله بالسابقين من خلال قراءة كتبهم، واللّاحقين من خلال كتابته لهم ليُطالعوا ما عنده، وبهذا يحدث تفاعل بين الأجيال يتخطّى حدود الزمان والمكان، حتى كأنّ الإنسان يعيش بين الأزمنة المختلفة، ويتقلّب بين الحضارات والثقافات، ويتعرّف إلى الشعوب والمجتمعات، دون أن يقف أمامه حاجز أو يعوقه عائق.

والفوائد التي يجنيها الإنسان من النظر في أحوال الآخرين والمطالعة في تراثهم، كثيرة ومتعدّدة، لحاضره ومستقبله، ودنياه وآخرته، منها: التعلّم، والتطوّر، والموعظة، والاعتبار، والتسلية، وزيادة الخبرة والفنون والمهارات، وغير ذلك.
ومن كلام لأمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته لابنه الإمام الحسن عليه السلام، يمكن تطبيقه على فوائد المطالعة: "أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي وَإِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي، فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ، وَسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ، حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ، بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذلِكَ مِنْ كَدَرِهِ، وَنَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ، فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْر نَخِيلَتَهُ(1)، وَتَوَخَّيْتُ لَكَ جَمِيلَهُ، وَصَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ"(2).

وتتعدّد أبواب المطالعة هذه الأيام، سواء في الكتب المطبوعة أو الجرائد أو المجلات، أو على مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعيّ، إلّا أنّه ينبغي أن تُلاحظ في المطالعة أمور عدّة، منها:
1- أن تكون هادفة ومفيدة، وذات أثر عمليّ.
2- أنْ يختار الإنسان من المواضيع الأهمّ، حيث لا مجال لمطالعة كلّ شيء.
3- انتقاء الموضوع الذي يمثّل جاذبيّة أو إشكاليّة، فإنّه يساعد الإنسان على الرغبة في المطالعة.
4- مطالعة الفكرة عند أهل الاختصاص، والباحثين، وانتقاء الكاتب والمؤلّف بحذر، وعدم الاكتفاء برأي كاتب أو مؤلّف واحد.
5- التفاعل والتواصل بالفكرة المقروءة مع الآخرين، من خلال المحادثة أو السؤال والجواب.
6- تشجيع الآخرين على المطالعة من خلال بثّ روح التساؤل، والإحالة إلى الكتب... إلخ.
7- إعطاء وقت يوميّ للمطالعة، واختيار الوقت والجوّ المناسبَيْن.
8- إهداء الكتب المفيدة في المناسبات، وخصوصاً الكتب التي لها ارتباط بالمناسبة.
9- تنويع المواضيع المقروءة، وتخصيص وقت لقراءة القرآن الكريم، ومطالعة الأحاديث الشريفة التي تليّن القلوب وتذكّر الإنسان بآخرته.
10- تشجيع الأطفال على القراءة والمطالعة، واختيار الأسلوب الشيّق والجذّاب، من خلال القصص والحكايات الهادفة.

اللّهم أخرجنا من ظُلمات الوهم، وأكْرمنا بنور الفهم، وافتح علينا أبواب رحمتك، وانشر علينا خزائن علومك، يا أرحم الراحمين.


1.أي صفوته.
2.نهج البلاغة، باب الوصايا، رقم: 31.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع