* مفردة غنيّة بالمعاني
اللُّمَةُ؛ من فعل لَمَا يَلْمو لَمْواً، يقالُ: لَمَا الشيءَ: أَخَذَهُ بأجمعهِ،
كما نقولُ: لَمَّهُ، يقول الشاعر:
فَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أخاً لا تَلُمُّهُ |
على شَعَثٍ، أيُّ الرجالِ المهذَّبُ؟ |
أي إذا كنتَ تُحاسِبُ
صديقَكَ على كلِّ هفوةٍ تَبْدُرُ منه فلن تُبْقِيَ لك صديقاً؛ لأنَّ ابن آدم خطَّاء.
واللُّمَةُ هي الأُسْوَةُ، تقولُ: لكَ فيه لُمَةٌ حسنة، أي أُسْوَةٌ حسنة.
واللُّمَةُ: المِثْلُ، يكون في الرجال والنساء، يُقالُ: تزوَّجَ فلانٌ لُمَتَهُ من
النساء، أي مِثْلَهُ. ولُمَةُ الرجلِ: تِرْبُهُ وشكلُه، أي هو في مِثْلِ سِنِّه
وهيئته. واللُّمَةُ: الجماعةُ من الناس، قيل: بين الثلاثة والعشرة.
وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تُسافروا حتى
تُصيبوا لُمَةً"؛ أي رُفقةً (1).
* من أجمل الحديث
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً للمسلمين، وقد مدحوهُ فأكثَروا: "قولوا
بقَوْلكم (أو بعض قولكم) ولا يستجرينّكم الشيطان"؛ أي قولوا بقولِ أهل دينكم
ومِلَّتكم، يعني ادعوني نبيّاً ورسولاً كما سمَّاني الله، ولا تسمّوني سيِّداً كما
تسمّون رؤساءكم، فإنّي لست كأحدهم ممّن يسودكم في أسباب الدنيا(2).
* معنى السلام عليك
في حديث التسليم قُلْ: السلامُ عليك، ولا تقُلْ: عليك السلامُ إلّا في الجواب؛ وذلك
لأنّ "عليك سلامٌ" تحيَّةُ الموتى، فهذه إشارة إلى ما جرَتْ به عادتُهم في المراثي،
كانوا يُقدِّمون ضمير الميْت في الدعاء له كقول الشاعر:
عليكَ سلامُ الله، قيسَ بن عاصمٍ، |
ورحمتُه ما شاءَ أن يترحَّما |
وكان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إذا دخلَ القبورَ قال: "سلامٌ عليكم دارَ قومٍ مؤمنين".
والتسليم مشتقٌّ من السلام، وهو من أسماء الله الحُسنى، لسلامته من العيب والنقص
وانتفاء عوارض الفساد عنه تعالى. ومعنى قولك: السلامُ عليك: سَلِمْتَ مني،
فاجعَلْني أسلَمُ منكَ. والسلامُ في الأصل: السلامةُ، ومنه سُمِّيتِ الجنَّةُ دار
السلام. وقولُه عزَّ وجلَّ: السلامُ على من اتَّبعَ الهُدى، معناه: أنَّ من اتَّبعَ
هُدى الله سَلِمَ من عذابه وسَخَطِه(3).
* أسماءُ بئر زمزم
قيل إنّ لبئر زمزم التي حفرها في مكَّةَ عند الكعبة عبدُ المطَّلِب (رضي الله عنه)
اثني عشر اسماً، هي: زمزمُ، مكتومة، مضنونة، شُباعة، سُقْيا، الرَّواء، ركضةُ جبريل،
هزمةُ جبريل، شِفاءُ سُقْم، طعامُ طُعْم، هزمةُ المَلَك، حفيرة عبد المطَّلِب(4).
* مَدْحُ العقيلةِ زينب عليها السلام
من أجمل شعر المديح ما قاله فضيلةُ الشيخ حسين شمص في مؤتمر القصيدة الحسينيّة،
يمدحُ به العقيلة زينب عليها السلام، مُكْبِراً صبرَها في كربلاء، ومعظِّماً تضحيات
أبطال حزب الله الحاملين الروح الحُسَيْنيّة الزينبيَّة في أفئدتهم:
أسيرةُ الطَّفِّ أدمى القَيْدُ مِعْصَمَها |
لكنَّها كأبيِّ الضيمِ لم تَلِنِ |
فحطَّمتْ قيدَهم بالصبرِ إذ هتفَتْ |
للحقِّ في أُذُنِ التاريخِ والزمنِ |
فهبَّ للحربِ قومٌ في سواعِدِهم |
سيفُ الحسينِ وبأسٌ من أبي الحَسَنِ |
تُقبِّلُ الشمسُ هاماتٍ لهُم رُفِعَتْ |
فوقَ المسافاتِ لم تَجْبُنْ ولم تَهِنِ |
فجلجلَ الحقُّ في الأرجاءِ وارتسمَتْ |
راياتُ عزٍّ لحزبِ الله في الوطنِ!(5) |
* من لغة العرب
الهوَى – الهاوية؛ هَوَى يَهْوي هَوِيّاً وهَوَياناً: سقط من فوقُ إلى أسفل؛ وهَوِيَ
يَهْوَى: أحبَّ واستملحَ؛ وقولُه عزَّ وجلَّ:
﴿وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى﴾ (النجم: 53)، يعني مدائنَ قومِ لوط
عليه السلام، أي أسقَطَها فهَوَتْ. وفي صفة النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم: "كأنَّما يَهْوِي من صَبَبٍ"، أي يَهْبِطُ، وذلك
مِشْيَةُ القويِّ من الرجال. وتقولُ العرب: هوَى يَهْوِي هُوِيّاً، إذا أسرعَ في
السير؛ وفي حديثِ البُراق: "ثم انطلَقَ يَهْوي"، أي يُسرع. والهوَى: العِشْقُ، يكون
في مداخلِ الخيرِ والشرّ؛ فإذا تكلَّمنا بالهَوَى مُطْلقاً لم يكن إلّا مذموماً،
يقولُ تعالى: ﴿وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى﴾ (النازعات:
40)، معناهُ: نهاها عن شهواتِها وما تدعو إليه من معاصي الله عزَّ وجلَّ.
وقد اشتُقَّ من الهوى فعلُ استهوى، وفي التنزيل العزيز:
﴿كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ﴾ (الأنعام: 71)؛ أي ذهبتْ بهواهُ
وعقلِه.
أمَّا الهاويةُ أو المهواةُ فهي الهُوَّةُ أو الوَهْدَةُ أو الحفرةُ العميقة لا
يُدْرَكُ قرارُها (قَعْرُها)؛ والهاويةُ: اسمٌ من أسماء جهنَّم، وقولُه تعالى:
﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ (القارعة: 9)، أي
مسكنُهُ جهنَّمُ ومُستَقَرَّهُ النارُ؛ وقيل: هَوَتْ أُمُّهُ فهي هاوية؛ أي ثاكِلَةَ؛
كما قيل في تفسير ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾: أُمُّ
رأسِهِ تَهْوِي في النار، والعِياذُ بالله من هذا المآل(6)!
* في أمثال العرب
"كِفْتٌ إلى وئيَّة"؛ الوَأْيُ: الوعْدُ الذي يُوثِّقُه الرجلُ على نفسه ويَعْزِمُ
على الوفاءِ به؛ والوَأْيُ: الحمارُ الوحشيُّ، وقيل: هو المقتدرُ الخَلْقِ؛ أمَّا
الوئيَّةُ فهي القِدْرُ الواسعة الكبيرة، من فعل وَأَى يئي؛ وناقةٌ وئيَّةٌ: ضخمةُ
البطن؛ والوئيَّةُ: الدُّرَّةُ؛ وفي أمثال العرب: "كِفْتٌ إلى وئيَّة"؛ يُضرَبُ هذا
المثل في من حَمَّلَ رجلاً مكروهاً ثمَّ زادَهُ أيضاً.
الكِفْتُ في الأصل: القِدْرُ الصغيرة، والوئيَّةُ: القِدْرُ الكبيرة، فيكون
معنى المَثل: زادَ الطينَ بلَّةً(7).
* محمَّدٌ صلى الله عليه وآله وسلم أبلغُ الناس
من تشبيه المركَّب بالمركَّب؛ أي تشبيه صورة بصورة، قولُ النبيّ صلى الله عليه وآله
وسلم: "مَثَلُ المؤمن الذي يقرأُ القرآن كمثَلِ الأُتْرُجَّة (وهي ثمرة ذهبيَّةُ
اللون طيِّبةُ الرائحة والطَّعْم، وهي ذاتُ وصفَيْن هُما الطَّعْمُ والريحُ) ريحها
طيّب وطعمها طيّب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل الثمرة طعمها طيّب ولا ريح
لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مرّ، ومثل
الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريح لها" (8).
1. لسان العرب، ابن منظور،، مادة لما.
2. (م.ن)، ج3، ص239.
3.(م.ن)، مادة سلم.
4.(م.ن)، مادة زمم.
5.مؤتمر القصيدة الحسينية، الأصالة والتجديد، 16/8/2016م.
6.لسان العرب، (م.س)، مادة هوا.
7.المصدر نفسه، مادة وأي.
8.فضائل القرآن، عبد الله النجف آبادي، ج1، ص149.